برنسيس إيكاروس

Friday, April 14, 2006

## من هوامش دفاتري العتيقة ##

# الصين 3
*** الكاتبة منى الشافعي ***
***من بعض الحكايات والطرائف الاخرى التي حدثت معنا في الصين، كانت خاصة باللغة العربية الفصحى.. ففي فترة الزيارة كانت ترافقنا احدى الفتيات الصينيات، تدعى إيمان... وعندما تعارفنا لاول مرة، وبعد ثوان، وبدون مقدمات... سألتها كيف اصبح اسمها إيمان والورقة التي بين يدي تقول ان المرافقة والمترجمة للوفد تحمل اسما من ثلاث كلمات، كتب باللغة الصينية ـ تبون الصراحة نسيته الحين ـ علما بانها حسب المعلومات المدونة عندي صينية الاصل والمولد والإقامة والشكل طبعا؟!.. اجابتني بفخر واعتزاز بأنها انهت دراستها في إحدى الجامعات الصينية العريقة وتخرجت من قسم اللغة العربية وآدابها ـ في الصين طبعا مو في جامعة الكويت ـ وكانت احدى مدرساتها العربيات تحمل اسم «إيمان» وبالتالي اختارت هذا الاسم لتطلقه على نفسها تيمنا باسم تلك المدرسة الدكتورة التي تحبها. كما اخبرتني بانه اصبح عندهم عرف وتقليد اختيار اسم عربي الاصل في حالة مرافقتها للوفود العربية كمترجمة ودليلة وذلك تسهيلا لمهمتها - اشوه، لان اسمها الصيني حاولت ان احفظه لساعات وضاق خلقي وهونت ـ طبعا كل هذا الحديث دار بيني وبين الاخت ايمان باللغة العربية الفصحى التي تجيدها هي وتتحدث بها بطلاقة افضل منا، وكانت تتحدث بسهولة وبدون احراج، فلا توجد لهجة معينة تحكمها كما يحدث معنا.. بصراحة نحن نكتب باللغة العربية الفصحى، هذا عمل سهل ومريح وعادي بالنسبة لنا، لكن ان نتحدث ونتفاهم طوال الوقت باللغة العربية الفصحى، فهذا أمر لم نتعود عليه ولم نألفه في حياتنا اليومية العادية البسيطة، لذلك وجدت بعض الصعوبة في التحدث معها طوال اليوم باللغة العربية الفصحى - مع الاعتذار للغة العربية الفصحى الجميلة-.***بما أن إيمان اختيرت لمرافقتنا كدليلة ومترجمة، فقد وقع الاختيار علي من قبل الزميلات والزملاء ان اكون «الناطق الرسمي باللغة العربية الفصحى للوفد مع إيمان».. ولا ادري لماذا وقع الاختيار علي؟! اعتقد لان الجميع يفضلون التفاهم والحديث اليومي العادي مع الآخرين، باللهجة العماية المحكية، فهي اخف واريح واحلى وهذا ايضا دليل الاعتزاز باللهجات العامية، على كل حال، تقبلت هذا الشرف اللغوي - مع الشكر للاخوان - واخذت ايمان ترافقني وتجالسني كظلي، سواء في الباص الصغير الذي يقلنا دائما من الفندق إلى وجهتنا اليومية، او في بهو الفندق «اللوبي» الذي نجتمع فيه لطرح الاسئلة المتنوعة على ايمان والاستفسارات وغيرها، وكل ما نريد معرفته عن الصين العظيمة، وهكذا اصبحت انا «المترجمة» من اللغة العربية الفصحى الى اللهجة العامية الكويتية والعكس، وظللت على هذا الوضع لمدة اسبوعين تقريبا، وفي هذه الفترة حدث الكثير من الحكايات الطريفة والملابسات الطريفة، وهذا بعضها:*** في احد المساءات، وبعد ان انتهى الاجتماع المسائي، طلبت الاخوات مني في طريق العودة ان نعرج على سوق اللؤلؤ الشهير في «بجين»، وبدوري طلبت من إيمان تحويل وجهة سيرنا من الفندق الى سوق اللؤلؤ الذي سمعنا عنه كثيرا ولم نتشرف بالشراء منه للآن، قبل ان تجيبني بحرف نظرت الاخت ايمان إلى ساعتها.. وكانت تشير الى السابعة مساء بالضبط على ما أذكر ـ أشوه، ذاكرتي، ليلحين قوية، بس لا تحسدوني ـ فردت علي ايمان بالحرف الواحد: «يا اختي منى، السوق «ينام» الساعة السابعة مساء».***بعد ان استوعبت تلك العبارة وفهمت ما قصدته الاخت ايمان بكلمة «ينام».. كتمت ضحكتي، وبخبث خفيف، التفت على الاخوات ـ المتواكلات، يبون الذهاب الى السوق ـ ورددت على مسامعهن العبارة نفسها بدون ترجمة لهجية.. وما هي الا لحظة استدراك، حتى انفجرن بضحك متواصل.. طبعا الاخت المترجمة ايمان، كانت تبحث في قاموسها اللغوي العربي عن كلمة مناسبة لتكمل جملتها، يبدو ان قاموسها لم يسعفها في تلك اللحظة بالكلمة الصحيحة، فاختارت «ينام» بمعنى «يغلق»...هذا ما حدث مع اللغة العربية الفصحى هذا المساء... فماذا حدث في صباح اليوم التالي؟

0 Comments:

Post a Comment

<< Home