برنسيس إيكاروس

Friday, August 31, 2007

## للجمال شكل آخر ##




هذه الصور بعدستي

*************

للجمال متعة وزينة وراحة للعيون.. والاحساس به اكثر من متعة.. فمحاكاة الجمال له تأثير ايجابي في تفكيرنا واحاسيسنا، فهو يشعل مواهبنا ويحفز غيابنا عن اشياء كثيرة حولنا.. فبمجرد ان نلمح الجمال في شيء ما تترطب قلوبنا وتتفتح شهيتنا للحياة.. ونشعر بنور غريب ينبثق من دواخلنا فيغطي 'المكان'.'عرف ارسطو المدينة بانها المكان الذي يعيش فيه الناس حياة جماعية من اجل هدف نبيل'.'المكان' هنا، هو 'مدينتي الكويت' وتحديدا العاصمة، فقد كثر الحديث في الآونة الاخيرة حول اعادة تخطيط وتطوير مدينة الكويت العاصمة 'الديرة' تلك المدينة التي بدأت تفقد بريقها الجميل وملامحها الشابة النضرة وكهولة ماضيها البعيد، فقد غزتها تلك البنايات العمودية التي تمتد عشوائيا من دون تنظيم او رؤية جمالية، كما ان اغلب المباني الكلاسيكية ذات الطابع التراثي، ازيلت وحل محلها بنايات حديثة او ابراج عالية.. اما البحر الجميل الذي يسور 'مدينتي الكويت' بكل خيلاء فقد اختفت شواطئه الرملية النظيفة خلف المشاريع المختلفة التي انشئت على امتداد سواحله، لا سيما ونحن مقبلون على تخطيط وانشاء مدن جديدة وكبيرة، فكيف وعاصمتنا تشكو من تنافر عمراني وخليط من تكوينات هندسية ذات اشكال وألوان.. وفقدان الملمح والخصوصية.* * *وبالتالي، فنحن - كمواطنين غيورين - نريد مهندسا عمرانيا حضاريا، مبدعا، حالما وشاعرا يتغزل بها حين يعيد تخطيطها وتطويرها وتشكيل ملامحها الحيوية الجميلة، يتمتع بحس جمالي وذوق رفيع وابداع وتميز ما، بحيث يستطيع ان يعيدها 'عروسا للخليج' يهتم بالقيم الجمالية لكل شبر فيها.. يزين الدوارات بمنحوتات فنية، وينثر جماليات اخرى في الحدائق والساحات والشواطئ.. يزين الجدران العالية الباردة بحرارة الالوان النارية واللوحات الفنية.. ناهيك عن التشجير والتخضير في الفراغات وبين الشوارع والطرقات.نريده ان يهتم بالنسيج العمراني المتوازن سواء بالالوان او الاشكال او توحيد الواجهات وتزيينها، مع مراعاة الا يتناسى ان ما يزيد من جمال 'مدينتي الكويت' اطلالتها الرائعة على البحر وتميزها بامتداد سواحلها الجميلة، بحيث يمنحها خصوصية ويضفي عليها سمة متفردة، وذلك بتحديد الجوانب التي تتطلب التطوير واعادة التصميم، حتى ترقى الى مستوى التطلعات.. مع الاحتفاظ بما تبقى من المباني التاريخية التراثية وترميمها وتفعيلها.***'مدينتي الكويت' اشتهي ان تشدني اليها كلوحة فنية رسمها الفنان بدر القطامي وحدد ملامحها البحرية كماض وحاضر.. اريدها لوحة ملونة بريشة وحرفنة الفنان محمد قمبر.. اتمنى ان تناديني كامرأة جميلة متلفعة بثوب تراثي شفاف يظهر اكثر مما يخفي.. اريدها فتاة سافرة برشة عطر باريسي وماكياج خفيف، تغذي العيون وتريحها.. اريدها ذراعين جميلتين، تحتضن دهشتي وتسحب روحي اليها من بعيد، تغني لتطربني بصوت نوال العذب، وحس نبيل بنبرته اللذيذة يسحرني.. اريدها حيوية يافعة جميلة، اذا اقبلت عليها ادهشتني بدلالها، واذا بعدت عنها اذهلتني الذكريات.فالمدن، ليست مجرد مكان محشو بقوالب اسمنتية نعيش في داخلها ونسكن اليها.. المدن، لوحات فنية ابدعتها ايادي الفنانين.. قصائد عذبة سطرتها انامل الشعراء.. خيالات رحبة عطرتها اقلام المبدعين.. المدن ايقاع ونبض حياة.. فمتى تنبض

'مدينتي الكويت'؟


:إضاءة

- أريد للجمال أن يستريح بين ذراعيها.

- أريد لرائحتها عطرا خليجيا يسمى 'الكويت'.

- أريد أن أعزز علاقتي مع معشوقتي 'الكويت'.



