برنسيس إيكاروس

Friday, July 24, 2009

سنغافورة جزيرة المصانع واللغات





































بقلم وعدسة: منى الشافعي


*****************
تتألف جمهورية سنغافورة من جزيرة سنغافورة العاصمة، وهي مدينة تجارية وصناعية مهمة، ومن بعض الجزر الصغيرة الاخرى الواقعة في المضايق البحرية المجاورة لها.
يبلغ عدد سكانها حوالي 4 ملايين نسمة يمتدون على مساحة 697 كيلومترا، وهذه المساحة الصغيرة لا تتناسب مع عدد السكان، لذلك فهي تعتبر من اكثر المناطق ازدحاما في العالم.. اغلب سكانها من المهاجرين الصينيين ومن شعوب المالاي والهنود، وقليل من شعوب اوروبا، واعراق اخرى منهم عرب اغلبهم من اليمن، هاجروا اليها بعد ان جذبهم مركزها التجاري المرموق والمشهور.. تأتيها رؤوس اموال من اليابان، اميركا، هونغ كونغ، وبريطانيا، كما تكثر بها زراعة المطاط وجوز الهند والفواكه، فقد استطاعت سنغافورة ان تجفف المستنقعات وتحولها الى مصانع ضخمة متنوعة.. لغتهم الوطنية هي المالاي اضافة الى ثلاث لغات اخرى رسمية اهمها اللغة الانكليزية التي انتشرت بشكل واسع.. واستفادت منها في السياحة.

جولة في المدينة
كانت جولتنا الأولى في المدينة / العاصمة بالباص السياحي مع المرشدة الوطنية التي كانت تحدثنا عن تاريخ الجزيرة السياسي والحضاري، وتطورها السريع، والتنمية الاقتصادية والطفرة التجارية، وأسلوب حياة السكان وثقافاتهم المتنوعة.. وأسهبت في الحديث عن صناعة السياحة في الجزيرة التي تزداد عاماً بعد آخر نظراً لتطوير وسائل الترفيه والمتعة للسائح.
منذ الجولة الأولى، لفت نظري النظام العام في كل شيء، كما لفت انتباهي النظافة التي تتميز بها هذه الجزيرة في كل مكان عام وخاص، شوارع وطرقات وغيرها.. كما جذبتني ألوان مبانيها الجميلة الزاهية، وأدهشتني تلك الخضرة الوارفة الندية التي تحيط بكل بقعة في الجزيرة.. مع صغر المساحة إلا أن الزائر يشعر باتساعها وإشراقها، كأنها أنثى تستقبله بابتسامة رائعة وبدلال وغنج.. فهي حقاً جميلة من دون خلاف.
مررنا في تلك الجولة على المنطقة المالية والمعبد الهندي القديم ذي المبنى الرائع، ومسرح أسيلا الكبير المشهور، والمدينة الصينية.
لن ننسى المركز العلمي الضخم الذي يثري ثقافة الجزيرة، كذلك المدينة الترفيهية المقامة على الساحل الشرقي للجزيرة المزدحمة بالألعاب الممتعة للصغار والكبار.. ومن أنشطتها ركوب المنطاد وتلك تجربة جميلة تذكرك بعصور ما قبل الطائرات.. وهناك أيضاً سباق سيارات للمبتدئين، وزوارق مائية ممتعة.. اما الالعاب الخطرة فأيضا بانتظارك.
بعد هذه الجولة السريعة في ارجاء المدينة والتمتع بكل المناظر الجميلة.. ولأن سنغافورة مدينة المصانع.. فكيف لا نستمتع بزيارة بعضها.. وهكذا توجهنا الى زيارة احد اكبر مصانع المجوهرات والاحجار الكريمة.. تجولنا في اقسامه المختلفة واستمتعنا بالنظر ولمس تلك الصناعات الفاخرة من المجوهرات الرائعة التي تدهشك تشكيلاتها وموديلاتها الحديثة الراقية، كما تذهلك اسعارها الغالية.. لكنها بصراحة تستحق اثمانها.
بعد المجوهرات، توجهنا الى زيارة مصنع آخر للملابس، وخصوصا التقليدية الراقية ذات الالوان الجميلة الزاهية والاقمشة الحريرية الناعمة.. دائماً الالوان في سنغافورة هي السمة التي تتميز بها في كل شيء.. فكانت الجولة للمتعة وللتسوق وللتعرف على بعض معالم الجزيرة المشهورة..
اما اشهر وأغرب معلم في سنغافورة العاصمة، والذي افتتح حديثا في مارس عام 2008، فهو عبارة عن عجلة دوارة ضخمة، حين يركبها الزائر يستطيع ان يرى كل ارجاء الجزيرة بشكل واضح ويستمتع جالساً في مقصورة زجاجية على شكل سلندر ــ انبوبة، وكأنه احد رجال الفضاء.. المتعة في هذه العجلة انها تدور 360 درجة.. كما تعتبر اكبر واضخم عجلة دوارة في العالم.. وهذه العجلة تغني عن الابراج العالية التي يبحث عنها الزائر لتمتعه بالتعرف على معالم الأمكنة.

نايت سفاري
من اجمل الرحلات في سنغافورة العاصمة، كانت رحلة (السفاري الليلية) لزيارة محمية الحيوانات البرية.. ثم زيارة حديقة حيوان سنغافورة الكبيرة..
قبل ان نستعد لركوب القطار الذي سيأخذنا في جولة لتلك المحمية الطبيعية، لفت نظري الخندق، وفجأة دخلني الخوف والرعب وأنا ألمح ملك الغابة «سي السيد» الاسد على الطرف الآخر من الخندق، يتمشى على كيفه بين الاشجار والمزروعات بحرية، يوجه لنا نظراته من خلال عينين تبرقان في العتمة.. طمأنني المرشد حين لاحظ ارتباكي وتشتت نظراتي، أن الاسود لا تتخطى الخنادق ولن تعبرها ابداً فلا داعي للخوف.. ابتسمت غير مصدقة، فكيف لا أخاف والاسود على بعد امتار قليلة مني طليقة متعافية؟!
على كل حال، صعدت الى القطار بجرأة لا تشبهني، وداخلي يرتجف خوفاً ورعباً، وبدأت طقوس الجولة الليلية تحت جنح الظلام وفي ظل هدوء تام وضوء خافت جداً بالكاد يُري الطريق، وذلك لاكتشاف نشاط تلك الحيوانات البرية ومراقبة طريقة حياتها، من دون ان تزعجها بأية حركة، وهكذا حرمنا من التقاط الصور الحية لتلك الحيوانات في محميتها.
ولكنها تجربة رائعة لا تتكرر دائماً. بعد انتهاء الجولة تناولنا العشاء في احد المطاعم الجميلة.

