برنسيس إيكاروس

Monday, January 17, 2011

ما أروعك يا كويت

كتبت منى الشافعي

شدتني إحدى حلقات برنامج الإعلامية الشهيرة أوبرا وينفري، حيث استضافت إحدى أكثر الأمهات تميزاً.. أم مطلقة، نجحت في تربية ثلاثة أبناء متفوقين، الابن الأكبر في السنة النهائية طب، أما أختاه فلاتزالان في المراحل الأولى من الجامعة. تركها زوجها مع أطفالها الثلاثة من غير مأوى ولا مال، فتشردت لفترة ليست قصيرة، من بيت إلى آخر، ثم استطاعت بجهدها واجتهادها أن تنهض على قدميها، وتحصل على وظيفة مدرّسة مع شقة صغيرة بسيطة تضمها وأبناءها.. لكن دخلها من الوظيفة لم يعد يكفي مصاريف الصغار الذين كبروا، فعملت بوظيفة مسائية في أحد المطاعم ـ تغسل الصحون ـ ثم بعد فترة احتاجت إلى مصاريف أكثر من دخلها الثنائي، فامتهنت غسل الملابس وكيها للآخرين في عطلة نهاية الأسبوع، وهكذا استطاعت أن تؤمّن لأبنائها حياة بسيطة، لكنها معقولة. وعند دخولهم الجامعة اقترضت مجبرة من البنك مبلغ 78 ألف دولار، لتسدد مصاريف الجامعة للثلاثة.. وعندما سألتها أوبرا متى ينتهي آخر قسط، قالت بعد أن يصبح عمري 90 عاماً، لكنني متوسمة خيراً في مساعدة أبنائي بعد تخرجهم.. أوبرا قدمت لها شيكاً بالمبلغ المقترض إكراماً لمشوارها الصعب وهدية لمثاليتها.
* * *
هذه الحكاية الرائعة جعلتني أتساءل: كم أمّاً عندنا مثل هذه الأم المثالية في وقتنا الحاضر؟ لا أعتقد أن هناك واحدة منا تتشابه ظروفها الاجتماعية مع تلك الأم الأميركية، والفضل يعود إلى أمنا «العودة» الكويت، الأم الحنون، الرحيمة بأبنائها.. فبلدنا، بلد خير ونعمة، وتكافل وتراحم وترابط وتكاتف وتعاون ولله الحمد.. والجميل أن الحكومة تتكفل بحماية الأمومة والطفولة، فترعى المطلقات والأرامل، وتؤمن حياة كريمة لهن ولأبنائهن.
والأجمل ذلك القرار (هدية رأس السنة للمرأة)، الذي اعتبر حقاً إنجازاً تاريخياً، يحسب للحكومة والمجلس معاً.. وهو تتويج لحقوق المرأة الاجتماعية بإقرار السلطتين التشريعية والتنفيذية، اللتين أقرتا حق المرأة المطلقة والأرملة وغير المتزوجة، والمتزوجة بغير كويتي، بالرعاية السكنية.. فلا يسعنا هنا، إلا أن نقول ـ نحن الأمهات ـ ما أروعك يا كويت!