Wednesday, August 29, 2007

## عباءة الأم ##

*****************
***********************


أعجبتني قصيدة * عباءة أمي * للشاعر الشاب المتألق

شاعر

التفاصيل

## صلاح دبشة ##

فرسمتها ريشتي

أما مدونتي فتعرضها للكون الالكتروني

************************
عباءة الأم
كان يا مكان

كنت أجري

أطش خطاي على الرمل

والهواء يلفحني من ساحة الى ساحة

رغم أني أعرفه منذ ولدت بين زغاريد النسوة

ونشأت صغيرا أتنفسه ببراءة

مشرعا رئتيّ

، ومترعرعا على حكايات ما قبل النوم

ألتفت إليه

حين عاد أصحابي إلى قبلات أمهاتهم

والعصافير اختبأت في الشجيرات

أقذفه ، فَيهبّ

وأجري هاربا إلى عباءة أمي

وهي تخفق على امتداد السماء

في عينيّ حلم صغير

كاد يوقعه بهبوب يرجُُّ ثيابي

وكنت خفيفا

أطير به فوق الصخور والأتربة و الطين

ترسمني رهافتي

على بابنا

*****
*********

Tuesday, August 28, 2007

## عالم الدجاج بعدسة أسفاري ##

سيقان جميلة
wow

الكل يطارد الجمال

حتى عدستي


أما الألوان !!!! فما شاء الله

#######

جمال الحيوانات له تفرد بأشكاله وألوانه

يثير الدهشة

ما أجمل سيقان هذه الدجاجة

فيرمونت / أمريكا

@@@

Monday, August 27, 2007

** رسومات ملونة بريشتي**






بريشتي الملونة

#####


Saturday, August 25, 2007

## إشراقة ##


إشراقة شمس بلادي يرتاح على أطرافها دفء العالم

!! أحبك يا بلادي ... أحبك يا كويت !!Posted by Picasa

Friday, August 24, 2007

## رسومات مختلفة بريشتي ##









بألوان ريشتي

******

Thursday, August 23, 2007

**ظاهرة التسول **


بعد ان وضعت فاتورة الشراء في حقيبة يدي، واتجهت الى باب الخروج الزجاجي الكبير لاحد محلات الشويخ الصناعية، لمحتها وهي تدفعها بقوة الى الداخل، ثم تبتعد مسرعة وعباءتها السوداء تكنس الارض خلفها، لتدلف هي الاخرى الى المحل الملاصق.. كانت صغيرة مراهقة ضعيفة البنية، متلفعة بسواد العالم - موضة الطرارة - من رأسها الى اخمص قدميها - مع ان الوقت ظهرا، والحرارة تجاوزت 49 درجة - تعددت الوان الحزن والاسى على وجه الصغيرة، تتلفت حولها، تبسط يمناها تستجدي عطف الزبائن، بصراحة، ممثلة ناجحة مدربة، اجادت صنعة الشحاذة، واتقنت فنون التسول، تلك المهنة المريحة التي لا تحتاج الى رأسمال، انما يكفي فقط كرت زيارة صغير لمدة معينة، على ان يكون شهر رمضان الفضيل، تلك المناسبة الدينية العظيمة، ضمن اشهر التسول، حيث تأمل هذه الفئة ان تنهب ما تجود به ايادي الطيبين وما تطيب عنه نفوسهم المعطرة بالإيمان.
***
الشحاذة والتسول والاستجداء، ظواهر اجتماعية غير صحية، وبالتالي فهي ممارسات مرفوضة بقوة من المجتمعات المتمدنة.. المتحضرة.. الراقية.
ففي السنوات الاخيرة اخذت تصادفنا بشدة هذه الممارسات الغريبة اللامشروعة الدخيلة على مجتمعنا، خصوصا في شهر رمضان الكريم، وها هو يطرق الابواب، وها هي تباشير 'الطرارة' بدأت تغزو ديرتنا الحبيبة، بصورة طبيعية وعادية بلا حسيب ولا رقيب، فقد أصبحت مهنة منظمة، بحيث تطورت اساليبها المشروعة مع كروت الزيارة، وهمة السادة تجار الاقامات، اصحاب الذمم الرخيصة النائمة في حلاوة الربح السريع، حتى اصبحت ظاهرة كل عام تبدأ دورتها خلال شهر شعبان، على امل ان تصل الى ذروتها المطلوبة خلال شهر رمضان الكريم.
***
هذه الظاهرة البشعة والآفة اللئيمة التي تشمئز منها النفوس، لا تليق بالوطن الجميل والديرة النظيفة، بل تشوه ايام شهر رمضان الفضيل، وبالتالي يجب التصدي لها بكل وسيلة متاحة، ومحاربتها بقوة واقتلاعها من جذورها.. فهي تحتاج الى صحوة ضمائر تجار الاقامات.. ومتابعة وملاحقة مستمرة وواعية من جهات الاختصاص، وعين ساهرة، يقظة وثاقبة - كعيني زرقاء اليمامة - من رجال الامن الغيورين على الديرة.. كما تحتاج الى قلوب قوية وعيون لا تدمع من المواطنين والمقيمين الشرفاء، امام من تمد يدها بصورة همجية لا مشروعة وتطلب الدينار، فليظل الدينار الكويتي نظيفا من هذه الايادي المؤذية وعزيزا على اهله، والاقربون اولى بالمعروف.
***
إضاءة:
كم هم المحتاجون من الأسر الكويتية المتعففة عن السؤال.. والتي اغلبنا يعرفها؟.
قال الله تعالى 'انما الصدقات للفقراء والمساكين..'.
m_alshafei@hotmail.com

Friday, August 17, 2007

** الأغلبية الصامتة **



" silent majoraty تعرف 'الأغلبية الصامتة'
تبعا لقاموس الفكر السياسي، بأنها دلالة على اغلب الناس، ممن لا ينتمون الى احزاب معينة، ولا يندرجون تحت تيار منظم، وبالتالي فهم يشكلون ثقافة الصمت، في المجتمعات العالمية، بحيث يتعذر عليهم التعبير عن مطالبهم وتطلعاتهم والتصريح بآرائهم، وذلك في الدول الاستبدادية او الدكتاتورية او السلطوية، وهكذا تضيع حقوقهم، ويفقدون وجودهم الانساني

* * *
الحمد لله ألف مرة اننا من الشعوب الحرة المدللة التي تتمتع بمساحة من الحرية وإبداء الرأي تحسد عليها
تعيش في مجتمع انساني مترابط متآخ متعاون - خاصة وقت المحن والأزمات، مثل محنة الغزو وأزمة الكهرباء - والأجمل اننا نتقبل الرأي ونحترم الرأي الآخر، وبالتالي لا تسكت اغلبيتنا الصامتة، فهناك من يتولى التعبير عن صمتها.. فما شاء الله، قد حبانا الله تعالى، بعدد لا يستهان به من الصحف اليومية ذات السياسات والاتجاهات المتنوعة، والطروحات العقلانية، والآراء المستنيرة.. كما نتمتع بأقلام حرة صريحة وصادقة، لكنها بركانية تثور بوجه كل ما هو سلبي وفاسد ومرفوض في الديرة الحبيبة، فلا تضطرب الكلمات فوق اوراقها، ولا تختبئ الافكار بين سطورها، ولا تندس الاسقاطات خلف مفرداتها، واضحة كالشمس، تكتب بحس وطني.. حرية مسؤولة، جريئة في طرحها، شجاعة في مطالبها، لا تخشى رقيبا ولا تخجل من حسيب، تتحلى بسعة الأفق، بعد النظرة وقوة الادراك، والاجمل من هذا وذاك لديها رقابة ذاتية، تحترم الثوابت، وتبتعد عن التجريح، فتجد، في الصفحة ذاتها والجريدة نفسها، يتجاور الرأي والرأي الآخر، وكل منهما يقول للآخر 'الله بالخير'، وابتسامة تسبقه، حتى وإن كانت مصطنعة، على الاقل فهي ليست مسدسا مصوبا الى رأسه، ولا سيارة مفخخة تتحفز لاصطياده، والأهم ليس هناك من ينتظره خارج البوابة ليضعه خلف القضبان.