حديقة حيوان سنغافورة
الحديقة عبارة عن اراض خضراء شاسعة جميلة ممتدة، تضم مع المحمية مبنى كبيراً جداً تعلو به بعض التلال، وتزينه البحيرات، وتسير فيه القطارات المختلفة. تحتوي الحديقة على 2000 حيوان من جميع ارجاء العالم، تعيش في اجواء مشابهة لطبيعة بيئتها الاصلية. من اجمل الحيوانات التي شاهدناها الدب القطبي الابيض وبيئته الجيلية، كما شاهدنا القنفذ الكبير، (بصراحة شكله يخرّع)، وهناك اجناس اخرى من الحيوانات تعيش في اقفاص حديدية كبيرة.
اجمل ما في الحديقة تلك العروض الحية الرائعة لبعض الحيوانات والطيور المدربة، مثل الافيال واسود البحر وطيور الفلامنغو والطيور الملونة الجميلة. تقام هذه العروض في ساعات محددة من النهار، وتنتشر في اماكن متعددة من الحديقة. ولقد شاهدنا عرضاً جميلاً لطيور الفلامنغو اقيم في البحيرة التي سميت باسمهم Flamingo Lake. كما استمتعنا في مكان آخر بمشاهدة عرض لطيف لأشكال والوان من الببغاوات الجميلة، ثم انتقلنا الى بيئة جليدية قطبية لمشاهدة استعراض البطريق.
التجول في تلك الحديقة الواسعة ممتع ومسل ومتنوع، فهناك جولات على الاقدام لمشاهدة حيوانات وطيور مختلفة الانواع حرة طليقة تعيش في بيئة مشابهة لبيئتها الاصلية. واثناء جولتنا هذه شاهدنا الانهار التي تعيش بها انواع مختلفة من الاسماك والسلاحف وانواع البط والإوز.
ثم انتقلنا لمشاهدة اجمل حديقة لطيور «جورونغ» الملونة التي تعتبر من اروع حدائق الطيور الآسيوية في منطقة المحيط الهادئ. اما الخيول فهي موجودة ايضا ويستطيع الزائر ان يركب الخيل ويتجول في مناطق وجودها في الحديقة.
الجميل ان هناك قطارا زجاجيا بناراميا حديثا يستطيع ان يركبه الزائر فيشاهد من خلاله الحديقة من جميع جهاتها. كما تكثر في الحديقة المطاعم المتنوعة، والمقاهي الجميلة المنتشرة حول البحيرات والاكشاك. وانهينا زيارة هذا اليوم بالتجول في حديقة الزهور الجميلة، مستمتعين بأشكالها وألوانها الزاهية ورائحتها العطرية.

الأسواق التجارية والمولات
تكثر الاسواق والمولات الكبيرة في سنغافورة.. وما يميزها أنها مزدحمة بالماركات العالمية الشهيرة والموديلات الحديثة.. وأشهر أسواقها موجود في شارع أورتشاد ومنها مول سنتربوينت الذي يعتبر الأكثر شعبية، ومول فار إيست بلازا.. وغيرها الكثير.
وما يميز سنغافورة أيضا أن هناك أسواقا خاصة للكاميرات وأجهزة التصوير الحديثة، وهناك أسواق خاصة للأطفال مثل فورم شوبنك مول، كما تكثر في أسواقها المحلات التي تبيع الصناعات اليابانية، وللشباب نصيب في هذه الاسواق، فلهم أسواق خاصة تبيع الساعات والإلكترونيات والأجهزة الموسيقية والأفلام والاسطوانات التي يفضلها ويتمناها الشباب.. مع المفارقة اللاجميلة، فإن شباب الكويت الحلوين يمنعون من ارتياد بعض الأسواق والمحلات لأسباب لا منطقية ولا إنسانية، هناك ميزة تختص بها أغلب المولات، وهي أن المفاوضة في البيع أمر عادي ومقبول، ولا وجود لعبارة «السعر محدود»، والشاطر من يستطيع أن يفاصل ويشتري احتياجاته من البضائع بأرخص الاسعار.
تنتشر ظاهرة الأكشاك أمام الأسواق والمولات التجارية، بشكل ملحوظ، وهي متخصصة في بيع الساعات ذات الماركات العالمية، والكاميرات وأجهزة التصوير لماركات مشهورة عالميا، وأغلبها، صناعات يابانية، فحين تتجول بين هذه الأكشاك تعتقد أنك في اليابان.

جزيرة سنتوزا
من أمتع الرحلات، كانت رحلتنا إلى جزيرة سنتوزا الجميلة، المزدحمة بالغابات الكثيفة، والمزدانة بالمزروعات والأشجار الوارفة، والمتميزة بخضرة أراضيها.. كما تتميز بحدائق كبيرة واسعة تشرح النفوس وتبهجها.
منذ الصباح الباكر، تهيأنا لزيارة تلك الجزيرة وقضاء يوم كامل بين ربوعها، ولأنني لم أكن أعرف شيئا عن هذه الجزيرة فقد أخبرني زوجي العزيز بأن وسيلة المواصلات الوحيدة إلى الجزيرة هي التلفريك، ولأنني ركبت التلفريك في الأماكن الجبلية التي زرتها في العالم، تقبلت تلك الوسيلة لا سيما انها الوسيلة الوحيدة، وبالتالي ركبنا السيارة التي أقلتنا من الفندق في جزيرة سنغافورة، إلى محطة التلفريك، وركبنا التلفريك الذي يحمل أربعة ركاب فقط، وقد كنا من كل زوجين اثنين، لحد الآن والأمر طبيعي وعادي، ولكن ما إن تحرك التلفريك ونظرت إلى الأسفل ورأيت البحر / المحيط المترامي، مع إنني من عشاق البحر وتربيت في طفولتي على شواطئه، ولكنني عندما أمعنت النظر إلى الأسفل وصافحتني الأمواج بتلاطمها حتى جمدني الخوف وأخذ قلبي يخفق بشدة.. أما لساني فأخذ يلهج بذكر الله تعالى ألف مرة.. وكلما اقتربنا من الجزيرة، يتلاشى خوفي قليلا، ولكنه يعود بقوة حين أتذكر رحلة العودة.
على كل حال وصلنا بالسلامة إلى تلك الجزيرة المشهورة بالمجسم الضخم لملك الغابة (سي الأسد)، الذي يراه ويتنبه الزائر بوضوح، وهو معلق في الهواء في التلفريك، من ابعد نقطة نظراً لضخامته وروعة تصميمه.
بداية جولتنا في تلك الجزيرة الجميلة، مشاهدة تمثال الاسد الضخم عن قرب.. ثم اتجهنا الى الساحة الخضراء الواسعة، ساحة التنين لوجود تمثال اخر ضخم للتنين، وما يميز هذه الساحة كثرة الانشطة التي تحيط بها، ومنها مشاهدة الثعابين الضخمة والاقتراب منها ولمسها وحملها ولكنني لم اجرؤ حتى على لمس احدها مع ان الوانها كانت جميلة جذابة وضخامتها غريبة.
حين تركنا الساحة تجولنا حول الشواطئ الرملية ذات المناظر الطبيعية الخلابة، وزرنا اكبر واجمل واشهر المنتجعات في الجزيرة وهو فندق شانجريلا الرائع
اما الحدائق التي زرناها فقد كانت حديقة الفراشات من اجملها Butter Fly Park واستمتعنا بمشاهدة مئات الحسناوات من الفراشات الجميلة المنتشرة في مملكة مكتملة ومشابهة لبيئتها الطبيعية.. المتعة انك اينما تحركت تغازل عينيك تلك الالوان البراقة الزاهية لمختلف اشكال الفراشات وانواعها.
اما مملكة الحشرات Insect Park ففضلت عدم التجول بها، لكنني عرفت من احد الاصدقاء الذي غامر وزارها انها عبارة عن كهوف معتمة تعيش بها خنافس وعناكب وعقارب.. لا يظهر منها للزائر غير التماعات بعض الحشرات المضيئة.. وكل من تجرأ ع‍لى التجول في ظلماتها، خرج خائفا مرتعبا.. نصيحتي الا تقربوها.
جمال الجزيرة وانشطتها المتنوعة وحدائقها المتخصصة وتماثيلها الضخمة، ابعدتني عن التفكير في رحلة العودة طيلة النهار.. وبعد ان قضينا يوماً رائعا ممتعا، وقبل حلول الظلام قررنا العودة الى جزيرة سنغافورة العاصمة، فبدأ الخوف يعود الي من الصعود مرة اخرى الى التلفريك العالي جداً وعبور ذلك البحر الممتد.. وحين اتجهنا الى حيث المحطة، فوجئت بباص صغير ينتظرنا فلم اسمع من زوجي غير كلمة تفضلي.. وهنا اتضحت الصورة، فالوصول الى الجزيرة لم يكن مقصورا على وسيلة التلفريك المعلق في الهواء الذي اخافني وارعبني صباح اليوم، انما هناك وسائل اخرى مريحة وسريعة واكثر امنا وهي السيارات والباصات الصغيرة وحتى القوارب متوفرة..ومن فرحتي بأنني ساعود بالباص، لم التفت على زوجي لالومه او اعاتبه على تلك المغامرة والتجربة التي بقدر ما اخافتني امتعتني واعطتني بعض الجرأة لخوض تجارب اخرى في المستقبل على شاكلتها.. المهم وصلنا الى سنغافورة العاصمة بسلام وامان عن طريق البر.. وليس عن طريق الهواء.. وتناولنا وجبة العشاء في الفندق بشهية.. نصيحتي تجربة التلفريك ممتعة.. جربوها وابعدوا الخوف عن اذهانكم.

