برنسيس إيكاروس

Saturday, January 18, 2014

الموسيقى لغة المشاعر والأحاسيس



كتبت منى الشافعي
 


تفتِّت جمود الحياة اليومية الصعبة .. وما أكثرها هذه الأيام

**************

ليست المرة الأولى التي أكتب فيها عن الموسيقى، لأنها دائماً تغريني كلغة إنسانية راقية وجميلة .

يقول المؤلف الموسيقي الهنغاري زولتان كواري: "الإنسان من دون موسيقى ناقص، وبعيد عن التكامل" .

والمعروف أن الموسيقى يذكرها التاريخ، وتغص بها الأساطير القديمة، والروائع المتنوعة، وترددها الطبيعة بحفيف اشجارها، وهياج عواصفها، وثورة براكينها، ورعود سمائها، وهطول امطارها، كما ترددها الأديان والعقائد على اختلافها بطرق جميلة واساليب مختلفة، وبالتالي يعشقها الكون بكل اسراره، وتحبها الطبيعة بكل حيواتها، لأنها نبض القلوب الإنسانية، وإيقاع خطواتها ودبيبها.

انها اللغة الجميلة التي خص بها الخالق، جلّ جلاله، الطبيعة بكل مكوناتها، وكائناتها.. فلماذا يرفضها البعض مِنّا؟.

***

مؤلم، ونحن في القرن الحادي والعشرين، ونجد بيننا مَنْ لا يتقبّل شيئاً حضارياً اسمه الموسيقى، وآلاتها المتطورة الحديثة! والأنكى أن هؤلاء يجيزون لأنفسهم تحريمها على الآخر. ذلك لأنهم لا يدركون انها عنصر ثقافي حضاري للاستمتاع، ولتهذيب النفوس، وللمشاركة في تربية الإنسان منذ طفولته المبكرة وحتى كهولته، ولها مردود حيوي على حياته. كما أنها لعبت ادواراً كبيرة في العملية التربوية ولا تزال، منها الدور الوجداني والحضاري والعلاجي. والأهم الدور القومي والوطني التهذيبي، وغير ذلك الكثير من الأمور الحياتية، وبالتالي اصبح من الضروري الا نحرم أبناءنا منها.

يا جماعة، متى نعي ان الموسيقى لغة تخاطب اعماق الانسان مباشرة، وهي لغة الانفعالات والعواطف، تُفتت جمود الحياة اليومية الصعبة؟! وما أكثرها هذه الايام! أبَعدَ كل هذا يأتي مَن يعتبرها نوعاً من الترف ويحتقر آلاتها الحديثة، وبالتالي تُشكل له ازمة، يجب بترها والتخلص منها، ويحرّمها على ابنائنا، علماً بأنها ارقى انواع التسلية البريئة وأسماها في الوجود؟!

منى الشافعي

m_alshafei@hotmail.com

@alshafei_m

 القبس 18 يناير 2014

 

Friday, January 10, 2014

.. مظلومة السنة

كتبت منى الشافعي 

.. مظلومة السنة

• علينا إنهاء الحروب والصراعات الطائفية ومحاربة العنف والظلم والقتل.
                                                  ******

تنتهي سنة وتبدأ سنة أخرى جديدة لتشرق بيضاء ناصعة، وكلنا كبشر لدينا مساحة واسعة تسكنها طموحاتنا، وتملؤها أمنياتنا الممتدة وتطلعاتنا المتجددة دائماً.

لذا، وقبل أن نلقي اللوم على «السنة»، فالنجاح في الحياة وتحقيق الطموح لا يأتيان ببساطة، بل برسم الخطط والاهداف المدروسة التي نحلم بتحقيقها، ثم نجتهد ونكد ونسعى الى تحقيقها، بما يتماشى مع قدراتنا الشخصية وإمكاناتنا، والواقع الذي نعيش من خلاله، على ألا نغفل دورنا في تحقيق التنمية والاستقرار والاطمئنان والامن والامان لوطننا كل من موقعه ووفق مسؤوليته، وبالمشاركة الفاعلة مع الآخرين في جميع الامور الحياتية الايجابية، حتى نكون بمستوى التحديات العالمية التي تحيط بنا من كل حدب وصوب، وذلك لان العالم اصبح اليوم قرية صغيرة، ولان اوطاننا، ومستقبل ابنائنا امانة في اعناقنا، وليست امانة في عنق «السنة».

