برنسيس إيكاروس

Saturday, September 27, 2014

الكهرباء نعمة.. فلنحافظ عليها


كتبت منى الشافعي

الكهرباء نعمة.. فلنحافظ عليها

*****

ماذا نفعل من غير هذه الساحرة التي تسيّرنا؟

لم أكن أتصور أن أقل من 12 ساعة من انقطاع التيار الكهربائي عن بيتنا يؤدي إلى شلل تام في جسم حياتنا اليومية، وينثر الهدوء والسكون حولنا. يبدو أن الكهرباء أصبحت تستعبدنا بإرادتنا، وتتجذر في كل ذرة من ذرات حياتنا المادية، لتنعكس بقوة على حالتنا النفسية لحظة الانقطاع، بحيث نصبح شبه تائهين، حائرين، ماذا نفعل من غير هذه الساحرة التي تسّيرنا؟! فقد اعتمدت معظم مناحي حياتنا اليومية على هذه الطاقة الجبّارة.

حدث، يوم السبت الماضي من صباحه حتى مسائه خلل كهربائي عام، طال أكثر من بيت وأكثر من قطعة في منطقتنا. بحيث أخذت الطاقة الكهربائية تخبو وتضعف فجأة ثم تنطفئ لثوان، لتعود مرة أخرى ضعيفة، وهكذا عدة مرات حتى انقطع التيار الكهربائي عن كل الأجهزة الكهربائية في البيت، وأهمها المصعد والتكييف المركزي، ناهيك عن الأجهزة الكهربائية والتكنولوجية الأخرى التي أصبحت عصب الحياة اليومية في هذا الزمن. وهكذا شُلّت حركة أفراد الأسرة من صغيرنا إلى كبيرنا، وتوقفت خططهم وأعمالهم ذلك السبت!

***

من المواقف التي حدثت معي إلى حدّ الفزع، والحمد لله مرت بسلام، أنني كنت داخل المصعد، وما إن فتح الباب لأخرج، وخلال ثانية فقط، حتى انقطع التيار الكهربائي عن المصعد.. تنفست الصعداء.. ولكنني تخيلت نفسي، والظلام يحيطني داخل هذا المصعد، والخوف يسكنني، ثم ماذا لو كنت وحدي في البيت في تلك اللحظة الحرجة؟!

نحمد الله أيضاً أن الانقطاع حدث يوم السبت، وأن الطقس كان أقرب إلى الجو الخريفي منه إلى الصيفي الحار، فتحمّلنا يومنا من غير تكييف. وهنا بدأت أتخيل.. كيف كان الإنسان يحيا/يعيش قبل اكتشاف الكهرباء، وقبل اختراع تلك الأجهزة الكهربائية والإلكترونية المتنوعة والمختلفة في وظائفها؟! والجميل أنني تأكدت أن الكهرباء ليست فقط عملية إنارة ليلية للتغلب على الظلام، إنما هي عجلة مهمة تساعدنا على إدارة حياتنا اليومية بسهولة.

وبالتالي، نتمنى علينا جميعاً أن نبتعد عن الهدر والإسراف في استخدامها، غير متناسين أنها نعمة يجب أن نحافظ عليها. كما نتمنى من وزارة الكهرباء، العمل على ألا ينقطع التيار الكهربائي هكذا فجأة عن البيوت الآمنة، نتيجة إهمال أو أخطاء بشرية غير مسؤولة، ربما يسبب بعض الحوادث وكثيراً من الإزعاج للمواطن

الرحمة للعلماء الذين اكتشفوا الكهرباء، واخترعوا توابعها، بداية من العالم الأميركي توماس أديسون مخترع المصباح الكهربائي، ونهاية بغيره من العلماء الآخرين

منى الشافعي

m_alshafei@hotmail.com

@alshafei_m

جريدة القبس 27 سبتمبر 2014

Saturday, September 20, 2014

الدكتورة حنان السعيد .. تحية !



