برنسيس إيكاروس

Friday, October 14, 2016

تعلمت من هذه التجربة



تعلمت من هذه التجربة !
***

             لم أكن أتصور أننا سنستغني يوماً ما عن العمالة المساعدة، الذين يديرون شؤون البيت من طبخ وتنظيف، وغيرها من الأمور اليومية التي يحتاجها أي بيت.
بكل شفافية واختصار، سأتحدث عن تجربة شخصية مررت بها خلال الشهور الثلاثة الماضية.
     لأسباب خاصة، وظروف ملحّة، سافر أحد المساعدين، ولحقه الآخرون بأوقات متقاربة، لم أرتبك أو أتوتر، ولا حتى أحبط، بل قررت الاعتماد على قدراتي المحدودة في إدارة شؤون البيت التي لم أزاولها منذ عقود.
لن أنكر أن هناك من أخذ يساعدني في بعض الأمور الصعبة التي يحتاجها البيت، ولكنني أصررت، وتحملت المسؤولية الجديدة برحابة صدر، كيف لا وهو بيتي، وهي أسرتي الحبيبة.
     ومرّ الشهر الأول وأنا صامدة، تساعدني الطاقة الايجابية الكامنة في داخلي، ومرّ الشهر الثاني ومازلت صامدة، فقد تذكرت صمودي أيام الغزو والاحتلال العراقي الغاشم على ديرتي الآمنة. وانتهت الشهور الثلاثة على خير!
***
        السؤال هنا: ماذا تعلمت من هذه التجربة التي بقدر ما أتعبتني أفادتني؟!
نعم.. تعلمت تنظيم وقتي وجدولة أولوياتي، الصبر وقوة الاحتمال، قهر الأوجاع مهما كانت نفسية أو جسدية -كنت أعاني من ألم العصب في يدي اليمنى- وأن الإنسان بإرادته يستطيع أن يتغلّب على المصاعب، لذا كنت أنظر الى كل أمر من الأمور الصعبة بأنه سهل وبسيط، فإن جعل الأمور الصعبة سهلة في نظرك، حتماً ستخفف عنك حملها.
ندمت كم هو بيتنا كبير، وكم نحن قلة، فلماذا هذا الاسراف في الحجم؟!   
      أهم ما تعلمته، أنني تأكدت، أن العمالة المساعدة تتحمّل الكثير من التعب بصمت، وبالتالي علينا أن نزيد من احترامهم وتقديرهم ونشكرهم على هذه المساعدة.. وأن نعاملهم بلطف. والأهم أن نراعي ظروفهم، وألا نستنكر معاملتهم كأفراد من الأسرة، لأنهم بشر مثلنا.
***
      لن أنكر أن متعة قراءاتي اليومية قد تناقصت، وكتاباتي شبه متوقفة، ومشاريعي الإبداعية مؤجلة. الجميل.. لم تقلقني هذه الأمور في سبيل راحتي النفسية، وراحة أسرتي الرائعة التي لن أنسى مساندتها لي في تحمّل هذه المسؤولية.
     بصراحة، هناك أمر أسعدني بقوة، أوجهه إلى الأخوات فقط، وهو أنني فقدت من وزني ما يقارب الأربعة كيلوغرامات من غير ريجيم ولا رياضة، بفضل النشاط الجسدي، والحركة المستمرة، والتعود على هذه الحالة يومياً.
ممتنة لهذه التجربة، كم علمتني، متمنية أن تروقكم.   
منى الشافعي
جريدة القبس 14 أكتوبر 2016

m_alshafei@hotmail.com

alshafei_m@

Monday, October 10, 2016

الفن الكويتي يتجول في الصين !


الفن الكويتي يتجول في الصين !

***

      الاهتمام بالشباب مطلب وطني ملح، سنظل نتحدث عنه ولن نغفله أبداً، فهم أمل المستقبل وثروة الوطن، والاستثمار الحقيقي لتحسين وبناء مجتمع قوي متماسك، كما يشكّل الشباب جزءاً مهماً في نسيج المجتمع، ونسبة كبيرة في عدد السكان تقارب 69 % وهي بازدياد.
     وهناك طاقات شبابية واعدة.. موهوبة وخلاقة، متحمسة ومكافحة، مصرّة وطموحة، لها قدرة كبيرة على العطاء لمجتمعها ولديرتها، تحتاج فقط الاحتواء والتشجيع، والعناية المطلوبة، والرعاية الفاعلة، والالتفات إليها بقوة لمساعدتها على تحقيق أحلامها وطموحاتها، وتلمّس طريقها الى المستقبل، من دون معوقات ومنغصات، ولا صعوبات وإحباطات، حتى تستمر دورة الحياة لكويتنا الحبيبة، وتكتمل بسهولة، جميلة ومعافاة.

***
     أسعدني الحظ أن أكون إحدى المدعوات للاحتفالية الممتعة التي أقيمت مؤخراً في مقر الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية. وسكنني فرح وأنا أتابع بشغف فقرات الحفل المتنوعة الجميلة، وازددت فرحا حين أعلن رئيس الجمعية الاستاذ عبدالرسول سلمان عن تكريم الفنان الشاب محمد الريس، لنجاح مهمته في الصين، وذلك بمشاركته فعاليات وأنشطة الورشة العربية للفنون التشكيلية، التي أقيمت في الصين مؤخراً.
ولقد شارك الفنان الريس، بهذه الورشة بدعوة شخصية من وزارة الثقافة الصينية، بناء على تقييم اللجنة الصينية المنظمة للورشة، لتاريخه الفني التشكيلي، وجودة أعماله، ممثلاً لبلده الكويت. ولقد شارك في الورشة فنانون تشكيليون كبار، وأسماء لامعة من أغلب الدول العربية.
      يقول الفنان الريس: «قدمت عملين فنيين، عبارة عن أحياء صينية قديمة، حازا استحسان اللجنة المنظمة، وتم اختيارهما كمقتنيات لوزارة الثقافة الصينية، وسوف يعرض هذان العملان في أكثر من متحف وغاليري في المدن الصينية. ولقد كانت تجربة مثمرة ناجحة ومفيدة، بالنسبة إليَّ كفنان تشكيلي كويتي».

***
    ولقد استمتعت كما استمتع غيري من الحضور حين عرض علينا الريس، فيلماً تسجيلياً ملخصاً أعمال هذه الورشة الفنية وأنشطة الرحلة، مركزاً على جميع الأعمال الفنية الجميلة – بما فيها أعماله الرائعة – التي أنجزها الفنانون العرب، من خلال هذه الورشة العربية، مع بعض اللقاءات السريعة للفنانين الكبار المشهورين.
نبارك للفنان الشاب محمد الريس هذا التميز والنجاح، متمنين له المزيد من التألق والإبداع في مشاركات عالمية جديدة، لرفع اسم الكويت عالياً في جميع المحافل الدولية. «هذا أهو الكويتي».
منى الشافعي

القبس 4 أكتوبر 2016
m_alshafei@hotmail.com
alshafei_m@