m_alshafei@hotmail.com

جريدة القبس :: سياحة :: سنغافورة جزيرة المصانع واللغات :: 24/07/2009

جريدة القبس :: سياحة :: سنغافورة جزيرة المصانع واللغات :: 24/07/2009

Monday, July 20, 2009

رائحة الخبز







كتبت منى الشافعي

************

عادة، كل صباح يوم السبت، يتفنن الطباخ بإعداد مائدة عامرة لذيذة لوجبة الفطور، لانه الصباح الوحيد الذي تجتمع فيه الاسرة على المائدة لتناول وجبة الفطور.. وهكذا تمتلئ الطاولة من خيرات الديرة واطايبها.. والشيء الاجمل حين يحلو للطباخ ان يقدم على المائدة اقراص الخبز الطازج الصغيرة.. ذلك النوع من الخبز الذي تجذبني رائحته الطازجة اللذيذة حين يصافحني وجوده متربعا في وسط المائدة، فتسترد شهيتي عافيتها


صباح السبت الماضي وكالعادة، لا ادري حقيقة ماذا حصل لي، حين فاجأتني رائحة الخبز الزكية وهي تملأ المكان بلذتها.. تلك الرائحة التي كانت تدفعني في طفولتي لالتهام قرص الخبز الكبير ساخناً يلهب حلقي الصغير.. اما صباح اليوم فقد احسست بشيء منعني من ترديد عبارة «الله.. ريوقنا خبز طازج».. لكنني تحاملت على هذا الاحساس الغريب وتناولت منه القليل على غير عادتي، حتى لا يشعر الآخرون بغرابة تصرفي


بعد الفطور، اختليت الى نفسي واخذت اتساءل: لماذا هذا الضيق الذي جثم على صدري حين رأيت منظر اقراص الخبز الصغيرة اللذيذة التي تفتح النفس، وتحرك الشهية، على عكس ما يحدث معي دائماً؟بعد لحظة تفكير بعيدة.. تذكرت أنني قبل فترة الغزو الصدامي على الديرة واهلها في 2 اغسطس 1990، لم اكن اجيد تحضير وخَبْز هذا النوع من الخبز اللذيذ ولا غيره.. وفي تلك الفترة الحرجة المؤلمة - فترة الغزو - تعلمت طريقة تحضير هذا النوع الصغير الحجم من الخبز، نظراً لصغر كفي، وهكذا، اصبح هذا الشكل الصغير عند اهل الديرة لصيقاً باسمي، لانني كنت اخبزه يومياً واوزعه على الاهل والجيران والاصدقاء، والقريب والبعيد وكل من يصادفني من الصامدين، لان الجميع اصبح اسرة واحدة كعادة اهل الكويت دائماً.. هذا الخبز كان قوتنا وقوت عيالنا اليومي الذي كنا نحافظ عليه ونموت في سبيل الحصول عليه ايضاً.. لذا فمنظره اليوم، وهو يتصدر المائدة، اخذ يذكرني بتلك الايام القاسية الموجعة التي عشناها «صامدين» في البحث عن لقمة العيش، وعن الامن والامان المفقودين، اللذين لم نشعر بوجودهما حتى صباح التحرير في 26 فبراير 1991


لا أدري، لماذا هذه الايام بالذات، اصبحت ذكرى الغزو تحتل مساحة كبيرة من تفكيري، تقلقني وتنغص عليَّ ايامي.. لاادري، هل لان ذكرى يوم 2 اغسطس تدق الابواب مع لهيب هذا الصيف فتحفز في ذهني هذه الذكريات الموجعة؟‍ ام ان هناك اشياء اخرى في الساحة السياسية تشعل ذاكرتي بمعاناة الصامدين؟! بصراحة.. لا ادري


نتمنى.. ان يأتي علينا يوم وتنمحي تلك الذكريات الحزينة من صفحات الذاكرة الحية.. نتمنى

