برنسيس إيكاروس

Sunday, April 24, 2016

الحوار يُجيده الطيبون والمصلحون فقط !



الحوار يُجيده الطيبون والمصلحون فقط !

***
       ليست المرة الأولى التي أكتب فيها عن «الحوار»، لأنه كما يقال «في الإعادة إفادة».
     يشكّل عصرنا بالنسبة إلينا كثيراً من التحديات القوية التي تعصف بكل المجالات الحياتية، فلا بد لنا من استيعابها، لأننا لسنا بمعزل عن العالم، وها نحن نعاني هذه الأيام من أزمة اقتصادية محلية وعالمية شائكة، طالت الأخضر واليابس، ومع هذه الظروف الاقتصادية المتعرّجة، ظهرت لنا قبل أيام أزمة إضراب النفط، الذي هو موردنا الاقتصادي الوحيد، وشريان حياتنا.
    وحتى لا تتكرر أزمة إضراب النفط، وغيرها من الأزمات الاقتصادية الأخرى التي تعطل مصالح الديرة، وتمس مقدرات البلد، فإننا نحتاج اليوم وقبل الغد إلى الجلوس إلى طاولة حوار وطني، يعيننا على الخروج من نفق الأزمات الاقتصادية المتلاحقة، وهذا ما يتمناه كل مواطن، على أن تسود روح المحبة والتسامح هذا الحوار، وتقريب وجهات النظر المتباينة، وأن يكون احترام الرأي والرأي الآخر من أهم مقوماته وأهدافه، حتى تعم الفائدة.
* * *
     موضوع الحوار يحظى دائماً باهتمام الطيبين من البشر، والمصلحين من كل أطياف المجتمع السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وكل المثقفين وغيرهم، والحمد لله، ديرتنا لا تخلو من هذه الأطياف الصالحة، لأن الحوار قيمة راقية، وصوت هذا العصر، خصوصاً في ظل ظروف ومشاكل وأزمات مستجدة قد تدعو إلى التخاطب والتواصل والتعاون بشكل شفّاف ومنظّم وفاعل، بين كل الأطراف صاحبة العلاقة، وذلك لخدمة المصلحة العامة، قال تعالى «ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ».
* * *
     نأمل أن تجلس كل الأطياف ذات الأفكار والآراء والنظريات الاقتصادية التي ازدحمت بها وسائل التواصل الاجتماعي، والندوات والمحاضرات الخاصة والعامة، وجهاً لوجه إلى طاولة حوار حضاري لوضع النقاط على الحروف، في محاولة جادة لحل المشكلة الاقتصادية التي أقلقت الجميع، حتى يعود إلى الديرة حراكها الاقتصادي المشلول، ويطمئن المواطن على مستقبله ومستقبل الأجيال القادمة.
     فهل هناك من يتحرّك بفاعلية ووطنية للمطالبة بمثل هذا الحوار الذي أصبح مطلباً وطنياً؟!

منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com
@alshafei_m

جريدة القبس 24 ابريل 2016

Monday, April 18, 2016

عذراً أديسون.. فأمي هي مصباح حياتي!


 

عذراً أديسون.. فأمي هي مصباح حياتي!