***

تلك هي الايام الاولى من «السنة الجديدة 2014»، وبالتالي يجب علينا كبشر أن نعدها ــ السنة ــ بأننا سنعمل بكل طاقاتنا وامكاناتنا البشرية، وبقلوبنا الانسانية التي تنبض بالحب والخير للآخرين، على القضاء على الفساد والمفسدين في كل مكان في العالم، لنطهر منه البشرية التي تلوثت بسمومه، وتلطخت بأنانيته، وبكل قوة نحارب العنف والظلم والقتل، وبكل عزيمة وثقة نقضي على الارهاب بكل صوره وناسه، وكي تحبنا «السنة» وتحترم انسانيتنا، يجب علينا انهاء الحروب المشتعلة في اكثر من مكان، والصراعات الطائفية الدموية التي زعزعت حالة البشر وارهقتهم، وان نسعى بكل رغبة لحل القضايا والازمات وكل الامور العالقة بين الشعوب والامم بلغة السلام، حتى تتحقق للجميع العدالة الاجتماعية والمساواة والحرية في العالم.

ان وعد الحر دين عليه.. وكل سنة والعالم اجمل وارقى وانقى.. اهلاً بسنة 2014 وشكرا لسنة 2013 على كل ما قدمته من حلوها ومرها.

منى الشافعي

m_alshafei@homail.com

alshafei_m@

القبس 10 يناير 2014

Saturday, January 04, 2014

... نحتاج صحوة



كتبت منى الشافعي

 ... نحتاج صحوة

علينا أن نعود إلى وعينا، ونسعى إلى خلق بيئة جديدة ونظيفة، تجمعنا على المحبة والتسامح

************************
 نشرت جريدة القبس أخيراً صفحتين متقابلتين تحت عنوان «أفراح العالم.. وأتراح العرب»، إعداد الزميل وليد قرضاب. تتزين الصفحة الأولى بالصور الزاهية المعبّرة عن فرحة العالم باستقبال عيد ميلاد السيد المسيح - عليه السلام - ورأس السنة الميلادية

أما الصفحة المقابلة التي أوجعتني حد البكاء، كما آلمت كل عربي شريف، فكانت حزينة تضم صور المشرّدين والجياع والمرضى، والمفخخات والأشلاء والركام، ودماء الأبرياء المسكوبة على أسفلت الشوارع والطرقات التي اعتادت عليه، والخراب والدمار الذي طال سوريا، ليبيا، مصر، تونس، اليمن، والعراق

***
أيها العرب، متى نصحو لنتحرر من أنفسنا؟ كيف نقف لنواجه تحديات هذا العصر العاصف، الذي حولناه وبالاً ومصائب علينا؟! فبدل أن نسعى لنصبح منظومة عربية متحدة، فاعلة، قوية، مؤثرة بمن حولها من منظومات العالم الأخرى، التي توحدت وارتبطت بعضها ببعض اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، أخذنا نتفكك، لنعود الى عصر الدويلات الصغيرة، وفق الطائفة، العقيدة، القبيلة، أو.. أو، حتى أخذ الضعف يدب في جسد الأمة. ما نخشاه مع مرور الوقت وازدياد حدة هذا الصراع الأخوي، وهذه الحروب الأهلية، وثورات ما يسمى «الربيع العربي»، ان تهرم أوصالنا وتصبح غير قادرة على حملنا، ثم نتفتت أكثر وأكثر لنتلاشى. مع اننا، لو انتبهنا قليلاً لوضعنا التاريخي والجغرافي، حتماً فلن نغفل اننا كعالم عربي، تربطنا روابط لن نجدها في أي منظومة / مجموعة عالمية أخرى، كاللغة، الدين، التاريخ، العادات والتقاليد، الآمال والطموح، وغيرها

