برنسيس إيكاروس

Saturday, June 18, 2011

التلاميذ أولا ....





























كتبت منى الشافعي











تابعت تلك الحملة الناجحة التي أطلق عليها «التلاميذ أولاً»، والتي أطلقتها احدى الناشطات الغيورات على نظام التعليم في أميركا، حينما شعرت بأن مؤشر التعليم عندهم يميل الى الانحدار، ومخرجات التعليم دون المستوى.. ولقد بدأت الحملة في احدى الولايات الأميركية بنجاح كبير، فقد غيرت بعض المناهج وطريقة تدريسها، والأهم أنها استطاعت أن تستغني عن المدرسين الفاشلين، كما قامت بتدريب الآخرين وتأهيلهم، وبثت دماء جديدة من المدرسين الشباب المؤهلين حديثاً، في مدارس الولاية.. وبعد فترة زمنية كافية نجحت هذه التجربة بامتياز.. والناشطة الآن في صدد الدعوة لحملة كبيرة ضخمة تعم كل الولايات الأميركية، ولقد استعانت ببرنامج «أوبرا» الناجح للظهور والاعلان عن حملتها الشاملة المقبلة، ومن خلال البرنامج وجهت نداءها الى الآلاف من الأشخاص الراغبين في التطوع لهذه الحملة والعمل معها، كما طالبت بمبلغ مليار دولار ميزانية لهذه الحملة من المتبرعين القادرين مادياً، وذلك حتى تتصدر أميركا قائمة الدول المتقدمة في مجال التعليم في الأعوام المقبلة.
* * *
عندنا في الكويت صيحات يومية تندد بمخرجات التعليم الضعيفة، وصيحات تطالب بتغيير المناهج وتعديلها، وأخرى تركز على تدريب وتأهيل المدرس، والاهتمام به مادياً ومعنوياً، لأنه اللبنة الأساسية في جدار نظام التعليم.. وبعضنا يرفض الحلول الترقيعية الآنية، مطالباً بخطة تنمية واضحة تواكب خطط الدولة للتنمية الشاملة.
* * *
أما عن هذه الحملة، فيجب أن تبدأ برفع كفاءة المدرسين المهنية، وذلك بإقامة الدورات التدريبية المختلفة، واعدادهم اعداداً يحقق الهدف المطلوب.. كما يجب تغيير المناهج وتعديلها، بحيث تتماشى مع عصر المعلومات والتكنولوجيا الحديثة المتسارعة، وذلك بتغيير فلسفتنا التعليمية الحالية، من الأسلوب التلقيني الى أسلوب جديد متطور وبرامج حديثة، تشجّع على تنمية قدرات ومهارات التلميذ، ليصبح مبتكراً وخلاقاً وليس «صمّاماً».. ولا ننسى الاطلاع على تجارب الآخرين الرائدة في مجال التعليم، والاستئناس بآراء المهتمين والعارفين.. والأهم الالتفات بقوة الى التربية التقنية، وذلك بإعطاء التعليم الفني والمهني أهمية لا تقل عن التعليم العام، وتوجيه التلاميذ لاختيار هذه التخصصات الفنية المتنوعة، لأن مخرجاتها ستكون هي الاستثمار الكويتي الأول لمرحلة ما بعد عصر البترول.
يبقى أن هذه الحملة، تحتاج الى طاقات من المتطوعين الغيورين على أجيالنا القادمة، والى ميزانية سخية من المتبرعين، تضاف الى ميزانية وزارة التربية ووزارة التعليم العالي، لتنفيذ هذه الخطة الطموحة.. لذا، نتمنى على الغيورين الاسراع في القيام بمثل هذا العمل الانساني الرائع الذي بالضرورة سيرتقي بالتعليم ومخرجاته، وينقل الكويت «ديرتنا الحبيبة» الى مصاف الدول المتحضرة والمتطورة في العالم.. فهل هناك من مجيب؟!.. نتمنى.
منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com