* * *
وبالتالي فأغلبيتنا الصامتة، عندما نطقت، تساءلت باستحياء، بصمتها المعهود الذي تجسده تلك الاقلام: 'اين من يخاف على مصلحة الديرة وشؤونها الداخلية والخارجية؟ وأين من يعزز الامن والأمان؟ اين النواب الذين في مستوى تطلعات الناخبات والناخبين؟ اين التغيير والتعديل ومحاربة الفساد الاداري والمالي ايها الوزراء الافاضل؟ اين تطبيق اللوائح والقوانين ونبذ الواسطة؟ من المسؤول عن هدر المال العام لغير مصلحة الديرة وأهلها؟ اين خطط واستراتيجيات وزارة التربية الاصلاحية المتطورة لهذا العام؟ ماذا اعدت ادارة المرور لتفادي الازدحامات والاختناقات المرورية التي تفاقمت في الشوارع والطرقات لا سيما والعودة الى المدارس باتت قريبة؟ ما سر وجود التاكسي الجوال الذي ضاعف ازمة المرور الحادة؟ ملوثات البيئة الخطيرة من المسؤول عن ظهورها؟ ماذا اعددنا لتفادي ازمة الكهرباء غير حملة 'ترشيد' التي يراد لها ترشيد لغوي وفني؟ ما لغز المد والجزر في حالة المكاتب الاعلامية في الخارج؟ متى تحل ازمة العلاج في الخارج؟ الى متى نجلب عمالة هامشية من الخارج، وظاهرة البطالة تطارد شبابنا الحلوين؟'

***
أما المبدعون الصامتون فيسألون لجنة رقابة الكتب والمطبوعات: 'لماذا تمنع كتبهم الابداعية الجميلة وتصادر
افكارهم الرائعة، في الوقت الذي توزع هذه الكتب الممنوعة، على آلاف القراء والمهتمين في العالم، عبر وسائل الاتصالات المتنوعة ذات التكنولوجيا الحديثة المتطورة، التي ربما هي غائبة عن قاموس الرقيب؟'.الاغلبية الصامتة القلقة، تسأل: 'هل كل هذا التراخي وتلك الظواهر السلبية سببها الخلاف المستمر، والتوتر الدائم، بين السلطتين التشريعية والتنفيذية؟'.اخيرا، الاغلبية الصامتة تصرخ: 'ضاعت حقوقنا من الاقلية المتنفذة في الديرة، فمتى يحترم صمتنا؟'
*****
:إ ضاءة

قبل أن نثق بالآخرين، يجب علينا ان نثق بأنفسنا

m_alshafei@hotmail.com

Wednesday, August 15, 2007

## إهداء ##

إهداء الى الحبوبة

q8doll






Monday, August 13, 2007

malshafei2 - برنسيس إيكاروس

malshafei2 - برنسيس إيكاروس

** نبضات أنثى **


(منى الشافعي .. في كتاب ( نبضات أنثى
ثنائية السرد .. وحكايات أزمنة الدهشة ..

الكاتب نعيم عبد مهلهل
دمشق 3 آب / أغسطس / 2007

****************

(( تفاجئني تلك النبضة بارتجافها هامسة في أذني :
ــ يبدو أنه .. لم يتوقف يوماً عن حبك ..!))
قصة / أرتحل ولكن / ص 102
تروي القصة .. حكاية ما ..
تروي العين رؤية المشهد المنظور في انعكاس صوري يحوله الهاجس الإبداعي كلمات تعبر عن وعي المشاهدة وتحليلها ..
يروي القلب روح نبضاته في تكوين إحساس إنساني يسير في عروقنا سير الدم في الأوردة ..
وأخيراً أصابعنا من تنفذ رغبة تلك الهواجس التي تصنع الحكاية ..
تاريخياً ينتمي القص إلى شفهية تعبير الإنسان الأول عن الرؤى التي ملئت حياته بدءا من المؤثر الطبيعي وانتهاء بالأحلام ، وبين المؤثر والحلم صنع الإنسان حياته وعبر عنها بشتى الممارسات المعرفية من الإشارة إلى النطق وانتهاء باختراع الحرف الكتابي ليصير التدوين واسطة للتعبير عن هذه الحكايات من خلال الطقس الديني أو الاسطرة أو الملحمة أو حتى النظم الشعري الأول كانت رؤاه تعتمد على الحكاية كما في الملاحم السومرية والبابلية وغيرها من ملاحم الشعوب..
من أبدع في هذا المجال السردي ..الرجل أو المرأة .؟
.القارئة التاريخية تعطي للرجل مساحة أوسع ..رغم إن مجمل الأعمال الأدبية عبر التأريخ مصنوعة بهاجس المرأة كما في ملحمة حرب طروادة أو أسطورة أوديب أو سمير اميس أو غيرها
غير إن العصور المتأخرة وأهمها القرن العشرين الميلادي أرانا جهدا أنثوياً متميزا في هذا المجال وخاصة في الإبداع الروائي كما عند روزا لكسمبورغ ومارغريت ميتشل وأميلي برونتي وفرجينيا وولف ونادين غوردميه ..
فيما نمى هذا الجانب في الثقافة الأنثوية العربية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية ، ولكن ستينيات وسبعينيات القرن الماضي أرت العالم رموزا أدبية مبدعة وجادة أمثال غادة السمان وأحلام مستغانمي وليلى العثمان وعالية ممدوح وغيرهن
غير إن ثمانينيات القرن الماضي والألفية الثالثة أظهرت لنا أجيالاً غزيرة ومميزة في هذا المجال ، وتوالت أصدارتهن القصصية والروائية تملئ المكتبات ودور النشر ، وهذا دليل على إن السرد أخذ من الشعر الكثير من فتنته عندما اظهر لنا هذا الكم الكبير من مبدعات القص العربي .. وقراءة واحدة لقصص الكاتبة الكويتية ( منى الشافعي ) والموسومة ( نبضات أنثى ) والصادرة في طبعتها الأولى عن دار الوطن في الكويت 2007 . يرينا جهد الكتابة وتميز إبداعها في صنع الحكاية القصصية ذات الأبعاد النصية المتماسكة في المعنى والقصد وقوة اللغة وشيئا من شعريتها المرهفة الواعدة ..
في كتاب " نبضات أنثى " تتعدى مستويات السرد إلى محطات كثيرة تشتغل على هاجس واحد ، هو الذاكرة عبر زمن معاش وليس مفترض ، من الطفولة حتى الأزمنة الآتية من العمر ، وتكاد تكون كل نبضات قلب الكتاب هي إحساس واحد تتنوع فيه العوالم والبيئات والمشاعر وتتغير بتغير أمكنة القاصة وثقافتها لتجعل من حاسة خزن المواقف والذكريات حاسة لإنتاج نص يتميز بالكثير من الرهافة والإنسانية وجمالية تصوير المشهد لحظة تذكره أو قراءته في الآن الذي حدث فيه ، وفي أغلبها بيئات محلية لبلدها حيث تجاهد كثيرا في درج كل ما تتذكره من موجودات ذلك العالم ومكوناته البسيطة قبل أن يجعل النفط بلادها متحضرة بثياب القرن العشرين ، هناك حيث تشد ذاكرة القاصة عوالم الدهشة المنسوجة بحنان البحر تحت أجفان الأُم وهي تجاهد أن تبقي تلك العادات الجميلة لمجتمع ٍكان في بساطته يخلق هوسا هائلا من سعادة الطفولة والصبا وعاطفته المفرطة كما يظهر لقارئ الكتاب في

