برنسيس إيكاروس

Saturday, June 01, 2013

(ليش .. عسى ما شر )




كتبت منى الشافعي


            ( ليش.. عسى ما شر)                                     


 (وين مسافرين هالسنة؟!).. سؤال يُطرح كثيراً هذه الأيام، ويبدو الاستغراب من جواب: «صامدين في الديرة»!.. فهل الكهرباء صامدة مثلنا؟

*******************************************************************

   أصبح السفر في الصيف من أهم ضرورات الحياة الاجتماعية الكويتية، كما هو ضرورة عملية تجديد الأكسجين في الجسم، ومن أهم الثوابت الملتصقة بالثقافة الكويتية! فمن النادر أن يمر موسم الصيف، ويصمد المواطن الكويتي داخل الديرة. فمع بداية تباشير ارتفاع درجة حرارة الجو في الديرة، حتى تبدأ هذه الجملة تخترق أذنيك «وين إن شا الله السنة مسافرين؟».. بصراحة، لقد سمعت هذه الجملة، هذه الأيام في اليوم الواحد أكثر من مرة، ومن أكثر من قريب وصديق!.. وحين أجيب بأنني من الصامدين هذا الصيف، تتلون العيون بدهشة كويتية خالصة، أما الألسن فتردد بعفوية: «ليش.. عسى ما شر؟!».. والأنكى يزيد أحدهم: «أكيد في شي.. الصيف الماضي ما سافرتوا؟

***

مع أنني في الحقيقة، أعشق السفر وأتمناه، وأرغب «من كل قلبي» في أن أخفف الضغط الصيفي على وزارة الكهرباء والماء.. ولكن الظروف!.. بالمناسبة، بالأمس احترق كيبل الكهرباء الذي يغذي بيتنا وبعض بيوت الجيران في منطقتنا، وصمدنا لأكثر من ثماني ساعات من دون مكيف، وأنوار، والأهم انقطاع الإنترنت.. وكان تصليح الكيبل ترقيعيا - كالعادة - يقول المثل الكويتي «هذا أولها ينعاف تاليها "

***

ككويتيين، هذا الصيف، لا يشبه غيره. فقد ازداد الحديث حول السفر بين المواطنين بشكل شبه يومي، ذلك لأن شهر رمضان الكريم سيهلّ علينا ببركته في أوائل شهر يوليو، وبالتالي تنوعت خطط المواطنين للسفر، كل وفق ظروفه الاجتماعية، وليست ظروفه المادية، فالبنوك مفتوحة للاقتراض الصيفي، وحكومتنا ومجلسنا - والحمد لله - «ما يقصرون، يطيحون فوائد القروض عن المواطنين.. وهكذا»، فمنهم من يستعد للسفر قبل حلول شهر رمضان المبارك ويعود ليقضيه في الديرة، ومنهم من يقرر السفر بعد أيام العيد السعيد.. أما محبو السفر لمدد طويلة، فلا يبقى أمامهم إلا التوجه إلى دول عربية، يقضون في ربوعها الجميلة ومناخها المعتدل اللطيف شهر رمضان الكريم.. مثل الشقيقات: سوريا، مصر، تونس ولبنان.. نقول مثلا.. ولكن؟!

***
يا جماعة، اشرايكم نتفق جميعا، مواطنين ومقيمين، ونقضي هذا الصيف في ربوع الديرة الحبيبة، حتى نتأكد من أن «الكهرباء» صامدة مثلنا؟.

منى الشافعي
تم النشر في القبس  2013/05/ 26
 
alshafei_m