***
وبالتالي، حتى نخرج من مستنقع ما يسمى «الربيع العربي»، ونودع العنف والرعب والشراسة، والطائفية البغيضة، والقتل على الهوية، وسفك دماء الأبرياء، وتهجير الأطفال والنساء، وتفتيت الأسر الآمنة، وقبل ان نغرق لنندم، وحتى نعود إلى الحياة الحضارية مرة أخرى، يجب علينا ان نعود الى وعينا ونسعى جاهدين الى خلق بيئة جديدة نظيفة تجمعنا على المحبة والتسامح، خاصة في الأديان والمعتقدات، وتدفعنا بقوة الى التكتل والتراحم والتكاتف والتعاون بعضنا مع بعض، ونبذ الأحقاد والضغائن. والأهم ان نتسلح بالعلم والثقافة والمعرفة ونواكب التطور الحضاري ونتحداه، لا أن نتسلح بالبندقية والرشاش والمفخخات اللئيمة، وإلا يا عرب، فسنظل في عزلة يفترس أحدنا الآخر حتى ننتهي!

 هل هذا ما نطمح إليه ونتمناه لمستقبل أمتنا العربية، ومستقبل أجيالنا القادمة؟! لا أعتقد

منى الشافعي

m_alshafei@hotmail.com
alshafei  _m@

تم النشر  في 2013/12/26
 

... تحية إلى الزين الصباح




كتبت منى الشافعي

                         ... تحية إلى الزين الصباح  


هدفها تسليط الضوء على ظاهرة العنف الشرسة التي أخذت تكبر وتتسع في الديرة

*******

استوقفني اليوم الماراثوني الذي يحمل شعار «لا للتنمّر»، والذي أقيم أخيرا تحت رعاية وزارة الدولة لشؤون الشباب، وبحضور أعضاء الوزارة. وكانت الشيخة الزين الصباح، وكيلة وزارة الدولة لشؤون الشباب أول الفاعلين والمشاركين في هذا الماراثون الشبابي، فتحية لها على تشجيع هذه المبادرة الإنسانية، واللفتة الطيبة، المقدمة من قبل شباب كويتي مخلص لديرته، ولسمعة وطنه في الداخل والخارج. فلهم أجمل تحية على هذا الوعي الراقي والرؤية البعيدة التي تبين أن الكويت لا تزال بلد القيم العريقة والمفاهيم المتحضرة.

***

حين قرأت الشعار «لا للتنمّر» وتأملت معناه، شعرت بغصة. هل فعلا تغيرت ديرتنا اليوم بمفاهيمها الإنسانية الراقية، وقيمها الأصيلة، لتصل إلى بعض الممارسات اللا إنسانية، والظواهر السلبية المرفوضة اجتماعيا ودينيا، بحيث أخذت تنخر في جسدها الطري، لدرجة أن الإنسان الطيب، السوي، الآمن، أصبح لا يدري ما هو مفهوم الإنسانية، ولا كيف يميزها، أو يقيمها على أرض الواقع الذي نعيشه اليوم، ونخشى عليه من الأبعد؟

نعم، إن شعار «لا للتنمّر» هدفه الأساسي، تسليط الضوء على ظاهرة العنف الشرسة التي أخذت تكبر وتتسع في الديرة من أغلبية فئات المجتمع، خصوصاً الشباب الذي هو مستقبل الديرة واستمرار حاضرها، حتى أصبح الخز/إطالة النظر، جريمة تؤدي إلى الشجار والعراك والقتل. أما هدف الشعار الأكبر فهو تنقية قلوب أهل الديرة من التلوث الناتج عن الأنانية والنرجسية، وكره الآخر المختلف، والتعالي عليه.