***

         «عذراً فيثاغورس، أمي هي المعادلة الأصعب. عذراً نيوتن، فأمي هي سر الجاذبية. عذراً أديسون، فأمي هي أول مصباح في حياتي. عذراً أفلاطون، فأمي هي البقعة الفاضلة في قلبي. عذراً روما، فكل الطرق تؤدي الى حب أمي. عذراً جولييت، فأمي هي حبيبتي. عذراً للجميع، فلم ولن أحب أحداً مثل ما أحببت أمي، فهي امرأة لن تتكرر في هذه الحياة. شكراً أمي لأنك أمي».
هذه العبارات الجميلة الرائعة، التي أدمعت قلبي قبل عينيّ، وصلتني من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. فشكراً لمن كتبها والشكر موصول لمن أرسلها.
***
     حين أكملت قراءة الرسالة، انتبهت الى انني قد فقدت امي منذ زمن بعيد، ولا تزال الدموع تلهب عينيّ شوقا وتوجع قلبي حسرة، وأشعر دائما ان هناك شيئا ما ينقصني، حنانها، دفؤها، لمسة يدها، بسمتها، ضحكتها، هدوؤها، صخبها، دعواتها، رعايتها، أما لذة حليبها فلا يزال يرطب جفاف لساني، فحبي لأمي تجاوز كل الحدود «يرحمها الله» فالام لا مثيل لها بين الخلق، حقا ان لغة الكلام تتعطل حين نتحدث عن الام.
لن تكفي تلك الكلمات لوصف الام، فهي مخلوق يستحق ابجدية جديدة مميزة لوصف مآثرها وفضائلها على البشرية عامة، يا الهي ما اروع الام والامومة، قالت ماري هوبكنز «الامومة اعظم هبة خص الله بها النساء»، وقال شكسبير «ليس في العالم وسادة انعم من حضن امي»، اما اندريه غريتري فقد قال «من روائع خلق الله، قلب الام»، ومحمود درويش يقول «لن اسميك امرأة، سأسميك كل شيء».
***
     اذاً، فلنحب هذا الكنز السخي الذي لا ينضب من الحب والحنان والعطف والرحمة والمودة، ولنقدّر هذا الحضن الدافئ الذي يكتسي بالامن والامان، ولنحترم هذه النعمة، غير متناسين المشاعر الحميمة، والاحاسيس الطرية التي تغدقها علينا امهاتنا بكل رغبة وبأبعد من الحب.
ولتحظ امهاتنا الرائعات باهتمامنا ورعايتنا، ولنشطب من قواميسنا كلمة جحود وجفاء وعقوق ونسيان وتناس، فمن اساليب القرآن الكريم في هذا الشأن الكبير أنه يوصي الابناء ببر الوالدين ويؤكد على الام بقوله «ووصينا الانسان بوالديه حملته امه وهنا على وهن» (لقمان – 14). اما الامام الشافعي يرحمه الله فيقول: «واخضع لأمك وارضها فعقوقها احدى الكبر».
وبالتالي، فهنيئاً لمن ما زالت أمه على قيد الحياة، فليشعرها ببساطة كلماته وعفويتها، بمدى حبه وتقديره واحترامه لها، التي بالضرورة ستسعدها، وترسم اجمل ابتسامة على وجهها.

منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com
@alshafei_m

القبس 17 ابريل 2016

مطعم لكل مواطن!


مطعم لكل مواطن!

***

    عنوان المقالة استعرته – مع الشكر – من مقالة الزميل الفاضل الاستاذ علي البغلي، الموسومة «نكتة الشباك الواحد!»، وقد اصطادني شعار «مطعم لكل مواطن» من المقالة، فاستفزني للكتابة.
***
    فعلاً، اصبح لا حديث لنا هذه الفترة غير المطاعم ونوعية مأكولاتها اللذيذة، خاصة تلك الجديدة التي اخذت تتكوم امام اعيننا بسرعة تفوق سرعة الليزر. والشيء اللافت تتكرر هذه الاحاديث يومياً في محيط العمل، في المدارس والجامعات، في الديوانيات، وعلى المستوى الاسري. والانكى انك تسمع عن كل ما لذ وطاب في عالم الأكل والمطاعم والكافيهات في النوادي الرياضية النسائية.. اذاً، لماذا نمارس الرياضة؟!
***
     يبدو أننا كمواطنين من جميع الفئات العمرية نفرح ونبتهج حين نسمع بافتتاح مطعم جديد أو مقهى حديث، وهكذا اصبحت الكويت بلد المطاعم والمقاهي بامتياز! متناسين ان %77 من الكويتيين أوزانهم زائدة، والنسبة بين السيدات %49، والأمر المخيف ان السمنة تهدد طلابنا وطالباتنا لانتشارها بينهم بنسبة %44 بين طلبة المرحلتين المتوسطة والثانوية، و%15‏ بين تلاميذ المرحلة الابتدائية، والتي يبدو انها في ازدياد.
متى نستفيق ونعي ان الحياة ليست فقط متعة الاكل، وان التنمية ليست بفتح المطاعم والكافيهات؟!
***
     لماذا لا نلتفت الى استثمار اموالنا بمشاريع اكثر فائدة للمجتمع؟ لماذا لا تتجه اموال القطاع الخاص، واموال المشاريع الصغيرة والمتوسطة الشبابية، الى القطاع الصناعي؟! لا سيما اننا بلد الطاقة النفطية المتوافرة والرخيصة، وبذلك تساهم هذه الاموال في تطوير وتنمية الصناعات الوطنية الحالية، أو إنشاء صناعات جديدة قادرين على إنتاجها، لتغطية الاحتياجات المحلية، حتى وان كانت صناعات صغيرة او حرفية بسيطة يديرها الشباب المتحمس للعمل الحر، وبالتالي تكون ايضاً رافداً اقتصادياً مع الموارد النفطية للديرة، خاصة ونحن نشكو من انخفاض سعر برميل النفط، موردنا الاقتصادي الوحيد.
      وبالتالي على «هيئة المشاريع الصغيرة والمتوسطة» ان توجه شبابنا الى التصنيع الذي سيفتح امامهم آفاقاً جديدة ومتنوعة للاستثمار والربح المضمون.
بصراحة كنا نتمنى ان نسمع عن إنشاء مصانع حديثة ومتطورة تلبي احتياجات السوق المحلي بمنتجات جديدة مطلوبة، بدلاً من افتتاح مطاعم ومقاه تزيد الشحوم على اجسادنا، واجساد عيالنا، شباب المستقبل!

منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com

القبس في 10 ابريل 2016

الرجال يكذبون ثلاثة أضعاف ما تفعله المرأة!


الرجال يكذبون ثلاثة أضعاف ما تفعله المرأة!

***

     بمناسبة الاحتفال العالمي بيوم الأول من أبريل بـ«كذبة أبريل»، تذكرت ما قاله الباحث الإنكليزي جون شيمل: «إذا كان الكذب أصبح صفة يتميز بها البشر عن سائر المخلوقات ويستخدمونه في شتى مرافق الحياة واتصالاتهم العامة أو الخاصة، فإن كل الأدلة تثبت أن المرأة أكثر استخداماً للكذب من الرجل». ويضيف الباحث، الذي شغل نفسه بالكذب والبحث عن أصوله ودوافعه ومسبباته، يقول :«إن السبب في ذلك يرجع إلى عاملين، أولهما: عامل نفسي عاطفي، فالمرأة أكثر عاطفة من الرجل، ولأن الكذب حالة نفسية ترتبط بالجانب العاطفي، والعامل الثاني: أن الكذب بصفة عامة هو سمة المستضعفين، ولأن المرأة خلقت أضعف من الرجل، فكان لابد أن تلجأ إلى الكذب».
كما تذكرت أن آخر دراسة أميركية، أكدت أن الرجال يكذبون ثلاثة أضعاف ما تفعله المرأة، ولكن لماذا يكذب الرجل؟! ذلك لأن المرأة، وفق قولهم، لا تتحمل الحقيقة في أي موضوع من الرجل، وبالتالي ستظل تحقق معه.
كما اعتبر بعض الباحثين، أن الكذب عند الرجل أصبح ظاهرة، يعتبرها الرجل نوعاً من الذكاء.
***
     الكذب خصلة جداً سيئة، وأيضاً غاية الضعفاء -من الجنسين- لتحقيق هدف معين، وهروب من حقيقة ما، كما أن الكذب فعل تحرّ.مه جميع الأديان، وترفضه كل المجتمعات المتحضرة.
     ولكن، مع المؤشرات الحياتية اليومية الملموسة والمحسوسة، نعتقد أن الرجل أكثر استخداماً للكذب من المرأة كما أكدته لنا الدراسة الأميركية، وذلك على المستويات العالمية والمحلية والأسرية.
    مثلا على المستوى العالمي، المتسببون في الأزمة الاقتصادية العالمية رجال، مخططهم الاقتصادي لسنوات كان مبنياً على الكذب والتلاعب في أموال الآخرين، كذلك مجالس إدارات البنوك العالمية، التي انهارت هنا وهناك، وأعلنت إفلاسها، كلهم رجال قد سكنهم الكذب من رؤوسهم إلى أخمص أقدامهم.
    على الصعيد المحلي أغلب أصحاب الشركات الورقية،الوهمية من الرجال، وفي عالم الاقتصاد المنهار محلياً رجال، وسراق المال العام من الرجال، كل هؤلاء كان الكذب منحشراً بين أوراقهم الرسمية المعلنة.
    على المستوى الأسري، هناك من يخبر زوجته بأنه مسافر لتأدية العمرة، وتجده في تايلند، أو عند زوجته الثانية، أو في الشاليه مع الشلة وسهرة ممتعة منوعة، وآخر يدعي أنه في الديوانية مع الاصحاب المثقفين والمتابعين للشأن المحلي العام، يناقشون الوضع الحالي المؤلم والمشاكل التي تغلي بها الديرة، ويضعون الحلول الناجحة، والحقيقة أنه يتسلى بلعب الورق مع الربع. ولن ننسى أن كذب الرجل تكشفه الحاسة السادسة للمرأة، وأن حبل الكذب قصير.
     لست هنا لأدين الرجل، لكنني فقط أدافع عن المرأة التي ظلمها الباحث جون شيمل، فحتى لو كذبت المرأة، فلن تكون كذبتها بحجم وضخامة ومسؤولية كذبة الرجل.


