برنسيس إيكاروس

Sunday, March 29, 2009

الرقصة

بريشة منى الشافعي
***********



قصة قصيرة

********

بقلم : جوي جوليسنت *** ترجمة : منى الشافعي

******************************************
يقترب من خزانتي.. ستيف النحيل وعلى وجهه بثرة.. من المحتمل انه يرغب في دعوتي لمرافقته الى حفلة الرقص.. اعتقد انها فرصتي الأخيرة .. أوه، ليكن، هذا أفضل من أن أبقى ملتصقة بالحائط مثل جيني

سحبت نفسا عميقا ثم

هاي، ستيف-

هاي، سو-

هل تريد أن تسألني شيئا؟-

يحمر وجهه وحتى تلك البثرة

كنت أتساءل .. هل أجد عندك رقم هاتف جيني؟ -

*******************

Saturday, March 21, 2009

أعجبتني هذه الأم



بقلم وريشة منى الشافعي

****************
توقفت عجلات سيارتي في أحد مواقف «مارينا مول».. سيارة صغيرة توقفت في اللحظة نفسها، قرب سيارتي.. نزلت فتاة جميلة.. فتحت صندوق السيارة، أخرجت عربة اطفال مزدوجة.. تنبه فضولي.. فتحت باب السيارة الخلفي.. طفلان صغيران وضعتهما بأكثر من الحنان في العربة، وهي تحدثهما بصوت خافت.. ظلّ فضولي يتبعها.. اتجهت الى المصعد.. كنت قد سبقتها بخطوتين. توقف المصعد.. كانت وجهتي الى «فيرجن» للاطلاع على الجديد من الكتب.. من الصدف الجميلة أن تلك الأم الشابة التي تدفع عربة طفليها بثقة وخفة، اتجهت هي الأخرى الى «فيرجن».. فسحت لها لتدخل بعربتها قبلي.. بينما عيناي تراقبانها.. وقفت أمام أرفف كتب الأطفال الملونة.. تصفحت بعضها قبل أن تنتقي ما أعجبها.. اتجهت إلى ركن آخر تبحث عن كتب «رعاية وتربية الأطفال».. حاذيتها.. انتبهت لوجودي قربها أتصفح أحد الكتب.. ابتسمت، فكان مدخلاً للحديث حول الكتاب الذي بيدي.. ثم تطرقنا الى متعة القراءة وفائدتها.. فاجأتني تلك الشابة الأميركية بحبها للقراءة والاطلاع واقتناء الكتب.. تململ أحد الصغيرين، سبقها حنانها.. حملته بين ذراعيها وبريق من العواطف ينهمر من زرقة عينيها.. أخبرتني أنهما توأمان لم يكملا عامهما الأول بعد.. أخجلتني بأمومتها الرائعة.. وحيدة لا خدم ولا حشم.. ترعى بيتها (شقة صغيرة في السالمية) وتداري زوجها الذي يعمل منذ الثامنة حتى الرابعة عصراً.. بينما كانت تتحدث، كنت أختلس النظر الى الصغيرين.. ما شاء الله، نظافة، صحة، حيوية.. بعد أن دفعت فاتورة الكتب، سألها فضولي، هل ستتجولين في المارينا مول، لتستمتعي بآخر صرعات الموضة والأزياء النسائية الصيفية التي زينت أغلب فيترينات المحلات بألوانها وأشكالها الزاهية؟!.. اعتذرت لأن موعد غداء التوأمين بعد أقل من ساعة.. وأكملت بأنها غير محتاجة إلى أزياء جديدة، فما عندها من ملابس يكفيها لأكثر من صيف.. عيناي غسلت ملابسها الأنيقة، البسيطة، النظيفة.ــ ودعت محدثتي الأم الشابة، وأنا أتحسر على أمومتنا الهشة، التي تتنافس عليها هذه الأيام المربيات والخادمات.. أما الطفولة الضائعة المحرومة من الحنان والاهتمام الأسري، تصرخ «يمه ميري»، «يمه بوشبة»، «يمه آيرين

*****

ــ نعم الاحتفال بعيد الأم (21 مارس) يليق بهذه الأم الأجنبية، لكنه بكل صراحة لا يليق بالكثيرات من الأمهات الشابات عندنا، اللاتي يهملن الطفولة ويتركنها ضحية بيد الخدم والمربيات والسواق

*****
ــ يجب أن تدرك كل أم أن تربية الأطفال مسؤولية كبيرة، مرهقة ومعقدة، لكنها لذيذة ورائعة في الوقت نفسه.. وأن احساس الطفل بالطمأنينة والأمان لا يتحقق إلا في حضن الأم الحنون الدافئ.. وأن الطفل يتعلم من أمه وسائلها في التعامل مع الأمور الحياتية اليومية، ويقلد كل تصرفاتها ويأخذ بعاداتها، لأنها أقرب الناس إليه.وبالتالي حين تترك الأم صغيرها تتلقفه / تتقاذفه أيادي الخادمات والمربيات، فماذا تتوقع هذه الأم لصغيرها من صفات وعادات وتصرفات؟ بل ماذا سيتعلم من الخادمة، وماذا ستغرس فيه المربية من قيم ومفاهيم؟