***

إذاً، لا بد من صحوة حضارية وإن كانت بسيطة، توقظ قيمنا الأصيلة، ومفاهيمنا الراقية، التي فطرنا عليها، من غفوتها التي طالت، لتعود إنسانيتنا المفقودة، لتحتوي ديرتنا الجميلة من جديد، تلك الديرة التي نحبها ونخشى عليها من تلك الظواهر السلبية اللاحضارية.

نعم، كنا ولا نزال في حاجة إلى مثل هذه المبادرات الإنسانية الرائعة التي تبين للعالم أننا لا نزال بلدا حضاريا، يحارب العنف وينبذه، ويحترم الآخر، ويقدر وجوده بيننا، واننا نؤمن بأن الدين المعاملة، خصوصاً إذا بدرت من شباب الديرة الطيبين.. هنيئا لنا بشبابنا الجميل

منى الشافعي

m_alshafei@hotmail.com

@alshafei_m

تم النشر في 2013/12/18

 

 

 

 

 

 

الهدايا بين الأمس واليوم



كتبت منى الشافعي

الهدايا بين الأمس واليوم

الهدايا على بساطتها تثير السعادة في نفوسنا، وتهز مشاعر الشكر والامتنان عندنا
*********************************

حضرت عيد ميلاد طفلة في السابعة من عمرها. فجأة وهي ممسكة بذلك الجهاز الالكتروني، والفرحة تقفز من عينيها، تذكرت الأمسين القريب، والأبعد قليلاً. ففي مناسباتنا الخاصة، كأعياد الميلاد، والنجاح، والزواج، وغيرها، كانت الهدايا جميلة بسيطة، مشحونة بمعاني الحب والود والتقدير، حسب الشخص المحتفى به وحسب المناسبة. كنا كباراً وصغاراً - من الجنسين - نقنع بزجاجة عطر، بكتاب جديد، نفرح بقلم تزينه وردة، او شريط لموسيقى عذبة، او ساعة او قطعة مجوهرات بسيطة - للنساء طبعاً - وحتى نسعد بباقة ورد جوري ملون. وغير هذا وتلك من الأشياء الرمزية الجميلة. كانت هذه الهدايا على بساطتها تثير السعادة في نفوسنا، وتهز مشاعر الشكر والامتنان عندنا، وتخلق صورة جميلة تستقر في الذاكرة طويلاً.

أما هدايا اليوم، فمع تغير الحياة، وتسارعها في كل المناحي والمجالات، وبغفلة منا، وحين افقنا شعرنا كم تبدلت تلك الهدايا، وتغيرت في كل المناسبات، ومع كل الفئات والأعمار، وأصبحنا كأننا مسيّرون، نسارع الى شراء تلك الاجهزة الالكترونية الشخصية الحديثة والاحدث كهدايا لمن نُحب، لأننا على يقين بان هذه الاجهزة ما يطمح لها المحتفى به، والأنكى حتى طفل ما قبل المدرسة، امنيته الحصول على «الآيباد»، أو «الآيفون»، او «اللابتوب»، او «الآيبود» وغير ذلك من ألعاب الاطفال الالكترونية. ومن الملاحظ ان هذه الاجهزة تتطور وتتغير شكلاً ومضموناً بأسرع من الليزر، اي قبل ان يأتي عيد ميلادك المقبل، إلاّ وتتمنى ان تحصل على الجهاز المتطور الجديد الأخف، الأصغر، لا فرق. أما عن شركات الإنتاج لهذه الأجهزة فحدِّث ولا حرج، لكل منها مذاق الكتروني خاص، ونكهة مميزة، تُرضي بها غرورنا جميعاً، كبيرنا قبل صغيرنا. المؤسف هنا، نحن كمستهلكين، نتسارع لنحصل على كل ما هو جديد ومميز لا ادري، هل هي حاجة ملحّة، أو تباهٍ، أو كما يقول المثل «حشر مع الناس عيد»؟

هل يتذكر أحدنا اول جهاز حصل عليه قبل عقدين تقريباً، يُسمى «البيجر»؟! لقد كان وقتها اختراعاً مذهلاً. أين تجده اليوم؟! أعتقد في متاحف الذاكرة

