برنسيس إيكاروس

Friday, July 27, 2007

@ و أيضا ..عقارب الساعة @



وأنا أتصفح جريدة المغترب العربي الالكترونية عبر شبكة الانترنت والصادرة في كندا.. استوقفتني مقالة تحمل عنوان 'عقارب الساعة'.. يتساءل الاستاذ كاتب المقال الذي حمل توقيع 'احلام رجل قلق'، بقوله 'لماذا سميت عقارب الساعة بهذا الاسم؟ ولماذا لم يتم التعامل معها على انها آكلة الوقت؟'... ثم يستدرك اذ يقول: 'هي عقرب لأنها تمتلك سموما لا يمكن كشف تأثيرها ولا نعرف لها دواء في صيدليات الدنيا'.الكاتب في هذا المقال وحسب قناعاته الشخصية، ينظر الى عقارب الساعة على انها مؤذية وتلسع ايامه كالعقرب، في زحفها المنتظم لتختلس من البشر اجمل لحظات العمر، ويلومها على ذلك، معلنا انها آكلة الوقت.. والوقت، كما هو معروف، يعتبر اهم مادة من مواد الحياة، لكن ربما جريانه هو المؤذي للانسان حسب الادراك النفسي لكل منا، وبالتالي اغلبنا يكره جريان عقارب الساعة.. لكن هذه النظرة الاحادية إلى عقارب الساعة هل هي من الثوابت الحياتية؟نعتقد، ان هذه الحالة نسبية كما انها تتفاوت من لحظة حياتية الى اخرى، مثلا في حالات الانتظار الجميلة، تجدنا نحث عقارب الساعة على الجريان حتى نسعد بلقاء الاحباب ونضمهم الى صدورنا المتلهفة لحرارة عناقهم.. اما اذا كنا في جلسة حميمية تجمعنا مع الاهل والاصحاب والاحباب، فهنا نشتهي ونتمنى ان تتوقف عقارب الساعة عن الجريان، وان الساعة بلا عقارب، حتى لا نشعر بضياع ذلك الوقت وتلك الجلسة الجميلة.***أما حين نجلس والصمت يلفنا، والسكون يحيط بنا، ننظر الى حركة عقارب الساعة، ونستمع الى صوت دقاتها الرتيبة، ونشعر لحظتها، ان الوقت مجرد زمن ويمضي ليأكل من اعمارنا الكثير، فدائما ما نتوسله بان يعود الى الوراء، لنختار منه ما نريد ونشتهي.. فهل تعود عقارب الساعة الى الوراء؟ نتمنى.هل تتمنون وتشتهون، ان تعود عقارب الساعة محليا، مثلا الى ما قبل استجوابات مجلس امتنا الموقر المتكررة وصعود السادة الوزراء الى منصة الاستجواب التاريخية، ذلك الروتين الدوري الذي لن ينتهي؟.. الى ما قبل قرار الساعة الثامنة الذي يقيد عمل المرأة ويشل حركتها اليومية؟.. الى ما قبل ازمة الطاقة، وحملة 'ترشيد' اليومية حتى لا ينقطع التيار الكهربائي في هذا الصيف القائظ؟.. الى ما قبل صدور هذا العدد الكبير من الجرائد اليومية؟***أما على الصعيدين الاقليمي والعالمي.. فهل ترغبون ان تعود عقارب الساعة الى ما قبل ازمة النووي الايراني العالمية؟.. الى ما قبل سعير الحروب المستمرة في لبنان؟.. الى ما قبل تحرير العراق واحتلاله؟ الى ما قبل 11 سبتمبر؟ الى ما قبل ولادة القاعدة؟.. الى ما قبل ظاهرة الارهاب، والتفجيرات اليومية التي تلطخ شاشات الفضائيات بالدم الاحمر البريء؟. الى ما قبل الغزو الصدامي على الكويت الآمنة؟.. الى ما قبل الحرب العراقية الايرانية؟.. الى ما قبل الثورات العسكرية على الملوك والاستعمار؟ الى ما قبل اغتصاب فلسطين ووعد بلفور؟.. الى ما قبل التلوث البيئي العالمي واتساع طبقة الاوزون؟ الى ما قبل ظهور الفضائيات التي ستنغص علينا ليالي شهر رمضان الكريم؟.. الى ما قبل برنامج الاتجاه المعاكس وغير المعاكس؟.. الى ما قبل ثقافة مغنيات الاجساد، وعمليات التجميل؟***أتدرون، 'تبون الزبدة'.. أعتقد اغلبنا، ان لم يكن جميعنا يرغب ويتمنى ان تتوقف عقارب الساعة على زمن ما قبل ظهور النفط عندنا.. تحديدا منتصف اربعينات القرن الماضي.. لنعود ونستمتع ببساطة الحياة وعفويتها اليومية ونظافتها وطهارتها وروعة اهلها .. ذلك التناغم الذي يشكل الزمن الجميل الذي مضى
:إضاءة
إذا اختفى العدل من الأرض، لم يعد لوجود الانسان قيمة.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home