منى الشافعي

m_alshafei@hotmail.com
@alshafei_m

نشر في : 01/04/2016

جريدة القبس

السمنة الهاجس الصحي الأخطر!


السمنة الهاجس الصحي الأخطر!

***

طالعتنا جريدة القبس مؤخرا بعنوان صدمنا. يقول العنوان «%77 من الكويتيين اوزانهم زائدة»، جاء هذا التصريح على لسان الوكيل المساعد للشؤون الفنية بوزارة الصحة د. قيس الدويري.
مثل هذا الخبر أطلّ علينا عبر صفحات الجرايد الكويتية على مدى اكثر من عشر سنوات، وهذه بعض العناوين التي ازعجتنا آنذاك «الاحصاءات الحديثة لمنظمة الصحة العالمية، تبين ان نسبة السمنة بين السيدات في الكويت بلغت %49.8، وبين الرجال %37.5». اما الخبر المرعب فيقول «السمنة تهدد طلابنا وطالباتنا لانتشارها بينهم بنسبة %44 بين طلبة المرحلتين المتوسطة والثانوية، و%15 بين تلاميذ المرحلة الابتدائية، بينما تبلغ النسبة في اجمالي المجتمع %70».
***
استوقفتني هذه النتائج عن السمنة، التي يبدو انها في ازدياد، فتساءلت: من هو المسؤول عن تفشي هذه الظاهرة المخيفة في المجتمع؟ هل هو البيت، المدرسة، الحياة الاجتماعية، الحالة الاقتصادية، النمط الغذائي، حياة الرفاهية، او العولمة؟!
اعتقد ان كل هذه العوامل مجتمعة ساعدت على ظهور هذه الظاهرة، التي تفشت في المجتمع، غير متناسين، ان السمنة، وخاصة المفرطة لا تزال الهاجس الصحي الأخطر، كونها مصدر خصب لأكثر امراض العصر شيوعاً. وبالتالي فهذه المؤشرات تعتبر جرس إنذار. لذا يجب على كل الاطراف التفاعل السريع معها، والاهتمام بوضع الحلول الفاعلة للتغلب عليها، او الحد من تفاقمها، كل من موقعه وحسب مسؤوليته.
***
الكويت بحاجة الى اجيال قادمة تتمتع بالصحة العامة واللياقة البدنية، التي بدورها تساعد العقول على الاستيعاب والتفكير السليم والترقي والتحضر، لذا فمن واجبنا الاهتمام بالصحة البدنية، والعقلية، والنفسية، للاطفال والشباب، والتصدي لهذه الظاهرة بوضع دراسات واستخلاص نتائج توعي الجميع بمشاركة وسائل الاعلام المتنوعة لتساعد على التخلص من هذا المرض المخيف، الذي اصبح يتزايد يوماً بعد آخر بشكل طال جميع فئات المجتمع، والاهم كي نبعد السمنة عن اجساد اكبادنا التي تمشي على الارض.

منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com
@alshafei_m

نشر في : 18/02/2016

 

زينة الجابرية المتواضعة!


زينة الجابرية المتواضعة!

***

لن ننكر أن الجمعيات التعاونية في الكويت قد حققت كثيراً من الإنجازات والنجاح والتطور في تأدية رسالتها منذ عام 1962، حيث تأسست أول جمعية تعاونية استهلاكية رسمية في منطقة كيفان، ثم تبعها إنشاء الجمعيات التعاونية الاستهلاكية في كل مناطق الكويت. وتعد الجمعيات التعاونية من الحركات الاقتصادية الرائدة في الديرة، وذلك بتوفير السلع والخدمات الضرورية لسكان المناطق، كما قدّمت مساعدات أخرى للمواطن، مثل مهمة توزيع السلع المدعّمة، وغيرها من الخدمات الأخرى التي تهم سكان المنطقة.

* * *
بما أن الهدف الأساسي للجمعية التعاونية هو تقديم الخدمات الاقتصادية لسكان المنطقة، بغض النظر عن الربحية، وأيضاً من أهدافها النهوض بالمجتمع والمساهمة بتطوره، فلذا فإننا نطمح إلى تفعيل أنشطة وخدمات جديدة للجمعية، تسدّ بها بعض نواقص الجهات الحكومية الخدمية، التي يحتاجها المواطن بقوة، كي تخفف عنه أعباء يومه.
وهذا بعض ما يطمح إليه المواطن من جمعياته التعاونية: «الاهتمام، والصيانة المستمرة لحديقة المنطقة، والسعي لتطويرها». و«ممشى المنطقة الذي يحتاج دائماً إلى الصيانة المستمرة والنظافة، والاهتمام بالإضاءة والمزروعات، وتحسين خدماته الأخرى، لراحة محبي المشي». و«مساعدة كبار السن المحتاجين، بتوفير مواصلات من سكنهم إلى الجمعية وإعادتهم، حتى يتمكنوا من شراء حاجاتهم الضرورية بسهولة». و«المطبات ذات اللون الأسمنتي المعتم التي تملأ شوارع المنطقة تحتاج إلى صيانة مستمرة، لأن الدهان الأبيض المشع ليلاً يتلف بشكل سريع من كثرة استخدام الشوارع من المركبات المختلفة». و«يطمح السكان إلى تخصيص جزء من مساحة الجمعية لإنشاء إما ملعب بسيط للصغار، وإما نادٍ صغير للشباب، أو ديوانية لكبار السن».

* * *
تحية للجمعيات التعاونية التي ساهمت في تجميل شوارع مناطقها وتزيينها بأنوار ملونة وبأشكال مختلفة، ومظاهر أخرى تحاكي مظاهر الأعراس جمالاً، تليق بالاحتفالات الوطنية، «عيدي الاستقلال والتحرير»، واحتفالات هلا فبراير.
سكان منطقة الجابرية، يعتبون على جمعيتهم التعاونية، التي اكتفت بزينة مضيئة ذات شكل متواضع جدّاً لشوارعها، قياساً بمظاهر الزينة الجميلة المنتشرة والمتعددة الأشكال والألوان، في المناطق الأخرى، وفي الديرة كلها!


منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com
@alshafei_m

نشر في : 02/03/2016

 

زهرة لذكرى أحمد الربعي!


زهرة لذكرى أحمد الربعي!