لو نظر أحدنا الى احد ادراج مكتبه، لوجد عدداً لا يستهان به من هذه الأجهزة الشخصية الالكترونية، التي تراكم بعضها فوق بعض في هدوء وسلام، ذلك خلال عقدين فقط

بصراحة، العاقل مِنَّا - الكبار - هو مَنْ يقنع بجهاز موبايل قديم، يلبّي حاجته فقط عند الضرورة، ولكن، أشك في وجود هذا الشخص بيننا، خاصة هذه الأيام.
منى الشافعي


تم النشر في القبس  2013/12/ 01

تحية إلى الكاتب حسين شبكشي






كتبت منى الشافعي
 

القبس 28 نوفمبر 2013

تحية إلى الكاتب حسين شبكشي

***************

الكويت رغم كل شيء ستعود مرة أخرى عروس الخليج، والمواطن متفائل بحركات الإصلاح والتغيير المقبلة، والتعامل بشفافية

************************************

الكاتب الأخ حسين شبكشي، كتب في جريدة الشرق الأوسط السعودية، مقالاً يقطر محبة للكويت وأهلها، كما جاء معبّأ بالحزن والحسرة على كويت اليوم، تحت عنوان «الكويت التي أحب والتي أخاف عليها».. يقول شبكشي: «أتابع بحزن وقلق الأخبار المتكررة الصادرة من الكويت عن السجال القديم / الجديد بين مجلس الأمة والحكومة فيها، وأسترجع شريطاً طويلاً من الذكريات عن بلد مهم في العالم العربي"

***

استرجع الاستاذ شبكشي صورة الكويت الاستثنائية التي تكونت عنده منذ الصغر، فذكر انها كانت منبر الفن الخليجي الأول بامتياز، وان مجلة العربي خرجت من الكويت، كما أفرزت الكويت في الغناء نجوماً، وفي السياسة والفكر رجالاً، وللكويت الفضل في نشر مفهوم البرلمان الحر، والشعبي في فكرة الديوانية. كما ذكر المرأة الكويتية التي وصلت الى الوزارة وإلى مجلس الأمة، وغير ذلك من المناصب والنجاحات. ولم يغفل تقدم الكويت في الأعمال الحرة والاقتصاد والاستثمار

* * *
يقول في مقاله: «الكويتيون اختزلوا علاقتهم ببلادهم بتدليلهم لها بكلمة واحدة فيها المعنى كله، وذلك بكلمة «الديرة»، وهي كلمة جامعة وشاملة، فالكويتي يتغنى بعشق بلاده، ويرفرف علمها من قلبه"

* * *
أعجبتني كثيراً هذه المقالة، وبقدر ما أعجبتني أوجعتني، أما كلمة «الديرة» فاستوقفتني طويلاً. صدقت استاذ حسين، فالكويت اليوم تعيش حالة أزمات من كل زواياها، وجوّاً رمادياً يخيّم على الديرة، لم تنقشع ضبابيته منذ فترة طويلة، أتعبتنا، خاصة مع تلك الأجواء العاصفة في أروقة مجلس الأمة، وتحت قبة عبدالله السالم، بالاستجوابات المتكررة، الممتدة التي أصبحت شعار المجلس بامتياز، بلا نكهة ولا رائحة طيبة

أما الفساد الذي أخذ يعشش في كل مكان، فها هو يستشري في جسد الديرة الطري، فيرهقه ويقضي على نضارته وتألقه. أما أزماتنا الاقتصادية فحدِّث ولا حرج، فهي شائكة ومعقدة، طالت الأخضر واليابس، والأهم حين تبحث عن المسؤولية تجدها

مفقودة، وبالتالي أصبحت الديرة، تعاني شللا تاماً في الحراك الاقتصادي، وعليه توقفت عجلة التنمية حتى صدأت. أما التعليم فيشكو مناهجه التي انتهت صلاحيتها منذ قرن