لا نريد الأبراج إلا عالية







كتبت منى الشافعي















أزعجني حد النخاع، كما أزعج غيري، الخبر الذي نشر أخيراً في صحافتنا المحلية. يقول الخبر «أبراج الكويت.. تموت عطشاً، هل نستيقظ يوماً لنجد الكويت من دون أبراجها الثلاثة»؟ نتساءل: أين القائمون عليها؟ لماذا هذا الإهمال الذي نخر عظم الأبراج وأوصلها إلى العطش والجفاف والتشقق والتلف. عشرون عاماً وهي تئن وتتوجع، وليس هناك من يسقيها شربة ماء. أين البلدية، الأشغال، الكهرباء، المشروعات السياحية، وغيرها؟!
***
أبراج الكويت ليست فقط أبرز معلم من معالم الكويت وأهمها، إنما هي تحفة فنية، ومبنى معماري متميز، فهي تعتبر من أجمل أبراج العالم، لتفردها بشكلها الهندسي التراثي الذي على شكل «مرش». والذي يضم ثلاثة أبراج يحتضن أحدها الآخر بكل الحب. للأبراج تأثير مبهر على كل من يزورها أو حتى يستمتع فقط بالنظر إلى شكلها الجميل.
***
منذ عام 1979، ونحن - ككويتيين - نفتخر ونعتز، ونتباهى بأبراجنا المتفردة. من منا لم يزرها ويستمتع بكل عطاءاتها الجمالية والترفيهية والنفعية؟ من منا لم ينصح زوار الكويت بالتوجه إلى زيارة الأبراج، والاستمتاع بالكرة الكاشفة الدوارة، التي من خلالها يستطيع الزائر أن يتعرف على جمال مدينة الكويت بكل الاتجاهات، والأجمل في الليالي الصافية، حين تبدو كعروس ماسية، مشعة بأنوارها الوهاجة التي تحيط الأضواء بكل شوارعها ومبانيها ومعالمها الأخرى؟ هكذا كانت - وما زالت - أبراج الكويت قبلة الزائرين والمهتمين والمصورين، كما أنها المكان المفضل الذي يحلو للجميع التنزه تحت فيئه، والتمتع بجماله، حتى مهرجانات الكويت وأعيادها الوطنية، لا تحلو إلا على أرضها، وحول استداراتها المميزة، وأمام سواحلها البحرية وشواطئها الممتدة. فسعادة المواطن أن يرى أبراجه متمتعة بصحة وعافية، ومستمرة في عطائها الجمالي، والترفيهي، والنفعي، لأن من أغراضها المتعددة أيضاً تخزين ملايين الغالونات من المياه، ومورد لإنتاج الكهرباء. نتمنى على الجهات المسؤولة والقائمة عليها عدم إهمالها، والإسراع دائماً في وضع الحلول الدائمة - وليست المؤقتة لها - لا سيما أن العلوم المعمارية تطورت، وحتماً ستساعد على شفاء أبراجنا الحبيبة من أمراض البكتيريا، والتشقق، والانهيار - لا سمح الله تعالى - أمام أعيننا، لأننا كمواطنين ومقيمين لا نريد لأبراج الكويت إلا أن تبقى عالية ولا ترحل.

منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com

كم هو الكتاب حزين

















كتبت منى الشافعي


























ضمن أنشطة ملتقى «كويتي وافتخر» الرابع، الذي أقيم أخيراً على أرض المعارض، شارك نادي سيدات الأعمال والمهنيات «لجنة أوج الإبداعية»، بإقامة حفل توقيع لعضواته الكاتبات، كنوع من التشجيع وإبراز إبداعاتهن المتنوعة لرواد هذا الملتقى الكويتي الناجح. وتلك لفتة ذكية، وحركة مدروسة من القائمين على النادي، للتعريف بالكاتبات الكويتيات شخصياً، ومنحهن فرصة للتفاعل مع القراء والمهتمين بشأن الكتاب الإبداعي المحلي.
***
أسعدني الحظ أن أكون إحدى الكاتبات المشاركات في هذا الحفل، كما الزميلات المبدعات الأخريات، وكنا - الكاتبات - نأمل ونتمنى أن يزداد عدد قرائنا من خلال حفل التوقيع هذا، ولكن ما حدث جاء عكس هذا التمني. مسكين، مظلوم الكتاب الإبداعي، يبدو أنه يعاني بشدة قلة الراغبين في الالتفات واقتناء الكتب ذات الطابع الإبداعي من قصة ورواية وشعر. فعادة القراءة عندنا فقدت بريقها الملون الذي كان يجذب جيلنا نحن الكبار، وبالتالي غابت عن تلك العادة الجميلة المتعة والفائدة بين أبنائنا الشباب، الذين شغلتهم أمور أخرى ومعطيات جديدة متسارعة الحركة، ألهتهم وملأت أجندتهم حد الانتفاخ بالتكنولوجيا الحديثة، التي تآمرت رويداً رويداً على الكتاب، واغتالت حضوره الجميل في أيدي الشباب. وربما لن ألومهم - الشباب - لأنها فورة العولمة وتسارع مجريات الحياة التي غيرت وبدلت الكثير من المفاهيم القديمة، ولكن أيضاً مهما كانت الأسباب، ومهما اخترعنا من أعذار لجميع الفئات العمرية، يبقى نوع من القلق قد تشكل في أعماقي على الكتاب ومستقبله، في تلك اللحظة، لذا، مرت سحابة من الإحباط على المكان، لأن الإقبال على شراء الكتب كان متواضعاً جداً، مقارنة بمنتجات الملتقى الأخرى.

***
والجميل الذي رطب يباس هذه التجربة، هو شخصية السيدة الفاضلة «أم حسين» ، التي أقبلت على المكان بحماس ظاهر ورغبة واضحة، وابتسامة مشرقة، وأخذت تقلب الكتب الإبداعية المتنوعة بأفكارها وبأسماء كاتباتها بين يديها، ثم انتقت من إصداراتي الأدبية ثلاثة كتب، ومن إصدارات المبدعة الشابة هبة بوخمسين كتابين، حين غادرت «أم حسين»، وفي صحبتها خمسة كتب، كانت ممتنة لتواقيعنا التي زينت تلك الكتب باسم «العزيزة أم حسين». لا يسعني هنا إلا أن أشكر تلك السيدة الرائعة، التي، على الأقل، التفتت وقدرت، واهتمت بالإنتاج الإبداعي الكويتي، وجبرت بخاطرنا!

منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com