برنسيس إيكاروس

Thursday, May 24, 2007

## الشباب ... إلى متى ##



عشت خلال عامين تجربة جديدة، وهي المشاركة في اعادة بناء بيت الاسرة (سكن خاص)، ولقد حملت ذاكرتي خلال هذه الفترة نوعا من الالم الممزوج بشيء من الحسرة، كما خرجت ببعض الملاحظات، التي استفزتني للكتابة.في هذه 'الورشة الصغيرة' تعرفت على عدد كبير من الجنسيات العربية والاجنبية، بدءا بمهندس التصميم المعماري ومشرف المشروع، وانتهاء بعامل التنظيف، مرورا بأعداد لا بأس بها من الحرفيين والصناع والفنيين، وكم سمعت اذناي ذلك الخليط غير المتجانس من اللغات واللهجات التي تداخلت مع بعضها البعض لتحيل من ذلك البيت الصغير، مركزا لتعلم اللغات، وكم خدشت اذناي بعض العبارات والمفردات التي كان يرددها الاخوة العاملون باللهجة المحلية، وذلك كنوع من التفاهم فيما بينهم، ناهيك عن عملية التسويق لجميع خامات وادوات ومعدات واحتياجات البناء، كانت تتم من خلال العمالة الوافدة ايضا.***قبل ثلاثين عاما، واجهتني التجربة نفسها مع بناء بيت الاسرة، وكانت مقبولة لأننا لم نفكر بعد بإعداد الشباب الكويتي للأعمال الحرفية والفنية، وقبل ما يقرب من خمسة عشر عاما، شاركت العمالة الوافدة نفسها بترميم اجزاء من ذلك البيت، وكانت نوعا ما مقبولة، على امل تنمية مهارات الشباب الواعد وتدريبهم وتشجيع الحرفيين والفنيين منهم على مزاولة هذه المهن المجدية والمربحة، ولكن من المؤسف، ان التجربة نفسها، وبعد ثلاثة عقود، صفعتني للمرة الثالثة.. وهنا، اعتقد انها ظاهرة سلبية، يجب مواجهتها بكل شجاعة.كم كنت اتمنى ان ادخل تلك الورشة الصغيرة لتصافحني بها وجوه ابنائنا الفتية ولهجتهم المحلية الجميلة، وذلك اسوة بجيل الاجداد الذي شيد الاسوار، وبنى المستشفيات القديمة، والمدارس والمساجد والاسواق، والدواوين، والبيوت ذات الطابع المعماري البسيط الجميل، الذي لا يزال بعضه، يعلن عن وجوده البهي، إن ننس، فلن ننسى، ان بعض عوائل الكويت تحمل للآن وبكل فخر واعتزاز لقب حرفتها، كعائلة النجار والحداد والبناي والصباغة والقلاف، والتناك، والصايغ والخراز وغيرها، فأين الآن الشباب الكويتي، امل الامة، اين مخرجات اقسام ومعاهد وكليات التطبيقي والتكنولوجيا؟***لذا، من الواجب علينا جميعا، ان نلتفت الى اعداد وتأهيل الشباب للأعمال الحرفية والفنية، وامتصاص ترددهم بالتشجيع المادي والمعنوي، كطاقة شبابية واعدة للمساهمة في التنمية وتطوير المجتمع، لا سيما ونحن نخطط لإنشاء وبناء اكثر من مدينة جديدة تحاكي وتضاهي مدينة الكويت، وذلك ايضا يساعد في خفض معدلات البطالة وتقليص اعداد الطوابير المنتظرة للوظيفة الحكومية، وخلق فرص عمل جديدة للشباب. فإلى متى نظل عالة على غيرنا، ومتى تشهد الكويت تحولا تصحيحيا، لهذه الظاهرة ولغيرها من الظواهر السلبية المعكوسة؟

0 Comments:

Post a Comment

<< Home