الرعاية الصحية تركض /تجري الى الخلف، تتبعها المشكلة الاسكانية. التركيبة السكانية أصابها خلل معقد، والانفلات الأمني ازدادت حدته في السنوات الأخيرة، هناك كثير من الجِراح التي لم تندمل بعد، حتى الحرية الشخصية أصبحت بضوابط، تسيرها الفتاوى والوصاية من البعض باسم الدين، ناهيك عن احترام الرأي والرأي الآخر، الذي ضاع بين الناس. والهموم كثيرة، والمعاناة متعددة الأوجه والزوايا

تحية مضاعفة لعبارتك الأخيرة، التي انهيت بها مقالتك النجمة: «اللهم احفظ الكويت وأهلها من الفتن"

منى الشافعي

m_alshafei@hotmail.com

 @alshafei_m

 

أولويات المواطن



أولويات المواطن 

كتبت منى الشافعي  

أولويات المواطن ليست خافية على أحد، وهي واضحة في كل القطاعات المعطّلة ويعشش فيها الفساد.. حركوا التنمية يتحرك كل شيء.
**************************************************************************************************** 

يرن جهاز «الموبايل» ترد: آلو.. على الطرف الآخر يأتيك صوت لإحدى الأخوات، تطلب باحترام: ممكن آخذ من وقتك دقائق؟ تفضلي أختي.. تسألك: ممكن أعرف ما أولوياتك؟!.. هذه المكالمة مصدرها مجلس أمتنا الجديد، مهمة المكالمة طرح استفتاء على المواطنين حول أولوياتهم للمرحلة الجديدة المقبلة.

يا مجلس أمتنا الشبابي الجديد، أولويات المواطن الكويتي واضحة وضوح الشمس في عز الظهر، رددها الصغير قبل الكبير، وحفظها القاصي قبل الداني.

وإذا كان لا بد من الاستفتاء، فالمواطن يطالب مجلسه الجديد بتطوير التعليم عامة، والاهتمام بمتطلبات وقضايا الشباب خاصة، وذلك بالعناية بتأهيلهم، والتركيز على توعيتهم في كل مناحي الحياة والاهتمام باستثمارهم، لأن تطوير الشباب هو الاستثمار المستقبلي الناجح للوطن، ولأنهم القدرة الكبيرة على العطاء، وهم الذين سيقودون الديرة. لذا يجب أن تذلل كل المعوقات والصعوبات التي تعترض طريق طموحهم وتقدمهم، ونقدم لهم كل احتياجاتهم حتى ينجحوا.

المطلب الثاني الملح هو الرعاية الصحية، ما دمنا في حاجة إلى مواطن سليم معافى، فبالتالي يجب علينا أن نهتم برعايته صحياً، فهل يعقل اننا ديرة نفطية غنية، والحمد لله، ورائدة في كل مجالات الحياة، نفتقر إلى وجود مستشفيات ومراكز صحية حديثة متطورة، تفي بحاجة المواطنين والمقيمين وتزيد؟! كما نعجز عن طرح برنامج/نظام تأمين صحي متكامل للمواطن والمقيم! أما العلاج في الخارج فقد عجزت الأقلام وجفت الصحف وهي تطالب بالقضاء على الفساد الذي طال هذا الجانب الصحي الحيوي.

المطلب الثالث الأكثر إلحاحاً هو الالتفات إلى حالات ليست قليلة من الانفلات الأمني الذي أودى بحياة أبرياء، والتعرف على مسبباته، ومن ثم التركيز على علاجه، حتى لا يتفشى ويصبح ظاهرة.

وهنا يطالب المواطن باستعادة حالة الهيبة والقوة للمسؤولين والقائمين على الأمن الداخلي في الديرة، حتى يأمن الجميع على حاله وماله وممتلكاته.