*****
ـــ نتمنى أن تعي وتنتبه أولئك الأمهات الشابات إلى هذه الامور السلبية في تربية أطفالهن، قبل ان يحتفلن كل عام بعيد الأم، مطالبات أبناءهن وأسرهن بالهدايا التي لا يستحقنها.ــــ مع الأسف هناك من يقول ويجاهر بأن الأسرة الأجنبية مفككة.. عيب هذا المنطق وهذه الافتراءات على الآخرين.. على الأقل موضة الخادمات، والمربيات، والشغالات، والسواق، غير موجودة في ثقافتهم، أما الاهتمام بالطفولة فهو من أولوياتهم، ونعتقد هذه ايجابية تُحسب لمصلحتهم

******
الكويت، أمنا الحنون، أم الأمهات، فخور بالأمهات الحريصات على تربية أبنائهن والإشراف على رعايتهم - وإن كن قلة - اللاتي يفعّلن أمومتهنّ، ويحترمن الطفولة ويقدسنها، ولا يتركن فلذات أكبادهن في أحضان الخادمات والمربيات.وردة جورية، وقبلة حنونة لكل الأمهات الصالحات، خصوصا الشابات، في عيدهنّ.. وألف رحمة تنزل برداً وسلاماً على أمهات زمان

*****
إضاءة
******
مَنْ أحبَّ الطفولة، رأى كل شيء جميلاً

المرأة نصف المجتمع وهي التي تلد وتربي النصف الآخر

***********************************

Sunday, March 01, 2009

الحوار مفتاح هذه الأزمة




**********************

بقلم وريشة منى الشافعي

*******************

دائما، يحظى موضوع الحوار باهتمام الطيبين من البشر.. والمصلحين من كل اطياف المجتمع السياسية والاجتماعية، والعلماء والفلاسفة والمثقفين، وغيرهم.. خصوصا في ظل ظروف ومشاكل وازمات مستجدة قد تدعو الى التخاطب والتواصل والتعاون بشكل شفاف ومنظم بين كل الاطراف، في اي مجتمع كان.. قال تعالى: «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن
*******
تعاني الكويت ــ ديرتنا الحبيبة ــ هذه الايام ازمة اقتصادية محلية، شائكة ومتعرجة، طالت الاخضر واليابس.. وظهر هناك ــ مشكورا ــ من يطالب بانعقاد مؤتمر للحوار الوطني، وما احوجنا اليوم قبل الغد الى مثل هذا المؤتمر، ليعيننا على الخروج من نفق الازمة الاقتصادية المظلم.. وهذا ما يتمناه كل مواطن كويتي.. على ان تسود روح المحبة والتسامح هذا الحوار.. ويزينه التعاون والتواد والترابط.. على ان يكون احترام الرأي الآخر من اهم مقومات هذا الحوار الوطني، والتقريب بين وجهات النظر المتباينة لخدمة المصلحة العامة، من اهم اهدافه

*******
منذ اربع سنوات او تزيد كتبت مقالة تحمل عنوان «الحوار صوت هذا العصر».. أقتطف منها بعض الفقرات، لانه كما يقال في الاعادة افادة:«يعتبر الحوار من الظواهر الصحية لأي مجتمع يرغب في التعايش السلمي مع كل اطيافه وشرائحه.. وهو صوت هذا العصر القوي.. ويقال ان كلمة «حوار» اخذت عزها ومجدها واعتلت عرش اللغة في ظل المتغيرات والمستجدات المتسارعة التي تفاجئ الساحة الحياتية العالمية والمحلية في عصرنا هذا.. فالكل اصبح ينادي بعد كل ازمة وخلال كل مشكلة: «يا جماعة لنتحاور، فالحوار لغة العصر الراقي المستنير، ونغمته الشفافة، وسمة من سمات الانسان الحضاري الواعي».ماذا تعني هذه الكلمة الرقيقة «حوار»؟ تعني ببساطة، ان تجلس كل الاطراف المختلفة في رأي ما حول مشكلة او ازمة او قضية او مسألة، وجها لوجه، ليبدأ حوار الحضارات بينها، وليس صراع الحضارات لان للمواجهة المباشرة دورا كبيرا وفاعلا في نقل المعلومات وتوصيل وجهات النظر الى الاطراف الاخرى بصورة واضحة ودقيقة تحتمل التصديق والثقة، ومن مزايا طريقة الحوار المباشر، سهولة كشف الالتباس او الغموض، ان وجد، وتفسير ما قد يستعصي على الآخرين فهمه من طرح لأفكار وحلول ورؤى وغيرها في تلك القضية او هذه المشكلة او تلك الازمة المطروحة للنقاش والحوار.. على ان تكون غاية كل الاطراف الإقناع بوجهات نظرهم او على الاقل البحث عن طريقة وسطية للتقريب بين وجهات النظر، لما فيه المصلحة العامة ــ للوطن والمواطن ــ .. وبالتالي فلغة الحوار مطلوبة هذه الايام بقوة، في ظل هذا الجو الرمادي العاصف الذي نثرته علينا جميعا الازمة الاقتصادية اللئيمة
*******
نأمل ونتمنى ان تجلس كل الاطياف ذات الافكار والآراء والنظريات والحلول التي ازدحمت بها الديرة، وجها لوجه على طاولة حوار حضارية لوضع النقاط على الحروف في محاولة جادة لحل تلك المشكلة، حتى يعود للكويت حراكها الاقتصادي المشلول.. فهل هناك من يتحرك بفاعلية لعقد هذا المؤتمر الوطني؟
***********************