قصة ( جيشان الماضي) .. هذه القصة التي تأخذ من الطفولة مادتها ، تتمازج مع هاجس إرث يتوارث من قيم الدين ولكنه في القصة يختلط بعاطفة حزن أن تذبح كائنا حيوانيا لتفديه فيما وبغريزة ما تشدك إليه عاطفة حب جارف كالتي تحصل في مبادئ الرفق بالحيوان للتخيل لحظة فقدانك له حين ينحر ويتحول لحما مطبوخا في البطون قصة لم تتحمل ميكانيكية الفناء لهذا ( الخروف عنتر ) فظل يحمل كما في القصة هاجس القاصة بتخليصه من لحظة الموت وإطلاق سراحه.
وخلال تلك المنازعات السيكولوجية بين العادة السنوية في نحر كبش العيد وبين طغيان إنسانية الطفولة من أجل الكبش تدرج الكاتبة بشعرية بعد موجودات ذلك العالم الأسري وتتذكر مكونات عالمه وجمالية الأفكار وبساطتها في حين لاتنسى أن تقف عند أشياء ذلك البيت الطيني الذي كانت تسوره أمنيات طفولة وخيالات قراءة قصص ألف ليلة وليلة ونسمات الصباح والبراءة .
ما أثرت تماما على علاقة بطلة قصة ( جيشان الماضي ) بالخروف الذي عد هذا العام ليكون نذرا لدورة جديدة من عيد الأضحى الذي ظلت العائلة متمسكة بتقاليده الروحية والنذرية منذ أجيال :
(( في نفس العام بلغت الثانية عشر من عمري .. كنت مولعة بقراءة القصص ، وسير الأبطال ..وقصص ألف ليلة وليلة .. فأطلقت أسم عنترة على خروف العيد لسواد لونه وقوة بدنه )) .
القصة .. ص 16.
في قصة جيشان الماضي تسيطر الكاتبة على الماضي من خلال عاطفة الصبا المبكر ، وربما الثقافة المبكرة لهذا تسري واقعية لذيذة في أوردة القصة لترينا حجم الحلم الذي تمكنه لنا الخيالات المستعادة وهي أي القصة بارتباطها مع العاطفة الإنسانية مع كائن سيفقد وجوده حتى لو لم يكن عاقلا فهي تقترب تماما مع أطروحة بياجيه القائلة : في أزمنة غابرة من أعمارنا تكون الصداقات المتخيلة مع من هم ليسوا بشرا من أجمل الصداقات .
ولأن القاصة في اكتمال نضوج الكتابة كانت تمتلك نوعا من هذه الصداقات جاءت الصياغة القصصية هي بمثابة المعادل النفسي للرغبة الدفينة عند البشر في العودة إلى الوراء حيث الذي ذهب لن يعود ، لهذا يصير هذا الحيوان الساذج بعض تلك الأزمنة التي لو تجئ الآن لملأتنا حبورا ومسرة :
(( يلتهب رأسي بخيالات تطوف حول عيني أشكال خرافية .. وأطياف أسطورية تشكلها العتمة المغرقة في المكان ..أرتجف خوفا ، أشعل النور في الغرفة .. ثم .. نظرت حولي أستكشف الآخرين بخفة الطفولة وعفويتها ، تسللت من فراشي والخوف مازال يرتعش بداخلي .. تحت العريش رأيته .. في عينيه دمعتان حزينتان .. جلست قربه .. احتضنته .. اختلطت أنفاسنا ..)) القصة / ص 18 ..
ذات العاطفة الموسومة بحس ٍطاغ ٍمن خيالات الأمس تظل لصيقة بروح الكتاب .
تحاول القاصة ( منى الشافعي ) إشعار قارئها في هذا الكتاب بأن الزمن كله مرهون بنبضة القلب حيث التذكر والتمني والارتباط المسكون بهاجس ما . ويكاد يكون هاجس البيت بكل موجوداته هو العالم المتخيل في شكل وطن تسرد فيه هذه الأنثى حكايتها وتعكسها عبر لحظة كبرت فيها لكن الحاجة إلى ذلك المكان وذلك النبض يتلون في أكثر من موقف حيث تأتي قصة ( ياحضنها / ص 20 ) لتؤكد على بقاء تلك العاطفة مشدودة إلى تلك الأيام الدافئة حيث يكون حضن الأم ملاذا آمناً من كل خيالات الوهم والفزع والخوف من سطوة الخرافات وأقدار الزمن التي لا تحسب بل تأتي فجأةً لتكون تلك الأحضان وطنا للرحمة والدفء والأمان .. وتصور قصة ( ياحضنها ) بعض تلك الأحاسيس في مشهد صاخب من تيه الطريق وزحمة العواصف والأمطار وتخيل ذلك الخريف البارد الذي يقسو بزمجرة الريح حتى على جدار البيت الطيني :