***

حين تركز الدول على تنمية الفرد/المواطن ليزداد تطوراً، تلتفت بجد إلى شمولية التنمية، التي باختصار شديد تشمل جميع مناحي الحياة.. ولكي تتحرك عجلة التنمية وتعود إلى حالة دورانها الرائد الجميل، وتنمو هذه الأولويات الحياتية وتتطور وتزدهر بما فيها المواطن نفسه.. نحتاج إلى بيئة آمنة، مطمئنة ومستقرة، في الداخل والخارج

هذه أهم أولويات المواطن يا مجلسنا الجديد، وعساكم على القوة.

منى الشافعي       تم النشر في 2013/09/07

 

وانقطع التواصل الشفاهي بيننا





وانقطع التواصل الشفاهي بيننا

بقلم منى الشافعي

******

أجهزة التواصل الحديثة سهلت حياتنا لكنها قد تكون زادت من المخاطر التي تحيط بنا.. فهل يمكننا تقنين استخدامها ؟

*************************************************************************

   تابعت مقابلة الدكتورة ناهدة الزهير، في برنامج «اليوم السابع» على شاشة «قناة الوطن». شدتني المقابلة حين تحدثت الدكتورة الزهير عن خطورة التعامل اليومي المكثف مع اجهزة التكنولوجيا الحديثة التي غزتنا بأشكالها وأحجامها، من آي فون وآي باد ولاب توب، وبرامجها المتنوعة وبخاصة برامج التواصل الاجتماعي من واتس آب وتويتر وفيسبوك وانستغرام وغيرها.

    وأنا مندمجة أتابع حديث الدكتورة ونصائحها العلمية القيمة للحد من خطورة استخدام تلك الأجهزة، نظرت حولي، فانتبهت إلى أنني محاطة بعدد لا بأس به من هذه الأجهزة الخطرة، وفي الوقت نفسه تسمى الذكية. فالآي فون بين يدي، والآي باد مع الشاحن على بعد خطوتين مني، واللاب توب يستقر على طاولة المكتب، وتلك الأجهزة الأخرى المكملة حوله! وأمامي التلفزيون بشاشته المسطحة، والريموت كنترول أقرب.


   ذهلت، كل هذه الأجهزة لشخص واحد.. كيف التصقت بيومنا بقوة، وجعلتنا مدمنين، متعلقين بها الى حد الهلع من فقدانها، بحيث لا نستطيع الاستغناء عنها ولا حتى لساعة في اليوم الواحد.. كيف أصبحت بذكائها تستعبدنا، وتدير حياتنا اليومية بغفلة منّا؟!


     الدكتورة ناهدة، تؤكد علميا، أن هذه الأجهزة تبث عبر شاشاتها، ومن خلال لمسها وقربها منا، ذبذبات مضرة بالصحة. وبالتالي يجب علينا ان نحد من التعامل اليومي معها، والأهم يجب ان تكون بعيدة عن غرف النوم
كما أكدت ان عملية السجود اليومية خلال صلواتنا، كفيلة بامتصاص هذه الذبذبات، إذا طالت فترة السجود قليلا.

***

يظل التواصل بكل صوره، مطلوبا بين الناس لأنه اساس الترابط، فما بالك بوسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، التي ساعدتنا على الاتصال السهل البسيط بالعالمين الداخلي والخارجي. وبالتالي أصبحنا جميعا مُرسِلا ومُستقبِلا، وما بينهما من رسائل مختلفة في مواضيعها، متنوعة في ايجابياتها. حتى أصبحت جزءا أساسيا من وسائل الثقافة العامة، والترفيه، والأهم التواصل الاجتماعي بين الناس. ولكن، لن نغفل الوجه الآخر السلبي لهذه التكنولوجيا الحديثة التي استخدمها البعض لأمور اخرى لا تليق بالإنسانية، ولا تقترب من القيم الراقية، وبعيدة عن المبادئ الجميلة.. وهذه خطورة من نوع آخر !

لن نغفل أيضا، انها - وسائط التواصل - أثرت في وسائل الحياة التقليدية، سواء في الثقافة أو المعرفة وحتى العلم. كما أثرت بشكل واضح في التواصل الشفاهي بين الناس.