***********************
m_alshafei@hotmail.com

Thursday, July 16, 2009

للازدحام نكهة أخرى



كتبت منى الشافعي


**************
قبل حلول اذان الظهر بحوالي ساعة، خرجت من ضاحية الجابرية وأنا أقود سيارتي الصغيرة، تحاشيا للازدحام المروري الذي يصادفني يوميا، وتحسبا لعدم توافر مواقف كفاية في أغلب الاماكن العامة التي نقصدها.. بعد لحظات فاجأتني الشوارع والطرقات بخلوها من حالة الازدحامات والاختناقات المرورية .. الشوارع شبه خالية.. لا وجود للمارة ولا للباعة المتجولين.. ومع ازدياد لهيب درجة الحرارة، ازدادت دهشتي اشتعالا.. ماذا يحدث؟ حتى عندما أجبرتني الاشارة الضوئية على التوقف، تلفت حولي، فوجدت ثلاث سيارات فقط تزاملني الوقوف.. لا وجود لسيارات الشباب ذات النوافذ المفتوحة التي تتصاعد منها اصوات الاغاني الشبابية العالية والموسيقى الصاخبة.. ليس هناك من يزعجك بالابواق المتتالية بغير سبب.. حتى الباصات وعوادمها اختفت.. ماذا يحصل في الديرة؟


******


كانت وجهتي الى ضاحية العديلية، وكان من الضرورة والمنطق ان تسعدني تلك الحالة بهدوئها وخلو الشوارع من الازدحام.. لكن، لا أدري لماذا انتابني شعور غريب.. وسكنني نوع من الخوف، واعتراني ضيق لئيم، وفارقتني ابتسامتي، كلما تلفت حولي وحاصرني امتداد الشوارع الخالية.. ومع هذا لا بد أن أكمل طريقي.. وهذا ما حصل، وبعد 15 دقيقة أنهيت بعض الامور.. وخلال عودتي ازداد توتري من هذه الحالة غير الطبيعية.. فقد كان الهدوء يلاحقني بنظراته المخيفة حيثما تحركت سيارتي في تلك الشوارع التي اخذت عيونها الخالية من السيارات والمارة تستدرج ضيقي وخوفي لزيادة سرعتي والهروب من جوها الذي أزعجني وقبض صدري.. لا أدري من أين أتتني جرأة اللحظة، فقررت أن أستكشف مناطق أخرى قريبة مني قبل أن أعود إلى البيت.. هكذا حولت المقود الى منطقة الروضة ثم الفيحاء، مرورا بالنزهة وضاحية عبدالله السالم.. ثم مررت على الشامية، واتجهت محاذية جامعة الكويت ليصدمني الدائري الرابع بخلوه من الاختناقات المرورية.. يا للعجب!لاتزال حالة الانقباض القسرية تسيطر عليَّ.. لماذا يا ترى منظر الشوارع شبه الخالية وحالة الحركة اليومية المشلولة توترني، وتكاد تؤلمني لدرجة الاختناق؟


*****


رويدا.. رويدا.. أخذت الصور تتشكل أمامي.. فجأة تذكرت أن اليوم هو يوم الجمعة.. أذان الظهر لم يحن بعد.. اليوم بداية العطل المدرسية المختلفة.. كما لمعت بعض الحقائق «الصيفية» في ذهني.. فنصف سكان الكويت من مواطنين ومقيمين قد هجروها لقضاء فترة الصيف في ربوع العوالم الممتدة شرقا وغربا غير مهتمين لانفلونزا الخنازير والطيور ولا لغيرها.. وبعض شباب الديرة لايزال يغط بنوم العافية بعد انتهاء فترة الامتحانات المرهقة نفسيا وجسديا.. أما رجال الديرة فأغلبهم يقضي هذا اليوم/الجمعة، في الشاليهات الذكورية بين لعب «كوت بوستة» و(هنْدْ).. أو صيد السمك «الزوري»، والتنزه بالطراريد واليخوت.. أما سيدات الديرة، فهناك من تتجهز لاستقبال الصديقات لدعوة غداء.. أما الندرة من السيدات فتحضر الغداء للتجمع العائلي الاسبوعي.. الباقيات لا يزلن نائمات يحلمن بالسفر السنوي بعد كم يوم.. ربما



******



الحمدلله.. هنا بدأت اشعر ببعض الراحة.. فهذه اسباب مقنعة ومنطقية للحالة اللامعقولة التي تمر بها شوارعنا.. ولكن مع كل هذه المبررات التي تبدو كافية، فان حالة الانقباض لا تزال تجثم على صدري.. لماذا؟!بعد لحظة تفكير اخرى.. تذكرت ان هذا الاحساس اللئيم كان يلازمني في فترة الغزو والاحتلال الصدامي للديرة.. فقد كانت شوارعنا الجميلة شبه مهجورة، تخلو من السيارات والمارة الا فيما ندر.. هكذا عشنا - كصامدين - مع هذا الاحساس بالخوف والرعب، والتوتر، والالم الذي ظل يلازمنا حين نمر بشوارعنا الخريفية الباهتة، ذلك حين يضطر احدنا لقيادة سيارته لقضاء حاجة ملحة.. وها قد مرَّ علينا اليوم عقدان من الزمن، ولكن هذا الاحساس ظهر فجأة عليَّ وأقلق راحتي فقط لانني مررت بشوارع شبه خالية.. يا له من احساس متجذر في دمي.بعد ان طردت هذا الاحساس من ذهني واخرجته من كياني بابتسامة مشرقة.. وفي طريق عودتي الى البيت.. كم تمنيت ان تزدحم شوارع الديرة بأنواع السيارات واشكال المركبات، والمارة والباعة المتجولين.. كم تمنيت وجود الشباب الحلوين بسياراتهم الفارهة / المؤجرة، الذين يوزعون ابتساماتهم السخية على كل سيدة تقود سيارة.. كم تمنيت شباب السياكل / الدراجات النارية وهي تزمجر كالاسود حولنا.. كم تمنيت ان تزعجني ابواق السيارات، وتمنعني من الاستمتاع بمحطة «مارينا "FM


بصراحة تمنيت كل ظواهر الازدحام، والاختناقات المرورية في تلك اللحظة الغريبة.. حتى اشعر بالطمأنينة والامان واتحرر من الخوف والرعب، ويذهب عني ضيقي وتوتري وانزعاجي، وتعود ابتسامتي لتزين وجه الديرة.أتدرون.. في تلك اللحظة المزعجة، حتماً سيكون للازدحام نكهة اخرى غير النكهات.الى متى ستظل ذكريات الغزو الموجعة ومعاناته المؤلمة، وآثاره النفسية وابعاده الاجتماعية
! عالقة في اذهاننا؟ متى ستهجرنا وترحل؟ ..... نتمنى
***********


