برنسيس إيكاروس

Thursday, July 12, 2007

## الجدال مع الحمقى والسفهاء ##





المعروف، والمفروض، ان الانسان يتحاور ويتناقش ويتجادل في مواضيع خاصة وعامة، مع من يحاكيهم ثقافة وعلما واخلاقا ونضجا ووعيا، بكل شفافية واحترام، وبأدوات حضارية راقية، كما يجب الا ينحدر الانسان الحضاري المثقف الى مستوى طرح الحمقى والسفهاء، ومن الخير وكل الخير ان يترفع عن الرد او التحاور معهم في اي موضوع كان، حتى لا يتلطخ اسمه بالوحل الذي يخرج من افواههم، وبالتالي يتجنب مهاتراتهم وسذاجة طرحهم.وهناك من الاقوال الحكيمة التي تحدد هوية الاحمق والسفيه.. يقول الشاعر:لكل داء دواء يستطب بهإلا الحماقة أعيت من يداويهاويقول آخر:يخاطبني السفيه بكل قبحفأكره أن أكون له مجيبايزيد سفاهة فأزيد حلماكعود زاده الإحراق طيباوقول آخر:لسان العاقل وراء قلبه، وقلب الأحمق وراء لسانه* * *يؤسفني، انني لم اتذكر لحظة غضبي، تلك الحكم الثمينة، والمقولات المعبرة، ذلك حين اضطررت إلى الدخول في نقاش وجدال مع احد الحمقى لأنني انفعلت - ولم اعد للعشرة كما ينصح به الاطباء النفسانيون - ولم اتمالك نفسي، وسبقتني جرأتي للتصدي لفتاواه الغريبة، التي حرمت وحللت وكفرت، (على كيفه) بعض الامور الدينية والشرعية التي تمس شريحة كبيرة من المجتمع الكويتي، وذلك بشيء من الفوضى المعلوماتية، والمعرفة العبثية، التي لا ادري من اين استقاها ولا كيف اخترعها... علما بأنني كنت في جلسة اخوية حميمية، تجمعني بقامات ادبية وهامات مثقفة واعية لها ثقلها ووزنها في المجتمع، من الاصحاب والاصدقاء والزملاء، وكان من المفروض ان اسكت على حماقته وسفاهته، لأن السكوت على الاحمق افضل جواب، لكنني دائما صاحبة الرأي الآخر، ومشاكسة بالحق والبرهان، ولا يمكن ان اسكت على الخطأ او الغلط خاصة عندما يمس المرأة بوجه خاص او عام، فكان جدالي معه مضيعة لوقتي الثمين لأنني لم اصل معه الى هدف ولا الى علم ولا الى معرفة، فقد كان ذلك الانسان ضحلا، هشا، ضعيفا، يعيش على هامش الحياة.. يدعي العلم والمعرفة والخوض في كل المواضيع الدينية والشرعية والعلمية والفنية والادبية، فيما لا يفقه ولا يعرف من تلك المعارف والفنون شيئا، وبالتالي اتعبت نفسي في الرد على حماقة وطرح هذا السفيه.* * *بصراحة، نبهني بعد ذلك احد القامات المثقفة، الواعية، المتحضرة، الى ان جدالي مع انسان احمق وسفيه، لا يحاكيني ثقافة ولا علما ولا اخلاقا، ما هو الا مضيعة للوقت، وهدر لطاقتي، وذكرني مشكورا بقول الشاعر:ولن يصحب الإنسان إلا نظيرهوإن لم يكونا من قبيل ولا بلدفألف شكر لك ايها الصديق الرائع، ومنا الى الاخوة والاخوات المثقفين والمتعلمين والحضاريين، ان يترفعوا ويتجنبوا الخوض في نقاش او حوار مع احمق او سفيه لا يعي من الحضارة حتى قشورها

إضاءة

لا يمكنك استرجاع الكلمات بعد نطقها ... ولا يمكنك استرجاع الوقت بعد أن يمضي


0 Comments:

Post a Comment

<< Home