برنسيس إيكاروس

Monday, June 26, 2006

### الى أختي المرشحة مع التحية ###

كتبت منى الشافعي
************
انتشرت في الديرة هنا وهناك مئات الخيام والمقرات الانتخابية التي اصبحت كاملة الدسم بدخول المرأة هذاالمعترك السياسي الجديد... وابتدأت المنافسة الشريفة على اشدها بين المرشحين والمرشحات لمجلس امتنا القادم... وانهالت دعوات افتتاح المقرات، ليتحدث كل منهم (من الجنسين) عن برنامجه الانتخابي وخطته المستقبلية، ومشاريعه التنموية والتطويرية والتوعوية والقضاء على الفساد والإصلاح الشامل والكل يدعو ليعيد الكويت الى عهدها الجميل.. الى آخره من تلك الامنيات، ولن نقول الشعارات.. كما تهيأت الدواوين الرجالية والمختلطة ومواقع التجمعات الاخرى ومقرات جمعيات النفع العام لدعم المرشحين (من الجنسين) وتفعيل الحركة الديموقراطية في الديرة.. وهذه ظاهرة مشروعة وصحية.***وإلى أختي المرشحة أقول، من وحي ما تقدم، تذكرت هذه الأفكار البسيطة، ورأيت أن من واجبي نقلها إليك، أختي المرشحة لأن تجربتك قصيرة جدا مقارنة بتجربة أخينا الرجل الذي سيبقك بأربعة عقود.. لعل هذه المعلومات تفيد حملتك الانتخابية ولو قليلا.كيف تتصرفين كمرشحة.. وماذا تفعلين عندما تريدين تهيئة الرأي العام لتقبل ما توجهينه اليه من رسائل حول برنامجك الانتخابي الذي سيشتمل بالضرورة على النهوض بالمجتمع وتحسين اوضاع الحياة العامة بشموليتها وتنوعها.. وما اغراضك السياسية ضمن موقعك في مصدر تشريع واتخاذ القرار ثم تنفيذه، اي في موقعك الجديد الحساس، الفاعل، والمؤثر، الذي ستشغلينه في مجلس الامة القادم 2006؟! أختى المرشحة، من قراءاتي حول الموضوع، اتضح ان افضل طريقة واكثرها نجاحا ان تجعلي غيرك يؤمن بما تطرحينه من افكار وتوجهات وإصلاحات وخدمات وغيرها، فالايمان بالشيء هو سيد الموقف في هذه الحالة الحيوية الحساسة، ولكن كيف تحققين ذلك الهدف؟! .. يقال: هناك وسيلتان لدفع الآخر للايمان بتوجهاتك وافكارك المطروحة.: الوسيلة الاولى باستخدام المال والنفوذ الاقتصادي كمعيار لجذب الآخرين نحوك (من ذوي النفوس المريضة).. يعني بالكويتي الفصيح 'شراء الذمم والاصوات'... اي شراء الآخر بقدرتك المالية ونفوذك الاقتصادي.. وهذه الوسيلة، وان كانت سهلة، لكنها باعتقادي مرفوضة، لانها لا اخلاقية ولا حضارية ولا صحية، ولا تناسب المواطن الكويتي الذي تربى على قيم واخلاق الاولين العالية والنزيهة، والاجمل انها لا تناسب المرأة بالذات ذلك المخلوق الرقيق الجميل الشفاف... وبعيدة كل البعد عن اخلاقيات العصر، خصوصا أننا نعيش عصر حرية الفكر، واحترام الرأي والرأي الآخر، وحقوق الانسان، وتكافؤ الفرص، عصر الديموقراطية الكاملة، الصحيحة، والتنافس الاخوي الشريف... وبالتالي يجب ان يكون الفوز بكرسي البرلمان للأصلح (من الجنسين).إذا، اختى الفاضلة، في ظل هذه المفاهيم التي بالضرورة تؤمنين بها وتمارسينها، وتتحلين بها، اعتقد ان تلك الوسيلة خائبة وتعيسة وتثير الاشمئزاز، والابتعاد عنها الخطوة الاولى للإصلاح والقضاء على الفساد... وعودة الكويت الحبيبة الى ماضيها المشرف وطريقها الصحيح 'نبيها خمس'.***أما الوسيلة الثانية، فهي طريقة مشروعة، شريفة، مهذبة، حضارية، تعتمد على ما يسمى بمنطق الاقناع والتأثير في الآخر من خلال وسائل اتصال مقبولة علنية وواضحة للجميع، ومنها، القاء المحاضرات، وإقامة الندوات، فتح باب المناقشة للتعريف بالبرامج الانتخابية للمرشحة.. المشاركة الفاعلة في الندوات الاخرى المفتوحة للمرشحين الآخرين .. القيام بزيارة التجمعات الاخرى المختلفة للتعريف بنفهسا (المرشحة) وطرح برامجها وافكارها وغيرها... وستكون تلك حركة مستمرة دؤوبة كالدائرة لا تنتهي يا أختي المرشحة حتى تؤتي ثمارها... اما مبدأ الاقناع بحد ذاته فهو يعتبر جزءا لا يتجزأ من نظام الحياة الديموقراطية، بل هو أولى خطواتها السليمة الصحيحة، ونحن اليوم، والحمد لله، في الكويت 'الجديدة' نمارس احد اشكال الديموقراطية، وذلك باستعداد اخوات فاضلات وقادرات ومؤهلات للترشيح والفوز لمجلس الامة القادم.***لانه ليس بيننا من يعرف كل شيء عن كل شيء... لذا يجب على صاحبة العلاقة (الأخت المرشحة) ان تحبب برنامجها للآخرين، وتقرب وجهة نظرها للناخبات والناخبين، وترغبهم في افكارها على ان تكون افكارا مدروسة معقولة وواقعية ومنطقية بحيث يسهل تصديق تحقيقها وتنفيذها ، وتقنعهم بالكلام المنتقى والاسلوب المهذب العقلاني الذي يخرج بصدق من القلب ليستقر في قلوبهم قبل عقولهم، بحيث يشعر من امامها (المرشحة) بمصداقية طرحها، وعليها ان تقدم حجج الاقناع التي تمتلكها وتستمع بجد الى مداخلات الجمهور واستفساراتهم حول برنامجها، وتجيب عنها بمنطق وهدوء، بعيدا عن التشنجات والانفعالات والمزايدات والمراهنات والوعود الخيالية (لأن المواطن من الجنسين) قد مل من الوعود والشعارات غير المفعلة ومن الافضل ان تقوم المرشحة ببعض الافعال التي تظهر وتبين للآخرين، بطرق غير مباشرة مدى اهتمامها بجمهورها، ومدى رغبتها بخدمتهم وتحقيق المنفعة والمصلحة العامة قبل المنفعة الشخصية، وتبرهن على قدرتها في تحمل مسؤولية عضوة البرلمان، واداء هذا الواجب الوطني بروح شفافة نحو ناسها ومجتمعها ووطنها، في حالة نجاحها ـ ان شاء الله ـ فإذا حققت المرحشة هذه المعادلات على صعوبتها، ضمن قناعة (الناخبات والناخبين) بمنهجها وبرنامجها المطروح وبشخصها الواثق، فانني ابارك لاختي المرشحة بضمان مقعد نيابي تحت قبة البرلمان الكويتي الموقر.. قولي إن شاء الله.m-alshafei@hotmail.com

0 Comments:

Post a Comment

<< Home