Saturday, July 11, 2009

سدني .. مدينة السلالم







































بقلم وعدسة‍: منى الشافعي

******************
سدني عاصمة ولاية نيوساوث ويلز الاسترالية، تقع في جنوب شرق استراليا، بين المحيط الهادي من الشرق والجبال الزرقاء من الغرب.. وتعد اقدم مدينة في استراليا، تأسست عام 1788، وكانت تسمى قبل ذلك «بون جاكسون».. وهي مركز اقتصادي وتجاري وثقافي لاستراليا.. تشتهر بالسياحة المحلية والعالمية.. تمتاز بشواطئ بحرية طويلة رائعة.. وهي من اجمل مدن العالم وارقاها، مدينة حية، صافية وممتعة، تزدان بمعالمها العجيبة، واسواقها المتنوعة. ومولاتها الكبيرة، وبوتيكاتها الجميلة، وتنوع مقاهيها ومطاعمها.تسمى سدني مدينة السلالم.. لأن السلالم تكثر في معالمها الشهيرة مثل دار الأوبرا وجسر الميناء وبرج سدني والجبال العالية.تعتبر سدني من اكثر مدن العالم غلاء.. وعدد سكانها حوالي 4 ملايين نسمة معظمهم ينحدر من اصول بريطانية وايرلندية.. وايضا هناك العديد من المهاجرين من دول اوروبا الشرقية وجنوب شرق آسيا والدول العربية.تمتاز المدينة بناطحات السحاب

Sky Line

المتعددة الاشكال، وبنايات جميلة الشكل مثل مبنى بلدية سدني


Queen Victoria Building ومبنى الملكة فكتوريا


كما تشتهر بسوق الاحد، وبأسواقها الشعبية القديمة، ومن اجملها سوق الملكة فكتوريا

وهو عبارة عن مبنى قديم رائع فيه مجموعة مراكز تجارية، يصله السائح بالقطار عن طريق محطة تاون هول
TownHall

وهناك اسواق اخرى متعددة، عبارة عن افرع لاسواق بريطانية.. كما توجد منطقة روكس

Rocks

المزدحمة بالمحلات التجارية والأكشاك المختلفة البضائع، والمباني الأثرية، وهي قرب منطقة السيركولاركي المشهورة.ومن

معالم سدني ايضا حديقة الحيوان ومدينة ملاهي جميلة تسمى لونابارك

Luna Park

والأكواريوم Sydney Aquarium.. والمدينة الصينية China Town.

. وجامعة سدني الشهيرة نيوساوث ويست
New South West

. والمتحف القومي، وملعب سدني، ومعارض الفنون.. كما تشتهر المدينة بميناء جاكسون الذي يعد من اكبر الموانئ الطبيعة في العالم
.سدني مدينة جميلة محاطة بأجمل الحدائق ذات نباتات وأشجار معمرة باسقة وطيور متنوعة الأشكال والألوان.. كما تزدان المدينة بالعديد من الأنهار والخلجان

*******
الرحلات
*****
بعد ان تجولنا في تلك المدينة الساحرة، وبعد ان زرنا اكثر معالمها الشهيرة، أخذنا الفيري/ المركب من منطقة السير كولاركي البحرية.. وبعد ساعة ممتعة قضيناها مبحرين تحيط بنا أجمل المناطق الطبيعية، والفلل الجميلة المطلة على الميناء، كما عبرنا جسر الميناء الشهير، وصلنا الى مدينة دارلنغ هاربر

Darling Harbour
وقضينا فيها ساعات متجولين في الميناء الكبير.. وجلسنا في احد المقاهي الجميلة الممتدة على شواطئ‍ه.. ثم تناولنا وجبة الغذاء في احد المطاعم الراقية.. في المساء غادرنا المدينة عائدين الى منطقة السيركولاركي.. ومن اجمل المناظر التي تقع عليها عين السائح في طريق العودة، دار الاوبرا وتوأمها جسر الميناء الشهير، وناطحات السحاب التي تزين سماء سدني بارتفاعها وتنوع بنائها.. وحديقة الهايدبارك، والمبنى الفكتوري القديم.. وكأنك تشهد لوحة فنية رائعة، رسمتها يد فنان مشهور
ومن الرحلات الممتعة، ولأن سدني تشتهر بقطارها المسمى موناريل
Monorail

، وهو قطار كهربائي معلق، فلم نستطع ان نفقد هذه المتعة، وهكذا ركبنا القطار الذي اخذنا في رحلة وجولة سياحية رائعة، لأن القطار يمر ويقف في الشوارع الرئيسية التي تصب جميعها في وسط المدينة
Down Town
كما مررنا بشارع اليزابيث، وشارع جورج، وهو من الشوارع المهمة، يقطع مدينة سدني من منتصفها وتكثر به المحلات التجارية والفنادق الكبيرة والمطاعم الشهيرة والمقاهي المتنوعة الجميلة.. كما مررنا بشارع بت، وجميع هذه الشوارع تزدحم بالأسواق التجارية المشهورة بمحلاتها وبوتيكاتها ومطاعمها ومقاهيها التي تجذب السياح وتمتعهم.. كما مر القطار بمناطق المتاحف المزدحمة واماكن سياحية اخرى كثيرة، وهو من اسهل وسائل النقل واكثرها راحة، وهو متوافر دائما

ومن اجمل المناطق السياحية في سدني منطقة بلو ماونتنز

Blue Mountains

وهي منطقة مشهورة تبعد حوالي ساعة فقط عن مدينة سدني

******


أشهر معالم مدينة سدني


*****

دار الأوبرا
*********

Sydney Opera Houseمن أشهر معالم مدينة سدني دار الأوبرا

التي صممها المهندس الدانمركي جورن اوتزن
Jurn Utzon

ومن المفارقات الجميلة ان مجلس الامة عندنا ـ في الكويت ـ صممه نفس المهندس.ولقد افتتحت دار الأوبرا بحضور الملكة الينزابيث الثانية ملكة استراليا في 20 اكتوبر عام 1973، باحتفال كبير تخللته الألعاب النارية، كما عزفت السمفونية التاسعة لبيتهوقن... ومن المفارقات الغربية ايضا، ان المهندس / المصمم، لم يدع الى حفل الافتتاح ولم يذكر حتى اسمه في الاحتفال.تقع دار الأوبرا فوق لسان من الارض داخل البحر، على شبه جزيرة، وكان اختيار المكان لموقعها موفقا، ومثاليا لأنه يُرى من كل الزوايا.. والأوبرا مبنية على هيئة شراعين متشابكين، وتبرز على شكل يخت فوق الخليج الصغير الذي تقع عليه.دار الأوبرا هي احدى التحف المعمارية الرائعة المتميزة والمشهورة في القرن العشرين، والتي اصبحت معروفة في جميع انحاء العالم.. وتعد الأعجوبة الثامنة في العالم، وهي من اجمل وارقى واشهر مراكز الفنون المسرحية والموسيقية في العالم.. كما تعد افضل مبنى في استراليا واجمل عمل هندسي متميز فيها.. بنيت من الخرسانة وكابلات فولاذية لمنع التشقق.. تضم اربع قاعات رئيسية والف غرفة وخمسة استديوهات، عدا المداخل والاستراحات والمكتبة والمطعمين الكبيرين.. احدى الصالات فيها تتسع الى 3500 شخص، وصالة اخرى تتسع الى 1200 شخص.. القاعات والمسارح مخصصة لإقامة حفلات الموسيقى وعروض الأوبرا، والمسرحيات، والباليه، والأفلام والعزف المنفرد، وإقامة المعارض والمناسبات الأخرى.الجميل، ان سقف القاعات الداخلي صنع من الواح من خشب البتولا، ونوافذ القاعات زجاجية تطل على الميناء ومزودة بأفضل جودة صوتية وبأجهزة الكترونية حديثة متطورة.. كما يغطي سقف الاوبرا الخارجي اكثر من مليون قطعة من السيراميك ذات اللونين الأبيض والأصفر الفاتح، بحيث تبدو للناظر كقشور السمك... تتألق ملتمعة بتأثير اشعة الشمس او عندما تسطع عليها الأنوار في الليل، فتبدو رائعة وجذابة، كأنها عروس في ليلة زفافها.حتى يستطيع السائح ان يصل الى مدخل بوابة دار الأوبرا عليه ان يصعد/ يتسلق عددا كبيرا من السلالم، فدار الأوبرا محاطة بمئات السلالم وترتفع عن سطح الأرض بنحو 324 مترا.. وحين اعتليت سلالم المدخل على امل ان اصل الى الباب الخارجي، تعثرت في منتصف المسافة، وسقطت على احد السلالم الكونكريتية العريضة، واصبت ببعض الخدوش في ساقي اليمنى وذراعي.. الحمد لله الإصابة خفيفة بحيث استطعت ان اواصل الصعود، وازور المبنى من الداخل واتجول بين مسارحه وقاعاته الواسعة، وان اعتلي عددا آخر من السلالم للوصول الى مبان اخرى، كما استطعت ان اهبط هذه الاعداد الكبيرة من السلالم بأمان.. فيجب الحذر حين تعتلون سلالم دار الأوبرا
******