منى الشافعي


alshafei_m@

 

 

العلاقة بين المعلم والتلميذ





كتبت منى الشافعي
العلاقة بين المعلم والتلميذ


   العلاقة بين المعلم وتلاميذه علاقة خاصة جداً، فيجب أن يقوم المعلم إلى جانب وظيفته التعليمية، بدور الأب أو الأم بالنسبة للطفل، فعليه أن يحنو عليه بجانب تعليمه مناهج الدراسة

                **********************************************

انتشرت صورة على مواقع التواصل الاجتماعي لتلميذة صغيرة، والعلكة ملتصقة بشعر رأسها بشكل مؤلم، فكان تفاعل الرأي العام واضحاً، بحيث قرأت العديد من عبارات الاستنكار والاستغراب من منظر هذه الصغيرة. ولكن كيف حصل ذلك، ولماذا؟!

* * *
نشرت جريدة الوطن خبراً لحادثة غريبة، غير لائقة.. يقول الخبر: «سببت علكة كانت مع تلميذة إلى التوصية بإنهاء خدمات معلمة، وفصلها من العمل بسبب التصرف الخاطئ الذي قامت به تجاه التلميذة، عندما لاحظت في فمها علكة أثناء الحصة الدراسية، فطلبت من التلميذة إخراجها، وبعد أن قامت بإخراجها، أخذتها منها وألصقتها بشعر رأسها، الأمر الذي أوقعها في حرج أمام زميلاتها التلميذات.. وبدأت في البكاء .

* * *
لماذا أخذنا نسمع في الآونة الأخيرة بعض الحوادث غير السوية في المدارس، بدأت بعقاب لفظي بسيط من المعلم موجهاً إلى التلميذ المخطئ، ولكن تمادت هذه الحوادث أحياناً إلى سلوك قاسٍ، كضرب التلميذ، أو إهانته، أو السخرية منه والاستهزاء العلني به؟! ألا ندرك ان هذه أمور شديدة التأثير سلباً في العلاقة بين المعلم والتلميذ، التي يجب أن تكون إيجابية، متينة، متماسكة، دافئة كحنان الأمومة، وليست علاقة عدوانية، لأن علاقة المعلم بالتلميذ تعتبر من أسمى العلاقات الاجتماعية التي تصادف التلميذ في حياته الدراسية؟

* * *

تقوم العملية التربوية على أهم عنصرين، المعلم والتلميذ: لذا على المعلم قبل أن يكون معلماً، أن يكون مربياً مكملاً لدور البيت في تربية الأبناء، كما يحتاج أن يكون لطيفاً، بشوشاً، متسامحاً، يتمتع بسلوك متميز في تعامله مع تلامذته، خاصة الصغار، وألا يعاملهم بفوقية، واجبه التربوي أن يحتويهم بطيبته وإنسانيته حتى يندمجوا معه بكل براءتهم وعفويتهم، لأن التلميذ يحتاج إلى بيئة حاضنة تحبه، تحترمه، تساعده على الإبداع والنجاح في مسيرته الدراسية، أما إذا ساءت هذه العلاقة بينهما، فحتماً ستؤثر سلباً في مستقبل التلميذ الدراسي. وبالتالي على المعلم التربوي الذي يحترم مهنته ويقدّسها، أن يراعي الجانب النفسي للتلميذ المخطئ، وأن يسامحه ويمنحه بكل ود فرصة أخرى لتصحيح أخطائه. هذا هو المعلم، المربي الصالح.

***

نعم وبكل ثقة، تستحق هذه المعلمة، اللامربية، إنهاء خدماتها، وفصلها من عملها التربوي بسبب تصرفها الخاطئ اللاإنساني، الذي أساء إلى نفسية التلميذة الصغيرة البريئة. فهل يتحوّل دور المعلم التربوي الذي يعمل في وزارة تسمى «التربية» إلى دور متسلط، قاسٍ، ويغفل أن عيالنا، فلذات أكبادنا، أمانة تركناها بين يديه وفي عنقه؟!

منى  الشافعي

القبس / السبت 16 نوفمبر 2013