(( أذهلتني الطبيعة الغاضبة بأمطارها المنهمرة كالسيل الجارف ، وبأصوات تلك العاصفة المزمجرة ، سكنني صمت غريب وأنا اتامل ذلك المطر المخيف .. فجأة ! مزقته ذكريات طفولية انبعثت حية في عقلي ، سحبتني إلى الماضي ، تصحبني تلك النبضة الغارقة في عتق السنين ..)) ..القصة ص / 20 ..
jهر هذه القصة ، مستويات الذهن وهو يحتاج لحظة مفقودة يرسم الخوف والفزع متغيرات حياة بطلة القصة غير إن ذلك الكائن الجميل ( الأم ) يعيد إلينا يقظة اللحظة ، ويخلصنا من كل حالات القلق والخوف حيث يكون حضن الأم ( وطن ) ندثر في ثنايا أزمنته وحنانه كل أمنيات القادم من الأيام :
(( فجأة ..! أظلمت السماء ،زمجرة الريح .وعاودت الأمطار هطولها .. خارت قواي ،مازلت أصرخ ..احتضنني وجه أمي الملتاعة من بعيد .. قفزت نحوها ، تكومت في حضنها ، لفتني بعباءتها المبللة الغارقة في الوحل والطين ، شعرت بالدفء يغزو جسدي المرتعش .. امتزجت دموعنا ، واختلطت خفقات قلبينا .)) القصة ص / 23 ..
تتكرر ذات الإرهاصات في الكثير من قصص الكتاب للتحدث عن نزعة التشوق إلى أمكنة الزمان الذي مضى ، وتحاول ( الشافعي ) أن تجعل من تلك الأمكنة ملاذا آمنا لراحة شخوصها وأن تجعل المكان الاجتماعي موطنا لتلك الراحة كما في دفء أحضان الأم ، وعريش البيت وظل السدرة ، وحنان الأب ، وكافيتريات البحر ، حيث براءة اللقاءات وتأمل الفضاء ، والألعاب الطائشة في زحمة الموج والحياة البعيدة .
هناك قصص أخرى في ( نبضات أنثى ) لها مستويات ذهنية من سرد آخر ، هي تلك التي اشتغلت في غربة الأمكنة لتحاول ربط الحنين والمشاعر مع من نهواهم من خلال المكنكة الجديدة في وسائل الاتصال ، وتمثل قصة ( موبايل ) ص / 83 .
قصة عن لحظة شوق في لحظة غرام ..غرام التذكر ومودة سماع صوت من نهوى .ليأتي الهاتف شجن الاتصال الذي بنت عليه الحكاية قصديتها . حيث نفاجئ بانهيار ذلك الجمال الذي يمكن أن يصنعه ( الموبايل ) عندما نشعر إنه مشترك لعاطفة أخرى غير عاطفة بطلة القصة فنصاب بأسى الخيبة والخذلان فلا شيء تفعله سوى إشعار حبيبها بأنها عرفت المتصل الآخر . لتعود تلك المرأة إلى خليقتها المدثرة بصمت ، ومحاولة البحث عن نافذة أمل تبعد هذا الضيق الهائل في صدورنا جراء ما حدث :
(( تتحطم كل صور الأمس الجميلة المعلقة بأهداب نبضتي الحبيبة .. وأبقى أنا تحت جلدي ينبض قلبي فارغا ، امرأة مطعونة بلا رفيف ..
كانت أحزاني تنزف ، ونبضتي تنطفئ رويداً رويدا ، أراها تغادرني فتفقد تاجها ، وبصوت متحشرج يأتيني من داخلي كالموت ، تنبس تلك النبضة :
- الملائكة فقط في السماء ، والرجال يمشون على الأرض )) .. تنجح( منى الشافعي ) في هذه القصة في إبعاد العنوان عن مضمون القصة لتر ينا فقط هاجس إنسان امتلك الخيبة حين اكتشف أن المحادثة ليس له وحده ، فراح يصنع من نبضته الحزينة قصة لحدس كان قد ولد من مشاعر بريئة لم تكافئ بما تستحق.
في قصة ( البصمة الوراثية ) ص / 120.. يطل علينا نبض جديد من امتداد اشتغال القصص وهاجسها الموحد مع الشعور الإنساني حيث لبست القصص أرديتها ولونت مساحة الكتاب بتنوعات هذه المشاعر عبر حياة وسنوات طويلة بدأت منذ لحظة طفولة سدرة البيت الوحيدة، وانتهت بلجة العمل الوظيفي ، والحياة الزوجية التي كان نبض الأنثى يحسها باقية وخالدة على شكل خاتم تم إهداءه لها في أول عام يمر على الاقتران .
هذه القصة ( البصمة الموراثية ) تختلف عن جميع قصص الكتاب لما فيها من تركيبة صعبة لهاجس بسيط ، اشتغلت عليه الكاتبة بذكاء وهي تنقل هاجس العلاقة بين أختين ، وطبيعة التعامل بينيهما داخل البيت إلى مختبر متطور ، ومن خلال جهاز كشف البصمة الوراثية .
تشكل القصة في سرديتها تكوين هذه الأنثى التي ظلت على الدوام تعقد المقارنات وإلى حين وصول التعامل مع هذا الجهاز الكاشف لجزء من وراثة التطبع الإنساني تضع أمامها الكثير من التساؤلات والانفعالات إزاء ماكان يحدث ، ولما كان الأب والأم يفعلان هكذا ، وهل هذا كان نتاج تباين التكوين الوراثي رغما إنها وغنيمة أختين .. وعليه فان القصة تصل بالتالي إلى النتاج العلمي المحسوم في قناعة البنت بخلفيات ، وأسباب تلك المشاعر التي كانت تنمو معها مشاعر الحزن والغضب والأسى والمشاكسة . لقد أعاد الجهاز بطبيعته ونتائجه الاستقرائية ماكان فرويد يكتشفه في المشاعر المختبئة عند البشر، وما تنتج عنه إسقاطات العلاقات الطفولية والممارسات الأسرية . وهكذا تنجح ( منى الشافعي ) في هذه القصة بصنع وحدة فكرية لمشاعر بطلة قصتها ، وترينا شكلا مركبا من البشر تعاملت معه في البناء القصصي بشكل مدهش ، وخلصت معه إلى حقيقة روحية وإنسانية وعلمية ، وبهذا نجحت القصة لتكون متميزة في بنائها وواقعيتها وحتى في شعرتيها :