جسر ميناء سدني
************
Sydney Harbour Bridgeيعتبر، جسر ميناء سدني
من اهم واشهر المعالم في العالم، ويقع مع دار الأوبرا في منطقة السيركولاركي
Circular Quay

الشهيرة.. وقد صممه وقام ببنائه المهندس دورمان لونغ

Dorman long،

بمساعدة شركات اخرى متخصصة بالانشاءات.افتتح الجسر في عام 1932، وظل حتى عام 1967، اعلى مبنى في مدينة سدني تبعا لموسوعة غينيس للأرقام القياسية.. بني على شكل قوس من الصلب، يحمل المركبات والسكك الحديدية، وبه مئات السلالم لصعود المشاة، يصل بين وسط الحي التجاري بالشاطئ الشمالي.. يسمى محليا كولن

Colin اوCoathangen
نظرا لوضع العمود على القوس
ويعتبر اعرض جسر قوسي الشكل مبني من الصلب في العالم.. يبلغ ارتفاعه عن مستوى سطح البحر 134 مترا.. كما انه رابع اطول جسر قوسي ممتد في العالم.. ويشكل هو ودار الاوبرا القريبة منه والميناء الصورة الرمزية لكل من مدينة سدني وقارة استراليا

*********
.برج سدني Sydney Tower
********************
يعد ثالث اطول برج مراقبة في نصف الكرة الجنوبي بحيث يبلغ طولة 305 امتار، وبه 420 نافذة زجاجية، وثلاثة مصاعد، والأهم به سلالم تحتوي على 1504 درجات.. وهو عضو في الاتحاد العالمي للابراج العظمى، ويعتبر من ابرز المعالم السياحية في مدينة سدني.اقتتح البرج في اغسطس عام 1981.. يستطع ان يراه السائح / الزائر، من جميع انحاء وجهات المدينة وضواحيها المجاورة.. وهو مفتوح للجمهور طوال العام، كما يستطيع الزائر ان يرى مدينة سدني وضواحيها بوضوح ومتعة من الجهات الاربع.يحتوي على مطاعم فاخرة ومقهى جميل.. والأهم ان البرج مأمون ضد الزلازل والمخاطر الاخرى

*******************

Friday, July 10, 2009

استراليا .. سحر مختلف






























بقلم وعدسة‍: منى الشافعي
****************

عندما قررت السفر الى استراليا.. لن اقول بأنني لا اعرف عنها شيئا.. ولكن الشيء الوحيد الذي كان عالقا في ذهني منذ طفولتي ان استراليا هي القارة التي تحتضن ذلك الحيوان الانثوي اللطيف الذي يحمل اطفاله في جيب جلدي خارجي يحيط ببطنه.. وهو تجسيد رائع للأمومة.. هكذا كانت استراليا الساحرة في مخيتلي مرتبطة بحيوان الكانغارو الاليف.استراليا اصغر القارات واكبر الجزر في العالم، تقع جنوب شرق قارة آسيا، محاطة بأكبر المحيطات.. عاصمتها مدينة كانبيرا
(Canberra)
.قارة لها سحر مختلف يجذب اليها السياح طول العام من جميع انحاء العالم.. هاجر اليها الكثير من شعوب العالم.. وبالتالي امتزجت بها عدة ثقافات بفضل مختلف هؤلاء المهاجرين فنتج عن هذا الذوبان الثقافي مجتمعا حضاريا متجانسا عدد سكانه حوالي 20 مليون نسمة.. تشتهر بحياتها البرية وبحيواناتها المنفردة مثل الكانغارو والكوالا والنعامة الطويلة وأشكال مختلفة من الطيور.. كما تشتهر بصناعة الاصواف، وتربية الماشية وتصدير لحومها.. كما تشتهر بالسياحة.. من اكبر مدنها واشهرها سدني.. ملبورن.. جولد كوست
********
مدينة ملبورن
Melbourne

**********
أول مدينة صافحتنا بوجهها الجميل كانت ملبورن.. وهي عاصمة ولاية فكتوريا الاسترالية.. وتعتبر ثاني اكبر مدن استراليا بعد سدني، تقع على ساحل بحري طويل، يخترقها نهر «يارا» الذي تنتشر على جانبيه سلسلة من الفنادق الفخمة والمطاعم الراقية.. تكثر بها المدارس والمعاهد التكنولوجية والجامعات.. تعتبر مركزا تجاريا واداريا للولاية.. تكثر بها المصانع المتنوعة ومصافي النفط.. كما تعد من اكبر موانئ الشحن في استراليا وميناء رئيسي ومركز لمواصلات الولاية.. بها مطار دولي كبير.. كما تكثر بها القطارات الكهربائية تحت وفوق الارض.ملبورن مدينة الثلوج والجبال والتزلج وهي ذات مناخ بارد في الشتاء.. لكنها مدينة هادئة جميلة قديمة وراقية، فحين تتجول في مناطق اسواقها وتتأمل بناياتها وعماراتها القديمة تشعر بأنك تسير في عاصمة اوروبية عريقة. تكثر بها المتاحف وخاصة الفنية واشهرها متحف فكتوريا الوطني للآثار.. وهكذا تجولنا في اسواقها وزرنا متاحفها ومعارضها التجارية التي تشتهر بها.. واخذنا مواصلاتها النهرية الممتعة لزيارة بعض المدن الصغيرة والقريبة منها مثل مدينة وليامزتاون

