برنسيس إيكاروس

Friday, April 14, 2006

## هوامش من دفاتري العتيقة ##

الصين 2
**الكاتبة منى الشافعي**

في مساء اليوم نفسه، وبعد ان انتهينا من الاجتماع الرسمي على خير، ولأنني كنت مغرمة جدا باقتناء التحف الصغيرة غريبة الاشكال والالوان، وما اكثرها واغربها واجملها في الصين، فقد تعطف عليّ الاخ مبارك، من أ سرة السفارة الكويتية في بيكين، واصطحبني مع صديقتي العزيزة الى احد الاسواق المسائية الصغيرة عندهم، الكبيرة عندنا، التي تعج بهذه السلع من التحف التي اعشقها، وعندما صافحنا وجه هذا السوق العجيب، انشرحت اساريري،( طارت بوهتي)، فأسرعت في التجول بين محلاته وبسطاته إلى ان استقر بي المقام امام بسطة احد المحلات الانيقة والكبيرة فأخذت اقلب تلك التحف الصغيرة الغريبة والعجيبة، ولأنني كنت مأخوذة ومدهوشة بما ارى من انواع واشكال واصناف، فقد انشغلت باختيار وانتقاء ما جذبني من تلك السلع، الحقيقة الحلوة، وليست المرة هنا طبعا، جذبتني كل المعروضات فقد كانت رائعة، تاخذ العقل، المهم من بين دهشتي وانشغالي كنت اسمع ضحكات البائعة الشابة وهي تارة تخطف نظرة سريعة صوبي، وتبتسم، لتركزها مرة اخرى،( النظرة) على الاخ مبارك، مرورا بصديقتي العزيزة، التي كانت هي الاخرى مشغولة باختيار ما جذبها من معروضات اخرى اكبر من تحفي الصغيرة، كما شد انتباهي، ان البائعة لم تتوقف لحظة عن الضحك، ولاحظت التفاتها على زميلها البائع الشاب وهمسها ببعض المفردات التي لا افهمها طبعا، وكان بدوره يجول نظره في وجوهنا نحن الثلاثة، لتزداد ابتسامته اتساعا ويعلو ضحكه حين يفاجئه وجهي المتسائل، ليش كل هالضحك؟ فينا شيْ يضحك؟! احنا صرنا الثلاثي المرح في الصين!،( يالله ما علينا)، التفت الى الاخ مبارك الذي كان بعيدا نوعا ما عن تلك المسرحية، وطلبت منه ان يستفسر من الاخوة الصينيين عن سبب هذا الضحك وتلك النظرات المصوبة نحونا، المعجونة بالدهشة والاستغراب، لأن الاخ مبارك يجيد اللغة الصينية المحكية بحكم وجوده وعمله في السفارة ورغبته في تعلم هذه اللغة، على ما ـاعتقد اجاده 400 كلمة صينية تكفي للتفاهم اليومي مع أهل الصين ـ ، وبالتالي، طرح عليهم اسئلته واستفساراته بلباقة ولهجة صينية لا اذكر منها الآن حرفا واحدا، ثم التفت اليّ وهو ميت من الضحك، اسم الله عليه، وبعد ان هدأت نوبة ضحكه التي زادت دهشتي واستغرابي.. قال، موجها الحديث اليّ لأن صديقتي العزيزة كانت قد ابتعدت عنا لتتجول داخل المحل الصغير / الكبير، قال الاخ مبارك: (اتدرين لماذا يضحكون؟! يقولون مسكينة امكم، كيف استطاعت ان تربي ثلاثة توائم في وقت واحد، اكيد عانت منكم الكثير في صغركم)، وهنا، شاركتهم الضحك والمرح، ثم دفعنا المقسوم - الخردة - ثمنا للتحف التي اشتريناها والسلع الاخرى الاكبر حجما، وخرجنا من المحل، مستأنسين نضحك، وفي طريق العودة، حكيت، للأخ مبارك وصديقتي العزيزة عن حادثة الصباح (ماكو حَدْ أحسن من حَدْ).*** بقي ان اخبركم، ان الشبه كان معدوما بيننا نحن الثلاثة شكلا ولونا، طولا وعرضا، وحتى اعمارنا كانت متفاوتة لكنها متقاربة نوعا، يعني مو مولودين بيوم واحد ولا حتى بسنة واحدة، وكل واحد منا ينتمي الى عائلة بعيدة كل البعد عن الاخرى، اي لا توجد بيننا قرابة نسب او مصاهرة، ما يجمعنا فقط كان المواطنة والحب لديرتنا الحبيبة الكويت، وتمثيلنا لها في ذلك المؤتمر العالمي الذي عقد في الصين آنذاك، وصداقتنا الحلوة، وروحنا المرحة المبتسمة، واكيد وجودنا في بكين عاصمة الصين!*** أما ما حدث في الأيام التالية من طرائف خفيفة فقصة أخرى




0 Comments:

Post a Comment

<< Home