(( استشعرت إصراري وعنادي فقد كان شاقا عليََّ أن أغير جلدي .. فجأة ! أحاطتني قوة جديدة لأتواصل مع رغبتي ..
وبدأت الأجهزة تعمل من جديد و .. جلست أمامها انتظر .
بلمسة أخيرة من أصابعي الماهرة سأجد ذاتي وتنتهي شكوكي البعيدة ، ويغادرني جنوني .. وسأبدأ من جديد بهوية جديدة ..)) القصة ص / 123..
تظل هكذا وقائع تشغل ذاكرة المبدع القصصي ، وهو يرسم بين قصة وقصة لوحة لذهن يعيش على استذكار ماجرى . حياة تتنوع بتنوع القدر والمسار المرسوم لها .
وهنا يسجل لعدسة ( منى الشافعي ) وهي ترصد هذا التنوع . روح الصدق ، وتلقائية الهاجس وكثير من الجمل الشعرية التي تلامس القلب وتحيله إلى تخيل سيناريو مدهش للعوالم تتعدد أشواقها وأحزانها والمسرات . حيث يجبر قارئ القصص في إيجاد ذاته مع واحدة من القصص ، وكأنها تكتب عنا جميعا بتلك المشهدية التي تكاد تكون في بعض قصصها سيرة ذاتية للقاصة نفسها ، ورغم هذا يجد القارئ إن القاصة تكاد تكتب سيرته الذاتية هو فيشد حبل مودته لذلك العالم الذي ملأته القاصة نبضات قلب عاشق وحنون.
عدد قصص الكتاب (45) قصة ..
في قراءتنا لأربع قصص من هذه القصص أعطينا صورة مجسمة لدراما الحواس التي أسست لها الشافعي في النبضات المتسارعة لقلب الأنثى وهي ترينا مجسات هذا الخفق عبر تراكم الصور التي تنقلها بعناية القلم الرشيق إلى ذاكرتنا فنحس معها بدفء أمومة ، وصداقة شرقية جميلة ، لهذا فأن مسك الكتاب في صفحته الأولى يعني بالحساب الزمني مسكه في صفحته الأخيرة . فالشافعي تذهب بك عبر فواصلها الزمنية إلى أكثر من حكاية لذات واحدة .هي ذات أنثى تروي برهافة حس كل ما مر فيها.
هذا المرور قسم بين (45 ) محطة . استطاعت فيها القاصة أن تدرك حقائق وجود هذا الكائن ( الأنثى ) وترينا فيضا من الروح التي تتقلب بين خواطرها الإنسانية من البيت إلى كرسي الوظيفة ، وطوال هذه المحطات يتعدد الاشتغال الذهني للقصص فنراها ترتدي حالاتها بموازاة لحظة خلقها فتكون القاصة قد حفرت في غير التسلسل الزمني على تواريخ متفرقة لذات واحدة ولكنها مولودة في أكثر من مكان ، ونشعر فيها أنها موجودة دائما فينا ، وأمامنا فمن أول قصة الموسومة ( للماضي عطره ) وحتى أخر قصة ( أحلام بعيدة ) ص 161/ تمد( منى الشافعي) رؤاها باتزان ووضوح ، وعناية ففي أحلام بعيدة تختم( الشافعي ) سير محطاتها برؤية جميلة عن خفقات قلب مضت حين يريد فيها الإنسان تتويج مرحلة من مراحل حياته ، وينتقل إلى العالم الجديد ، وفي لحظة انتظار شجن أرقام المعدل الدراسي ، وهو يذهب بك إلى الحياة الجامعية تستعاد الصور نفسها لعالم قديم ـــ جديد ، وربما نفسها سدرة البيت تظهر في باحة الانتظار ليبدأ تحتها نبض جديد :
(( ألتفت إلى السدرة .. شدني منظرها .. عالية كثيرة الأغصان متداخلة الفروع .. وارفة الظلال .. جذبتني زقزقة العصافير الكبيرة ، وفراخها الصغيرة ، وقد اختلطت بصوت حفيف الأغصان .. تأملت أعشاشها المستقرة بشموخ فوق الأفنان .. أخذت أراقب حركاتها المنتظمة الدؤوب.. تحليقها في الفضاء وعودتها المسرعة محملة برزقها ورزق صغارها .
عدت إلى أحلامي الصغيرة .. تشاركني نبضة فرحة تتقافز بخفة وتخفق بلهفة .. ترف بداخلي كجناح عصفور صغير .. محلقة في فضاءات نفسي الواسعة .. ملتصقة بأحلامي التي توحدت بقوة وسرعة فتخيلت السنين وهي تنطوي تحت سقف الحرم الجامعي وتتراكم خلف أسواره العالية )).
في تلتقي القصة الأولى ( للماضي عطره ) ص / 9 ..مع ذات الهاجس في القصة الأخيرة .
من خلال الماضي وأحلامه المتكدسة في خانة الذاكرة ليفوح ذات العطر ولنرى منذ هذه القصة إن لكل همسة تذكر أشياؤها الخاصة .
تلك الأشياء المشبعة بالحميمية والشعر ودفء العاطفة والصورة التي تتشح بتراكيب لاتحصى من حياتنا وأعمارنا التي مهما تطول أو تقصر فهي عبارة عن قصة :
(( على الشفاه ترتسم الألوان قوس قزح .. ينبهر المكان .. يرقص ضوء الشموع على أمواج من موسيقى عذبة .. تثير في النفوس فرحة ..
تنطفئ أربعون شمعة .. تبارك الأصوات ..
تمتد الأيادي بالهدايا .. عقد لؤلؤ ثمين .. خاتم ألماس .. سوار جملته الجواهر .. ساعة زينتها أحجارها .. كل ما حولي ربيع مزدان بالحب والفرح ..
من بين الأصوات يأتيني صوته .. ومن بين الأيادي تمتد يده :
-(( يمه .. كل سنة و أنت طيبة.
*******
هذه هي قصص كتاب ( نبضات أنثى
استطاعت فيه الكاتبة أن ترينا عالما خصبا من المشاعر والصور التي صبغت بإنسانيتها شكل الحلم الذي سكن نبضة الأنثى ، وجعلها تتخيل برؤية القصة كل مجريات ماحدث لترينا سفرا طويلا من عشرات الأحاسيس ، والتعاملات والرؤى.
كانت القاصة الكويتية (منى الشافعي ) في هذا الكتاب تثير في القارئ أكثر من رغبة .وبروح البساطة والروي الجميل تصل معنا إلى لحظة معبرة وشعرية ومفيدة .وبهذا تكون القاصة قد نجحت تماما في خلق عالم متخيل بعناية ودهشة