 
كتبت منى الشافعي
 
الدكتورة حنان السعيد.. تحية 
نطالب ونطمح إلى أن تبادر وزارة التربية لوضع خطة آنية وطويلة الأمد لتطوير التعليم
******
   وأنا أتابع باهتمام مقابلة د. حنان السعيد، أستاذة المناهج وطرق التدريس في وزارة التربية خلال برنامج «مع التقدير» على قناة سكوب الأسبوع الماضي، تذكرت أنني كتبت أكثر من مقالة، ولا أزال، حول تطوير العملية التعليمية في الديرة، التي حقاً لم تعد تتماشى وتتوافق مع روح العصر المتسارعة.
   كانت المقابلة بمناسبة عودة عيالنا / التلاميذ إلى المدارس. حيث دار معظم الحديث حول هذا الموضوع الحيوي الشائك، الذي شغلنا جميعاً نحن أولياء الأمور، فكلنا نطمح إلى تطوير التعليم وتحديث المناهج وتعديلها، التي باتت مهترئة، تجريبية لا تواكب عصر التكنولوجيا المتطورة، ولا زمن المعلوماتية المتسارعة، ولا طموح المواطن، ففي بداية كل عام نطالب ونطمح ونتمنى على وزارة التربية أن تبادر بوضع خطة آنية سريعة وطويلة الأمد، لتطوير التعليم وتغيير مناهجه، متمنين مخرجات على مستوى طموحنا، حتى نطمئن على عيالنا، مستقبل الديرة، ولكن نصطدم بتعثر تفعيل عملية التطوير.. لماذا؟! والإمكانات المادية والمعنوية متوافرة، لاسيما ونحن جزء من نسيج هذا العالم المتطور.. فلماذا ننسلخ عنه ونبتعد عن عصره؟!
***
     وبالتالي، نرى أن الوقت يلح علينا أن نلتفت بكل طاقاتنا إلى تطوير المنظومة التعليمية وتعديلها، هذا ما أكدت عليه د. حنان السعيد، بأن عملية التطوير التعليمي أصبحت قضية ملحّة، يجب علينا أن نسعى لتحقيقها حتى نستطيع أن نواجه ونقاوم تحديات هذا العصر بقوة وفاعلية. كما أن التطوير جزء مهم من عملية التنمية البشرية للدولة، وواجب وطني مطلوب.
إن من أهم ما تطرقت له د. السعيد خلال اللقاء، تأكيدها على الابتعاد عن عملية الحفظ التقليدية /الصّم/ التلقين، السائدة في عملية التدريس في الوقت الحاضر. وطالبت بمناهج تنمي ملكة التفكير، وتحفز الخلق والإبداع والابتكار لدى التلاميذ، وتشجعهم على النقاش والحوار والبحث العلمي.
***
      المقابلة كانت إيجابية، فقد كفّت ووفّت د. حنان حين تطرقت إلى قضايا ومشاكل ومعوقات التربية والتعليم في الديرة، وطرحت حلولاً واقعية من واقع خبرتها لبعض المشاكل التربوية، متمكنة من كل ما بينته وطرحته بشفافية. يسكنها الهم الوطني ومستقبل الشباب، ثروة الوطن، لها مبادرات رائعة في مجال التربية - لا يتسع المجال لذكرها - وبالتالي نتمنى على المسؤولين في وزارة التربية الالتفات والاستعانة بالدكتورة حنان، وطاقاتها المتميزة، كونها ناشطة في المجال التربوي، إلى جانب عملها، متمنين تحقيق كل مبادراتها التربوية الطيبة.. مع التحية!
منى الشافعي
القبس 20 سبتمبر 2014
 
 
 
 

 

Friday, September 19, 2014

لا يوجد عندنا واي .. فاي .



لا يوجد عندنا «واي.. فاي»!
 
نقلة إنسانية رائعة ، تعيدنا إلى حميمية حياتنا اليومية العادية الجميلة.
 
 ******
   «عندنا واي.. فاي»..  هذا الإعلان تجده في مداخل المحلات التجارية الكبيرة، والعيادات، والمطاعم، والمقاهي وغيرها في أغلب دول العالم، ذلك بعد أن غزت التكنولوجيا الحديثة بأجهزتها الذكية، حياتنا العامة والخاصة، وأصبح كل شخص منا يحمل في يده أكثر من جهاز يعمل بـ«الواي فاي»، في كل تنقلاته، حتى وهو يرتشف فنجان قهوته الصباحية أو استكانة الشاي. والأنكى حتى وهو يتناول وجبة غداء مع الأهل أو عشاء جماعي مع الأصدقاء في أحد المطاعم.
 نعم.. هكذا التصقت هذه الأجهزة بيومنا بقوة عجيبة، وجعلتنا مدمنين، بحيث لا نستطيع الاستغناء عنها، ولا حتى ونحن نتناول طعامنا.. كيف أصبحت بذكائها تستعبدنا وتدير حياتنا اليومية في غفلة منا؟! ذلك لأنها أصبحت جزءاً أساسياً من وسائل التواصل الاجتماعي بيننا. ولن نغفل هنا هذه السلبية التي أثّرت في وسائل الحياة التقليدية، والأدهى أنها أثّرت بشكل واضح في التواصل الشفاهي بين الناس الذي يبدو أنه انقطع.
المعروف أن الزبائن تتهافت على المطاعم والمقاهي التي تؤمِّن لها خدمة «الواي.. فاي».. والشيء الجميل الذي دفعني إلى كتابة هذا الموضوع الحيوي أن بعض المطاعم والمقاهي في أميركا غيّرت إعلانها الذي يتصدّر مداخلها إلى الشكل التالي: «لا يوجد عندنا واي فاي.. تفضّلوا واستمتعوا بوجباتكم مع الأصحاب، وتحدّثوا بعضكم مع بعض، فقط هاتفوا أمهاتكم وأسمعوهن أصواتكم، واسمعوا أصواتهن، واعتبروا أنفسكم في عام 1992، وليس في عام 2014».
***
 أليست هذه نقلة إنسانية رائعة، تعيدنا إلى حميمية حياتنا اليومية العادية الجميلة، إلى الاستمتاع بالحديث الشفاهي مع الآخرين؟! والأجمل العودة إلى الحديث من خلال التلفون مع الأهل والأصدقاء المقربين، الذين يبدو أننا نسينا رتم/ نغمة أصواتهم.
نخشى أن يأتي يوم/ زمن ننسى فيه أشكالهم..
لا تسألوني كيف ومتى؟! لكنه حتماً سيأتي.
كلمتي الأخيرة أوجهها إلى مطاعمنا ومقاهينا وغيرها، لعلهم يقدّمون لنا هذه الخدمة الإنسانية الجديدة!
 
 جريدة الفبس 11 سبتمبر 2014
 
منى  الشافعي
alshafei_m@