برنسيس إيكاروس

Friday, April 01, 2011

الحوار لغة هذا العصر























كتبت منى الشافعي








يقال إن كلمة حوار أخذت عزها ومجدها، واعتلت عرش اللغة في ظل المتغيرات المتسارعة في الأمور الحياتية اليومية في عصرنا هذا.. وهكذا، فعند ظهور أزمة دولية أو خلاف إقليمي أو مشكلة محلية بين طرفين يتصدى العقلاء بقوة لتلك الحالات، منادين بالتحلي بثقافة الحوار، لأنها لغة العصر المستنيرة، وصوته الواعي بامتياز.. فماذا تعني هذه الكلمة الرقيقة «حوار»؟ كلمة «حوار»، تعني ان يجلس الطرفان المختلفان في رأي، أو مسألة، أو قضية، وجها لوجه، لأن المواجهة المباشرة لها دور كبير، وفاعل في نقل المعلومات الصحيحة، وتوصيل وجهات النظر للطرف الآخر بصورة واضحة ودقيقة، بكل شفافية وصدق، والأهم تشخيص الخلافات القائمة، والعلل التي تسببت في ظهور هذه الأزمة أو تلك المشكلة بين الطرفين، وأهم ما يميز الحوار بين طرفين مختلفين، انه غاية حضارية، وظاهرة صحية للاقتناع بوجهة نظر الآخر، أو على الأقل، التوصّل إلى طريقة وسطية، معتدلة لتقارب وجهات النظر ذات العلاقة بينهما. * * * ما يؤسف ويؤلم ويوجع، ما يحدث الآن في أغلب دولنا العربية من انتفاضات واحتجاجات واعتصامات ومطالبات شعبية، والأنكى تلك الممارسات الجديدة التي طالت أمن وأمان الشعوب والحكومات، وحصدت في طريقها أرواحا بريئة، لا حول لها ولا قوة، كان من الممكن أن تتغير هذه الأحداث الدموية التي انعكست سلبا على واقع الحال، لو أننا ــ كعرب ــ جلسنا بكل رغبة وقناعة وموضوعية وإيجابية إلى طاولة الحوار، واستمع بعضنا لبعض، حكومة وشعبا، إلى مطالب الطرفين، وقاربنا بين وجهات النظر حسب الامكانات المتوافرة لكل دولة، ولكننا تأخرنا وتهاونا. نتمنى علينا كعرب، وحتى نحقن دماء الأبرياء، خاصة من أبنائنا، شبابنا الواعد، المتحمس، الذي يعيش فوران جيله، وغليان عصره، الذي يطالب بحقوقه وبمزيد من الحريات والعيش بحياة كريمة خالية من الظلم والطغيان والفساد.. والذي هو ــ الشباب ــ أساس نهضة الشعوب وامتدادها التاريخي واستمرارها الحضاري، نقول، علينا كعرب الانتباه والالتفات لتعزيز لغة الحوار الراقي ـ الحضاري، لأنه مطلب شعبي وعالمي خاصة في مثل هذه الأيام الصعبة المعقدة، وفي ظل هذا الجو الرمادي الغائم الذي نخشى تمدده وانتشاره وعبثه اللامسؤول، في منطقتنا العربية. وبالتالي، نتمنى على فئة العقلاء الواعية التي تنادي بالوسطية والاعتدال، احتواء تلك الأزمات والحراك الشبابي، بدعوة صريحة لحوار عقلاني عربي ـ عربي، فعال لتقريب وجهات النظر العربية حول ما حصل وما سيستجد في ساحة الأحداث العربية.. يا جماعة احقنوا دماء أبنائنا الشباب بلغة الحوار. m_alshafei@hotmail.com