## حركات #







حركات طفولية

Sunday, August 12, 2007

# أجمل ما عرفت عن الصداقة #





الصداقة ملمح إنساني، مبعثه الخير والفضيلة، تبنى على المعرفة، وهذا ما يميزها عن عناصر الحياة الاجتماعية الأخرى، فهي تفعيل لعدة مشاعر وأحاسيس إنسانية ومشاركة وجدانية، وهي تضاعف الفرح والبهجة وتقهر الأحزان والآلام في الحياة، بين الناس.يقال ان 'الصداقة نعمة من الله وعناية منه بنا'.كيف لا تكون كذلك وهي ملح الحياة ورائحتها الطيبة العطرة.. من منا كبشر يستطيع ان يعيش بلا صديق يشاركه ويتقاسم معه الهموم والأفراح، الحلو والمر؟ ولكن ليس من السهولة ان تكسب صديقا وتربي صداقة في هذا العصر المادي والأناني، لأن الصداقة اليوم أصبحت موقفا.¹¹يقول أحد الآباء لولده: 'عندما يموت الإنسان ولديه خمسة أصدقاء مخلصون فقد عاش حياة عظيمة' ما أروع هذا القول، ولكن اليوم حتى لو كان لدينا صديق واحد يسير بجانبنا نتعلم منه ويتعلم منا ولم نختلف، فهذه عظمة الحياة لأن الصداقة أصبحت عملة نادرة، فإذا كان صديقك حقيقيا فأمسك به بكلتا يديك لانه حتما الوحيد الذي يبقى معك عندما يبتعد عنك الآخرون.ويقول آخر: 'الصديق هو الشخص الذي يعرف أغنية قلبك ويستطيع ان يغنيها عندما تنسى كلماتها'.. هل هناك أدق وأجمل من هذا التعبير، وكأن الصديق يسكن داخل قلبك، ليصبح واياك كقلب واحد في جسدين.¹¹أجمل الصداقات وأروعها، تلك التي تلتصق بك منذ الطفولة وتستمر متوهجة في فترة الصبا، لتدخل معك بكل حماس وثقة ترطب الكهولة، ومن ثم الى آخر الدرب.هل هناك أمتع من هكذا صداقة؟ أعتقد ان القليل منا يحصل على هذه المتعة النادرة، فهذا النوع من الصداقة الدائمة، يصبح كالبئر تزداد عمقا واتساعا، كلما أخذنا منها واستمتعنا بعذب مائها.لم تعد الحياة تلك السهلة البسيطة، فقد أخذت تتعقد وتتغير وتتشكل كل لحظة بأشكال جديدة ومفاهيم مختلفة، وبالتالي أينما ذهبت، وكيفما بعدت، ستشعر بأنك تحمل في أعماقك جزءا من أفضل اصدقائك، ان لم يكن الوحيد.¹¹نتمنى الا نفقد أصدقاءنا الرائعين، فهم كنز يتوج حياتنا، وتاج يلمع فوق رؤوسنا.. وصداقتهم كالصحة لا نشعر بقيمتها الحقيقية الا عندما نفقدها.أما أروع الصداقات وأبقاها، فهي صداقتنا لأرضنا وترابها.. صداقتنا لوطننا الغالي، صداقتنا لك يا كويت.. تلك الصداقة النقية التي تشدنا اليك بقوة وكأنها عشب بحري يتجول في خليجنا العربي المعطاء.

m_alshafei@hotmail.com



->

Thursday, August 09, 2007

## بين لسع الكلمات و لطافتها ##




بما ان سخونة جلسات مجلس أمتنا الموقر توقفت عن الجريان، وسيستمر توقفها لمدة قد تزيد على الثلاثة أشهر-العطلة البرلمانية-.. وتبعا لهذه الحالة الساكنة، ستهدأ أقلام أغلب كتابنا الأفاضل عن كتابة الكلمات البرلمانية الثائرة على الحالة العامة والخاصة في الديرة الغالية.. تلك الحالة التي تلونت بوشم الفساد، وازدادت لمعانا بكل أنواع السلبيات المرفوضة من الأغلبية الصامتة.. وبالتالي سيتشكل هذا الهدوء الجميل، كراحة نفسية وجسدية وذهنية للزملاء الكتاب، خاصة أصحاب الاتجاهات وللسادة النواب والوزراء، والقراء الأفاضل.. وستستجد حركة غير عادية سترفرف لتحط بسلام على بياض صفحات جريدتنا الرائعة، بموضوعات بسيطة، خفيفة، مهضومة، ومفردات لطيفة، لكنها لن تغفل بعض الفائدة.. ومنها تلك المنافسة الشريفة المستمرة بين الزميلات والزملاء على استئجار زاوية أستاذنا الكبير سنا ومقاما محمد مساعد الصالح 'بوطلال' شيخ الشباب، وذلك بالشرط الرمزي المعنوي، الذي حدده أساسيا 'للاحتلال المؤقت'، لعمود 'الله بالخير' الشاغر حاليا.¹¹وفي هذه اللحظة خطرت ببالي بعض التساؤلات الخفيفة، لنطرحها علينا جميعا:1 ـ متى آخر مرة، ابتسمت وفرحت بمن طرق الباب عليك فجأة من غير موعد مسبق، ولا دعوة مرتبة قبل أسابيع، ولا نفسية مهيأة لاستقبال الضيوف؟2 ـ متى آخر مرة وضعت أمام زوجك الرائع على طاولة الطعام وجبة شهية يحبها، واستمتعتما، بتناولها من غير الحديث عن 'الريجيم' وأشكاله وتوابعه؟3 ـ متى آخر مرة انتظرت بشغف ابناءك على باب المدرسة، بدلا من الخادمة والسائق؟4 ـ متى آخر مرة اعتنيت بصغارك، بين متعة صراخهم وضحكاتهم وعراكهم، وتركت الخادمة لأعمال التنظيف فقط؟ ما أحلاها وأروعها من لذة أمومة.5 ـ متى آخر مرة شاركت أصغر ابنائك (الأم والأب) أو أحفادك اللعب واللهو وكأنك الأصغر عمرا؟ لماذا تحرم نفسك هذه المتعة؟6 ـ متى آخر مرة قضيت عطلة نهاية الأسبوع (الويك اند) مع أسرتك وشعرت بارتياح وبهجة ومتعة حقيقية من القلب.. بعيدا عن ربع الديوانيات وأجواء لعب 'الهند' و'كوت بوستة'؟7 ـ متى آخر مرة قبلت زوجتك الغالية بحرارة المرة الأولى، هل تتذكر؟8 ـ متى آخر مرة رسمت البسمة على وجه زوجتك الحبيبة، وقدمت لها هدية وان كانت بسيطة جدا.. مثلا سيارة؟ آسفة، حسبت ان كلمة 'وردة' تبدأ بحرف 'السين'.. أعتذر لك