Williamstown
الجميلة وقضينا بها بعض الوقت
***********
رحلة إلى جبل الثلج
Mt. Buller
***********
أما رحلة التزلج فقد كانت من امتع الرحلات واجملها.. فقد اخذنا الباص منذ الصباح الباكر وبعد ثلاث ساعات مررنا خلالها
على مدن وقرى ذات جمال طبيعة خلاب.. مزدانة بالخضرة ومكحلة بالضباب، وصلنا الى جبل الثلج.. عندما ترجلنا من الباص شعرنا ببرودة شديدة لا تحتمل.. فلبسنا الملابس الثقيلة حتى نتفادى البرد ونمارس هواية التزلج.. وعندما نظرت الى المرآة فوجئت بوزني قد تضاعف لكنني تقبلت شكلي لأن الحرارة كانت تشير الى تحت الصفر بدرجات.. المهم استمتعنا برياضة التزلج، فقد كانت تجربة رائعة وممتعة حتى انني نسيت البرد ونسيت شكلي.. اما البرودة فقد كانت تزداد كلما اقتربنا من قمة الجبل.عندما قررت ان اصعد الى القمة طلبت مني احدى الصديقات ان اصورها وهي جالسة في المنطقة الاولى الاقل ارتفاعا.. عندما وصلت الى المنطقة العليا كانت صديقتي تلوح لي.. فنزعت عن يدي اليمنى قفازها حتى يتسنى لي ان اضغط على زر الكاميرا لألتقط لها الصور حسب امنيتها.. الا انني لم استطع ان اضغط على الزر لان اصابعي بدأت تتصلب وتتجمد وبالكاد استطعت ان اضغط على الزر.. ولكن لم تحظ صديقتي على صورة جميلة.. فقد كانت مهزوزة.. والعتب ليس عليّ انما على شدة البرد.أمضينا طول النهار مستمتعين بمنظر الثلوج الجميلة التي تحيط بنا من كل حدب وصوب وكأنها حديقة ياسمين.. في منتصف النهار تناولنا وجبة الغداء في احد المطاعم لنشعر ببعض الدفء ولنتزود بالطاقة فشربنا الكثير من الشاي والقهوة وعدنا لممارسة رياضة التزلج واللعب بالثلج.. وقبل المغيب ودعنا الثلوج ونزعنا عنا تلك الثياب الثقيلة، وتحرك بنا الباص عائدين الى مدينة ملبورن.. والبياض لا يزال يملأ العيون بصفائه ولمعانه.من اجمل المناظر التي صادفتنا في المدينة عربات الترام الكثيرة التي تنقل المواطنين والسياح في رحلات داخلية للمناطق السياحية القديمة التي تشتهر بها ملبورن مثل منطقة «فيتزوري» و«سانت كيلدا» و«جنوب يارا» و«ريشموند»، وهي مناطق سياحية قديمة اجمل ما فيها محافظتها على اسلوب البناء الفكتوري في مبانيها المختلفة والذي كان سائدا منذ اكثر من 200 عام

***************
مدينة جولد كوست
************

تقع مدينة جولد كوست او ساحل الذهب أقصى شرق استراليا.. وهي عبارة عن مصيف سياحي جميل جوه معتدل طول العام ويمكن زيارتها في كل الفصول.. تمتاز بفنادقها الفخمة وتكثر بها الشقق الفندقية الراقية ووسائل التسلية والترفيه للكبار والصغار... يبلغ طول ساحلها 40 كيلومترا، وهو من اجمل السواحل يمتاز برماله الذهبية ومياهه الصافية، يستقطب السياح في فصل الصيف الاسترالي لمزاولة هواية السباحة وركوب الأمواج.. الشواطئ مفتوحة ليل نهار للاستمتاع بالأنشطة المقامة عليها وحولها وخاصة في الليل ومنها عروض رياضية تصاحبها الألعاب النارية وعرض لفرق موسيقية... ناهيك عن الأعمال الفنية لأشكال ومجسمات وشخصيات من الرمال... والأجمل حين تضاء الشموع التي تنتشر على الشاطئ وتوقد النيران الخفيفة كي يستمتع السايح بروعة المكان وجمال البحر وصفاء مياهه في عتمة الليل.ومن انشطة الشاطئ الأخرى اقامة سوق الجمعة الذي يزدحم بألوان واشكال للأعمال اليدوية والفنية واللوحات التشكيلية الجميلة وغيرها من المنتجات المحلية. تمتاز المدينة بملاعب الغولف الكثيرة.. كما تكثر بها المسارح الكبيرة المختلفة.من المباني الجميلة في المدينة برج كيوديك Q Deek..
الدوار الذي يرتفع عن سطح الأرض 230 مترا... ويحتوي على 77 طابقا.. يستمتع الزائر بمشاهدة المدينة واجزاء اخرى من الولاية من جهاتها الأربع... كما يتميز بمقهى انيق وجميل.تشتهر جولد كوست بجزيرة مورتين التي تبعد حوالي 80 دقيقة بالباحزة.. وهي ذات طبيعة استوائية ساحرة برمالها الذهبية وصفاء مياهها تكثر بها الغابات والتلال واجمل مناظرها التي تجذب السياح كثرة الدلافين على شواطئها
*********
الزيارات والرحلات
************
تشتهر جولد كوست بمصانع الشوكولاتة اللذيذة.. فكانت زيارتنا لأحد مصانعها ممتعة ومشبعة، فقد تذوقنا الكثير من اصناف وانواع الشوكولاتة.. وعندما خرجنا من المصنع كنا نحمل اكياسا مختلفة من اطايبها.. لاغنى ابدا عن الشوكولاتة.اما مصانع العسل فكانت لنا معها زيارة اخرى... اطلعنا على عملية صناعة العسل ومشاهدة مملكة النحل العجيبة وطريقة حياتها العملية اليومية وذلك النظام المدروس، ونشاط العاملات / النحلات الدؤوب طول اليوم دون كلل ولا ملل وباتقان تحسد عليه.. وكانت امامنا انواعا عديدة من العسل تذوقناها وانتقينا منها الذها.ومن اجمل الرحلات كانت رحلة السفاري الى الريف الاسترالي وقضاء يوم كامل متنقلين بين الاراضي الزراعية الشاسعة والمحميات الممتدة.بعد ان قضينا في الطريق اكثر من ساعة، يسير الباص بنا بين اراض زراعية لا تنتهي وغابات ممتدة تمتع النظر وتبهج النفوس... توقفت عجلات الباص في مزرعة ريفية كبيرة... اطلعنا اولا على حياة المزارعين، اورعاة البقر
cow boy
فقد كان الشبه كبيرا بين طريقة حياتهم الزراعية وبين رعاة البقر في اميركا.. واستمتعنا بعروض لتربية المواشي وجز الصوف، وعروض اخرى للخيل وهي تجر العربات.. كما شارك الزوار ببعض الفقرات المسلية، مع المزارعين.. وكانت هناك فقرات اخرى لألعاب كثيرة لجذب الصغار.. وفي المطعم الكبير المقام في الهواء الطلق تناولنا وجبة الغداء التي اعتمدت على اللحوم والخضروات الطازجة.بعد الغداء اكملنا التجول في المزرعة بواسطة عربات تجرها الخيول.. وتوجهنا لمشاهدة محميات يعيش بها حيوان الكانغارو المميز الذي تشتهر به استراليا، الحلم الذي كان يراودني منذ طفولتي.. فلم اجد نفسي الا وانا محاطة بتلك الحيوانات اللطيفة المسالمة الأليفة فحققت حلمي باللعب معها.في المساء، ودعنا ذلك الريف الجميل ومزارعه الممتدة الشاسعة وحيواناته الجميلة... ورعاة البقر والمزارعين الذين عشنا معهم يوما من ايام القرن التاسع عشر ما اجمله وامتعه من يوم
************
دريم وورلد