***  

يا ابا قتيبة، كنت تقول لنا «في حالة الحزن، تكف الزهور عن التفتح»، هكذا هي لحظة تذكرك الموجعة، تشعرنا بأن الطبيعة ساكنة، وقلوب محبيك دامعة.
اليوم السبت، يوم ذكرى فقدك الثامنة، تطل علينا بعتمة. فقد رحلت باكراً، وتركت في قلوب محبيك غصة. وستظل لغة الرثاء هي بكائي عليك ما زلت أتنفس الحياة، وعزاؤنا ذكراك التي بقيت طازجة.
ها نحن اليوم نعيش أوجاعا ثقيلة تراكمت على الديرة، ضبابية مزعجة، مضطربة بكل عناصرها، في ظل ظروف عالمية معقدة، نتمنى عمودك «بالمقلوب» فقد اصبحت عندنا امور كثيرة بالمقلوب. نشتاق حديثك، نحتاج الى ان تردد على مسامعنا «تفاءلوا الكويت جميلة». تلك التعويذة التي حملناها في قلوبنا، كي تظّل/ تبقى الكويت جميلة. نعم خسرناك، ونحن في اشد الاحتياج الى فكرك ورؤاك، وصوتك الذي كان يقلق الآخرين في الفضائيات، وروعة قلمك.
ذكراك يا د. احمد، تعيد عليّ جلساتك المسكونة بالشعر والادب، في صباح كل يوم خميس في جريدة القبس، كما وتعيد عليّ، حضورك الدائم في اروقة وفصول جامعة الكويت التي جمعتني وإياك طيلة سنوات هي الاجمل.
***


في أربعائياتك تقول «اشعلوا الشموع فالوطن يحتفل بعيد ميلاده الجميل، هذا وطن ملون مثل قوس قزح، قوته في ألوانه الصارخة، وفي تفتح كل الوان الزهور على ارضه، وفي قدرته الخارقة على الصبر على كل شيء». صدقت يا ابا قتيبة، فوطن النهار مزين بألوانه، ونطمئنك مع كل هذه الامور المقلوبة، فحبيبتك الكويت لا تزال جميلة، وما زلنا نتفاءل.
يا ابا قتيبة، السنوات تتمدد، وما زالت قلوب محبيك تبكي فراقك وفقدك. غصن زيتون اخضر على ثراك الطيّب، تغمدك رب رحيم، واسكنك فسيح جناته.
   
منى الشافعي

m_alshafei@hotmail.com
  @alshafei_m

نشر في : 05/03/2016 

 

الكويتي بين حالتين !


الكويتي بين حالتين !

***

صافحتني جريدة القبس أخيراً بعنوان استوقفني فحفزني للكتابة «السعادة يمكن ان تكون قاتلة». سأقتطف منه المهم: «من المعروف ان الاحداث الحزينة، يمكن ان تسبب حالة تعرف طبياً بـ«متلازمة القلب الحزين».. ويمكن ان تكون الحالة مميتة.. ولكن الجديد، ان فرط الاثارة والابتهاج للمناسبات السعيدة يمكن ان يسببا حالة يطلق عليها «متلازمة القلب السعيد»، مفادها ان السعادة يمكن ان تكون قاتلة».. مع اننا جميعاً نبحث عن السعادة ونشتهيها.
***
    ان حالات الوفاة هذه لن تجرؤ ان تدنو من المواطن الكويتي، والحمد لله. ذلك لان المواطن الذي يصل الى قمة سعادته بحصوله على كل هذا الدلال والاهتمام والعطاءات التي لا تنتهي من ديرته الحنون المعطاء، فجأة! تعترض سعادته بعض الامور التي تكدره، وتصدمه بقوة، ذلك حين يحس ويلمس، ويرى ويسمع، ويتأكد عن الفساد الذي استشرى في جسد الديرة، والسوس الذي اخذ ينخر كل زواياها بلا رحمة. هنا تعيد اليه هذه الظاهرة الموجعة توازنه النفسي والجسدي، وبالتالي ينجو من «متلازمة القلب السعيد».
***
     اما حين يكون المواطن في حالة يأس قاتلة، وحزن ممتد، لما وصلت اليه الديرة من تدنٍ في اهم الامور والعناصر الحضارية. فأينما يلتفت يجد كماً من المعاناة ينتظره، سواء في السياسة، التعليم، الامن، الرعاية الصحية، الاسكان، وغيرها من متطلباته وطموحاته. والأهم حين يجد ان التنمية قد توقفت عجلتها عن الدوران، وعلاها الصدأ، في جميع مناحي الحياة، فأغلب المشاريع التنموية حبيسة الادراج، او متوقفة، وحكومته الرشيدة ومجلس امته عاجزان عن اتخاذ قرارات مصيرية مهمة. هنا يشعر بأن روحه ستغادره، وان «متلازمة القلب الحزين» قاب قوسين او ادنى منه. وفجأة يسمع عن افتتاح حديقة الشهيد ذلك الصرح الحضاري المتفرد من نوعه، احدث مشاريع الديوان الاميري، كما يسمع بافتتاح قرية الشيخ صباح الاحمد الصباح التراثية، ذلك المعلم التراثي الذي تحقق بفضل ودعم من صاحب السمو اميرنا الشيخ صباح الاحمد الصباح، حفظه الله ورعاه. وبالتالي يعود اليه التوازن النفسي والجسدي، وتبتعد عنه «متلازمة القلب الحزين».
***
     اذاً .. على المواطن الكويتي ان يشكر الديوان الاميري الذي يسعده ويبهجه، والشكر موصول الى حكومته الرشيدة، ومجلس امته الموقر، اللذين يسببان له الحزن والكآبة.. فكلاهما يعيد التوازن النفسي والجسدي له، وبالتالي ينجو من الهلاك في حالتيّ المتلازمتين الحزينة والسعيدة، خاصة في هذه المرحلة المتقلبة، المتغيرة والمضطربة من حياته!

منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com
@hotmail_m

جريدة القبس 14 مارس 2016

أيامك سعيدة .." ماما عودة "


أيامك سعيدة .." ماما عودة "

***

   جميل هذا اليوم في التاريخ 21 مارس، إنه اليوم الذي يحتفل به غالبية سكان العالم عيدا للام، وعيداً للزهور ، وعيداً للربيع، وهل هناك اجمل من كلمة «أم»؟!
رأينا – كمواطنين – في هذا اليوم ان نحتفل بعيد امنا الحنون، التي احتضنتنا، وربتنا على الخير والعز والدلال، ولا تزال.. برأيكم ما الهدية المميزة التي تستحقها أم الامهات، «ماما عودة» الكويت الجميلة؟!
***
    نعرف جيداً اننا جميعاً نحبها ونقدرها، ونعتز بوجودنا على ارضها الطيبة المعطاءة، ولا نرضى ارضاً غير ارضها، ولكن ماما عودة، تحتاج منا اكثر من الولاء والانتماء. تحتاج منا، الا نكتفي بشعارات ملونة، وخطب رنانة، بل يجب علينا ان نمارس وطنيتنا بنبل واخلاص وأصالة، وان نفعّل هذا الحب، وتلك الشعارات، وهذه الخطب، ونحيلها الى واقع محسوس وملموس في كل اعمالنا، وممارساتنا اليومية، كلٌ في موقعه، وحسب امكاناته وقدراته. ولنكن غيورين عليها، وعلى كل حبة رمل، وذرة تراب، وقطرة ماء من ارضها الطيبة.
***
    والاهم ان نهتم بالمصلحة العامة، وننسى المصلحة الشخصية، ونبتعد عن الغلو والتطرف في كل شيء، نبتعد عن كل ما يؤخر ويعيق حراكنا التنموي، ويزرع أو يشعل الفتن بين اطيافنا الجميلة المتحابة، والتصدي لأي نشاط قد يضر او يزعزع تماسكنا، وامننا واماننا. وان نكون بمستوى المسؤولية، خاصة في هذه المرحلة الحرجة المضطربة عالمياً، والتي لسنا بمعزل عنها.
     والاحساس بالمسؤولية لا يقع فقط على أحدنا – مواطن، أمة، حكومة – انما هو واجب وطني تشترك به جميع اطيافنا، وبالتالي علينا التطلع جميعاً الى احلال بدائل حضارية، وتجارب عصرية، تتناسب مع شخصيتنا، وهويتنا ككويتيين، قادرة على قهر مشاكلنا الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، وغيرها من المشاكل والهموم والمعاناة، التي تكومت في المدة الاخيرة، فوق كاهل «ماما عودة»، حتى نلائم إيقاع هذا التغيير الجديد الذي يمر بديرتنا الجميلة. غير متناسين ان المحبة والمودة بيننا، قادرتان على حل جميع مشاكلنا.
     وكل عيد أم، و«ماما عودة»، الكويت الجميلة بخير وعز وأمن وأمان.. قولوا ان شاء الله!