أخي القارئ عن هذا الخطأ 'المقصود' أوه.. أقصد 'غير المقصود'

إضاءة

رغم المسج والموبايل.الفاكس والإيميل.قدم لي وردة

m_alshafei@hotmail.com





Monday, August 06, 2007

## الزمن الموحش ##






أه.. يا وطني
حملت اسمك
تعويذة للزمن الموحش
الذي يطل علينا بأنياب الذئاب
مخالب الارهاب
عيون اللئام.
آه يا وطن

أين من خارطة الفرح .. اختفيت ؟
***
آه يا قلبي كم عانيت ،
قاسيت ،
كم ترملت ،
كم مرة تيتمت ،و مت ؟

وحين انغرزت دموع الثكالى في شرايينك
كم صرخة صرخت
تلظيت
بكيت
أتدري

يا قلبي
حين ارتديت كل هذه الأوجاع
صرت مسكونا بالألم ..
بالدمع ..
بالصراخ
بالرحيل
بالفراق .
***
لماذا..
و ألف لماذا ؟
يفجعني العالم يوميا
بقتل طفل من طيور الجنة
فتاة جميلة
ترنو إليها العيون
امرأة رائعة
تلتف حول طلتها الوجوه
مسن يتكئ على آلامه
يسحب عكازه ..
شاب وسيم تغازله حور العين
و أنت أيها الرجل الذي أحببته حتى الوجع
حتى نخاع عظامي ..
عاهدته ..
نذرت نفسي وعدا له ..
أيها الحبيب الراحل في شراييني
أين رحلت .. أين عن الدنيا ذهبت ؟
يا أيها العالم السادر في غيه
يا أيها العالم السابح بدم الأبرياء
يا أيها العالم الملفع بالحزن .. بالسواد
رحل الرجل الذي عشقته
غاب الرجل الذي أحببته
مات على باب الصراعات
بين أنقاض المفخخات
قتلته يد الارهاب اللئيمة
أبكيك أيها الغائب
الراحل
المقتول
المسفوح على جبين الوطن
أبكيك أيها الدفء
أيها الوعد المستحيل
أبكي نفسي
أبكي العالم
أتذكر أجدادي
أتذكر.. داحس والغبراء
هل عاد ذاك الزمن ؟
أرثي نفسي ..
أرثي الزمان
أرثي المكان
أرثيك يا وطن ..
أرثي العالم المسكون بغابات الدم .. بالوحشة ..
بالظلم .. بالنسيان .
بالاحتضار المؤجل الى يوم غير مسمى ..
أو مسمى
لا فرق !
آه يا وطني
و كل الأوطان !!

Saturday, August 04, 2007

## الموبايل .. الحلم المخيف ##




'الموبايل.. الحلم المخيف'.. كانت هذه الكلمات الثلاث، عنوانا لمقالتي التي كتبتها منذ أكثر من عامين على صفحات 'القبس'، أطالب فيها بوضع قوانين لاستخدام الموبايل أثناء القيادة.. وألفت نظر المسؤولين إلى خطورة هذه الظاهرة.وبما ان 'القبس' فتحت ملف 'الموبايل.. خطر على الطريق'.. فها أنا أعيد التذكير بمضمونها وأزيد.ظاهرة الموبايل أو النقال.. كتب الكثير عنها، وسيكتب أكثر ما دامت موجودة وقائمة وفي كل يوم تزداد انتشارا واتساعا في المجتمع.إنما أهم ما يلفت الانتباه، ظاهرة استخدام هذا الجهاز من قبل قائد السيارة وهو خلف المقود، وهنا تكمن الخطورة لأن من المفروض والمنطقي أن قائد السيارة يجب أن يقود سيارته بكل حذر وانتباه كي يحافظ على حياته وحياة الآخرين.. وكونه يصرف جزءا من انتباهه، إن لم يكن كله لإجراء مكالمات عن طريق الموبايل، فمعنى هذا انه سيتسبب في كثير من الحوادث المرورية البسيطة والخطرة.. وما دفعني للكتابة في هذا الموضوع لأكثر من مرة، هو تكرار هذا النوع من الحوادث المرورية.فخلال الأسبوع الماضي، كانت هناك ثلاثة حوادث في محيطي الاجتماعي الصغير! فكيف بالمحيط الاجتماعي الأكبر؟ كم حادثا وقع في أسبوع سببه الموبايل؟نتمنى على 'هؤلاء' أن يمتنعوا عن إجراء مثل هذه المكالمات اللاضرورية، لأن السيارة والطرق والشوارع ما هي إلا وسائل عامة، مريحة وآمنة تساعدنا كي نصل وغيرنا إلى وجهتنا سالمين، وليست وسائل للعب والاستهتار بأرواح الآخرين، وللعلم فإن أطول مسافة بين نقطتين في الكويت لن تستغرق منك أكثر من 15 أو 20 دقيقة، كي تصل إلى وجهتك.كما نتمنى من الجهات المعنية والمسؤولة أن تضع بعض الضوابط والإرشادات لاستخدامات هذا الجهاز أثناء قيادة المركبات المختلفة، وأيضا قوانين صارمة للمخالفين، وبذلك تحافظ على أرواح الآخرين وممتلكاتهم، وتحد وتخفف من هذه الممارسات اللامسؤولة.نتمنى ألا ننتظر كثيرا تلك الضوابط والإرشادات والقوانين من الجهات المعنية والمسؤولة، علما بان بعض الدول ومنها دول خليجية وضعت ضوابط لاستخدامات الجهاز النقال، خاصة أثناء القيادة.* * *إني أضم صوتي إلى صرخة 'القبس'، من خلال هذه الفلاشات، التي تطالب بوضع تشريعات لهذه الظاهرة المخيفة، المرعبة، وأشكر جميع المستويات التي تفاعلت وساندت 'القبس' في هذه الحملة التوعوية المطلوبة، ولكل من سيتحرك لاحقا، حكومة.. نوابا.. أفرادا. لمواجهة هذه الآفة التي استشرت في مجتمعنا.


*إضاءة *:

في الكويت..من عمر التاسعة حتى التسعين يحمل بدل الموبايل اثنين