*******
جولد كوست، مدينة تكثر بها مدن الألعاب والملاهي مثل
مدينة الأحلام ومدينة السينما ومدينة الألعاب المائية، ومدينة عالم البحار والسفن والقوارب، ومدينة الحياة البرية.. وهكذا تعددت رحلاتنا لزيارة هذه المدن الترفيهية والأماكن المسلية.. ومن اجمل زياراتنا كانت إلى مدينة دريم وورلد

Dream World
، التي تكثر بها ألعاب مسلية للصغار والكبار.. كما تضم ألعابا ممتعة وألعابا خطرة مثل لعبة الرصاصة.. فمنذ أن دخلت بوابة تلك المدينة الترفيهية، شدّ انتباهي ذلك الجسر الاسمنتي المعلق الطويل الذي ينتهي بعمود اسمنتي يرتفع الى الأعلى كثيرا.. ولقد أفزعتني تلك العربة الصغيرة التي تنطلق من أول الجسر وبها عدد من السياح، بحيث تنطلق كانطلاق الرصاصة وسرعتها حتى تصل الى العمود فتتسلقه، لتعود بطريقة عكسية الى نقطة انطلاقتها.. وكلما اقتربت من الجسر سمعت بوضوح صراخ الركاب.. وكنت أردد: (مَنْ المجنون الذي يركب مثل هذه اللعبة الخطرة).. وهكذا بعد أن قضينا نصف نهار متجولين في تلك المدينة الترفيهية الواسعة المزدحمة بالألعاب المختلفة وأمور التسلية الكثيرة والمقاهي والمحال التجارية الصغيرة.. وبغفلة مني وجدت نفسي أمام بوابة إحدى الألعاب، لم أتبينها تماما، واعتقدت أنها مركبة تسير في طريق مائي لتريك الحياة البحرية.. ولأنني عاشقة لمنظر المياه.. فلم أجد نفسي إلا وأنا داخل تلك المركبة، حدث كل شيء بلحظة حتى أن زوجي الذي كان برفقتي لم ينبهني، وبلحظة نزل الطوق الحديدي على جسدي.. وبدأت المركبة بالانطلاق.. وهنا كانت صرختي الأولى، ولكن بعد فوات الأوان.. واستمرت الصرخات.. وبعد أقل من ثلاث دقائق، وحين نزلت من المركبة.. نظرت الى زوجي وقلت له بصوت مرتجف، ووجه فارقته حمرته (أعتقد أنني أنا المجنونة).وفي رحلة أخرى لهذه المدن زرنا مكانا منفصلا تكثر به الأشجار وذلك لتربية حيوان الكوالا / الكسلان، الذي ينام فوق الاشجار لمدة تزيد على العشرين ساعة يوميا.. بمعنى أنه مدلل يأكل ويشرب وهناك مَنْ يعتني به خلال صحوته القصيرة، ليعود الى نومه الهانئ (يابخته على هذه الراحة). وهذا الحيوان كما الكانغارو يعتبر رمزا من رموز استراليا.. وزرنا مكانا آخر للطيور الغريبة الملونة مثل الببغاء.. وفي منطقة أخرى من تلك المدينة الترفيهية كان حيوان الكانغارو الجميل يتحرك على طبيعته فوق الأعشاب وبين الأشجار.. فهذه المدن تجذب السياح لما فيها من تنوع وتسلية.أما مدينة السينما أو عالم الأفلام
MovieWorld
فهي عبارة عن مدينة هوليوود الاسترالية.. فكانت لنا زيارة ممتعة لمعالمها واستديوهاتها الشهيرة، ولقد شاهدنا عروضا حية وشارك بعض الزوار فيها، لتصوير لقطات لبعض الخدع السينمائية التي أدهشتنا.. كما تجولنا مع بعض الشخصيات السينمائية المشهورة مثل شخصية «بات مان» و«بات وومن» والتقينا بشخصيات كرتونية شهيرة ايضا. كما زرنا أيضا المدينة المائية واستمتعنا بألعابها.. وهكذا تكررت زياراتنا لتلك المدن الترفيهية المتنوعة طيلة فترة إقامتنا في مدينة جولد كوست

ومن أمتع الرحلات كانت تلك الرحلة البرمائية، حيث تجولنا خلالها بين اليابسة والنهر بواسطة الباص البرمائي

Aqua Bus
الذي أخذنا من الفندق في الصباح في جولة طويلة لمعالم المدينة وشوارعها الواسعة.. ثم في جولة أخرى بين شواطئ النهر الجميلة ونحن نتهادى داخل النهر مستمتعين بالمناظر الطبيعية والمباني الجميلة والحركة اليومية داخل النهر وكأننا نسير في شارع اسفلتي.. هكذا قضينا وقتا رائعا مختلفا ورحلة مريحة برمائية. وهناك العديد من الرحلات لأماكن أخرى في جولد كوست بواسطة الهليكوبتر وغيرها.. وزيارات للمتاحف وخاصة متحف الشمع الذي يضم تماثيلا لشخصيات عالمية مشهورة

********
المولات والأسواق

***********
تمتاز جولد كوست بأسواقها الكبيرة الواسعة المطلة على البحر او على البحيرات المنتشرة في المدينة... ومن اشهر اسواقها سيرفر برادايس
Surfer,s Paradice،
الذي يمتاز بسلسلة محلات تجارية متنوعة في بضائعها وماركاتها العالمية وبمنتجات استراليا الوطنية من اصواف وجلود وغيرها.. كم تكثر به صالات اللعب للأطفال وصالات لعب البولنغ... يكتظ بالمقاهي الشعبية والمطاعم المتنوعة ووسائل اللهو الأخرى التي تجذب السياح.هناك العديد من الأسواق والمولات الجميلة والمريحة تنتشر في ارجاء المدينة

**************