منى الشافعي

m_alshafei@hotmail.com
@alshafei_m

جريدة القبس 21 مارس 2016

الثقافة .. والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب


الثقافة .. والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب

***

رائحة الكتب تجذبني عن بعد، تصطاد اعجابي، وأكثر ما يسعدني ويبهجني ان يهديني احدهم كتاباً قيماً يزين مكتبتي ويزيدها ثراء، وينعش أفكاري. فكيف إذا صافحتني هدية لسبعة إصدارات جديدة متنوعة المواضيع وقيمة، وذلك بمناسبة حصول الكويت على لقب عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2016!
فشكراً للأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على هذا الكرم وتلك الثقة.
***
مادام الشيء بالشيء يذكر، فإن البعض يقلل من شأن ومساحة الثقافة في الكويت. لهؤلاء نقول: «الثقافة كلمة لطيفة، ذات دلالات متعددة، وقد اصبحت في الآونة الاخيرة أكثر شيوعاً واستخداماً في مناحي الحياة العصرية، وفي الوقت نفسه هي اكثر المصطلحات صعوبة على التعريف، كونها كلمة مطاطية لا تنحصر في تعريف معين أو محدد، وهي جزء مهم وحيوي من أجزاء التنمية العامة لأنها تعبر عن وجود الشعوب والامم، كما اخذت بالتنامي والتكاثر عالمياً، لتمتد وتتراكم ينابيعها لتصب في الكويت، من أكثر من ينبوع خاص وعام. وأهم هذه الينابيع الثقافية، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الذي له عدة أنشطة وفعاليات مستمرة طوال العام. فمن مهرجان القرين السنوي، والسعي الى استضافة نخبة المفكرين والادباء والمثقفين العرب وغيرهم، الى اقامة معارض الفنون التشكيلية المنوعة، مرورا بالكم الكبير من المحاضرات والندوات الثقافية المختلفة، واقامة الورش الفنية والبرامج التدريبية، والمهرجان المسرحي والموسيقي، والايام الثقافية العالمية، والعروض السينمائية العالمية، والاهتمام بالطفولة ورعاية الشباب.
فضلاً عن معرض الكتاب السنوي وفعالياته المتنوعة والاهتمام بضيوفه ومبدعيه. ناهيك عن تقديم جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية، وتكريم الفائزين، وتشجيعه الدائم على الابداع والمبدعين في شتى المجالات الادبية والفنية والعلمية والمعرفية. كما انه يشرف على المتاحف الفنية المختلفة في الدولة، ومتحف الكويت الوطني، والمباني التاريخية والاثرية. ولن ننسى هنا سلسلة الاصدارات الدورية الادبية والثقافية التي لا يستغني عنها المثقف العربي لثرائها وتميزها، ولن ننسى ايضاً فعالياته التي بدأت من اول هذا العام ، ضمن (احتفالية الكويت عاصمة للثقافة الاسلامية للعام 2016) وستستمر طوال العام .
المجلس الوطني.. هو الوجه الحضاري للكويت، الذي يسعى بجدية لتنفيذ الخطط الثقافية وتفعيلها كي تظل ثقافتنا المميزة، هي بصمتنا وهويتنا التي تؤكد وجودنا وعراقتنا بين الامم، وذلك من خلال كل ما يقدمه من انشطة وفعاليات واصدارات، وسعيه الدؤوب الى التطوير، والاستزادة من بحور الثقافة الحديثة، وذلك لتنمية عجلة الثقافة الكويتية، وتنوير المواطن والمقيم بكل ما هو حديث وجديد وممتع ومفيد، حتى ان المثقف والمهتم يحتار كيف يستمتع بكل هذا الكم النوعي اليومي من انشطة المجلس وفعالياته الثقافية المتنوعة التي لا تهدأ طوال العام.

منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com
@alshafei_m

القبس 25 مارس 2016