برنسيس إيكاروس

Saturday, July 28, 2007

** صناعة العنوسة **



في أغلب الجلسات الانثوية الحميمية، نتطرق كسيدات للحديث عن العنوسة، ذلك الغول المخيف الذي يرعب الامهات قبل البنات، احدى الامهات يبدأ القلق عندها بعد تخرج ابنتها من الجامعة بعام او عامين، ويزداد القلق عند الام الاخرى حين تتجاوز ابنتها سن الخامسة والعشرين، ويدخل القلق قلب الام الثالثة بعد ان تتخطى ابنتها سن الثلاثين، فماذا نعرف عن العنوسة؟ وهل نحن صنعناها؟***من المتعارف عليه، ان العنوسة تعني السن التي تصل اليها الفتاة دون زواج، مقارنة بالسن السائدة بين اسرتها ومجتمعها، لذا نعتقد ان تحديد سن العنوسة ليس له قانون معين ولا ثبات محدد، نظرا لأنه قابل للتغير والتبدل، سواء من زمن الى آخر، او من مجتمع إلى آخر، تبعا لتغير الظروف الحياتية والمفاهيم الاجتماعية الجديدة، والتطور الزمني السريع، والانفتاح على الثقافات الاخرى. كما تعتبر العنوسة مصطلحا اجتماعيا وليس لفظا علميا ثابتا حتى تخشاه الامهات وتخاف منه البنات.مع كل هذا وذاك، اصبحت العنوسة في مجتمعنا من الظواهر السلبية المؤلمة، والمشكلات الاجتماعية المعقدة التي تزداد تضخما يوما بعد آخر، كما برزت بحدة في السنوات الاخيرة نتيجة لأسباب وعوامل عدة تدخل في صناعتها وتساعد على انتشارها.***من اهم هذه العوامل والمعوقات، المغالاة في طلب المهور، التي أصبحت فقط للمباهاة بين الاسر، وارتفاع تكاليف الزواج الاخرى، وهناك المعايير الاجتماعية المرتبطة بالطبقات والفئات مثل المال والثقافة ودرجة التعليم، والجاه وغيرها، اما الاهم من هذا وذاك، فهو اختلاف المذاهب والاصول والطوائف.فهل نستطيع بشيء من الحكمة والتعقل كمجتمع صغير متآخ، متقارب، متحاب، متواصل، متحضر ومتطور، ان نقضي او حتى نحد من درجة خطورة وقوة هذه الظاهرة الكارثية التي صنعناها بأيدينا؟ وذلك بأن نتعطف ونتنازل كأسرة ومجتمع، ونحدد المهور بمبالغ معقولة لا ترهق ميزانية الشباب، ولا تثقل كواهلهم الضعيفة، هل نأمل ان نستغني عن حفلات الزفاف الاسطورية ومظاهر الاعراس الخيالية التي اصبحت محلا للمفاخرة والتحدث عن فخامتها وغرابتها في المجالس الخاصة والعامة؟ وهل نستطيع بشيء من الحضارية ان نتساهل مع حالة اختلاف المذاهب؟ هل بمقدور البعض منا ان ينسى للحظة الاصول والنسب والحسب، ويتذكر فقط اننا عيال آدم وحواء، وعيال هذه الديرة الطيبة الجميلة؟ مع ان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول 'اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه'، وبالتالي نرحم بناتنا من شبح العنوسة المخيف، ونساعد الشباب على تكوين اسر صغيرة سعيدة - من غير ديون ولا قروض بنكية قد تمتد الى سنوات عجاف، ولا اعانات اجتماعية، ولا مطالبات يومية بإسقاط القروض - ...نتمنى
********.

ألستم معي في ان العنوسة، هذه المفردة المتداولة يوميا بيننا، هي كلمة قاسية، ومصطلح غير مستحب، ومعنى غير مقبول، لا نفسيا ولا انسانيا، حين نطلقه بلا مبالاة على بناتنا الحلوين غير المتزوجات، وكأننا نوبخهن ونعزلهن عن مجتمعهن من غير ذنب جنينه، ولعلنا نتحاور كأسرة ومجتمع علنا نخرج بحلول اخرى اكثر نجاحا وصلاحا لهذه الظاهرة التعيسة

********.

إضاءة:
لماذا لا ينعت الرجل غير المتزوج بالعانس أيضا، وتطبق عليه الحالة نفسها؟!
هل سن الفتاة يعتبر معيارا أساسيا للزواج؟.. مع ان تحديد سن للزواج أمر مرفوض من الناحية الشرعية؟

2 Comments:

At 10 August, 2007, Blogger Q8DOLL said...

صدقتي
فكم من فتاة من شدة خوفها من العنوسه تزوجت بشخص أي كلام حتى لا يطلق عليها عانس
يا تلحق يا ماتلحقش
وصدمتني معلومه جديده زودتني بها أحد صديقاتي
بأن أختها اختارت مجال التدريس لأنه المدرسه سوقها ماشي ومرغوبه وبسرعه تتزوج :)
عقليه غريبه
عجيبه
العانس صوره بشعه رسمها المجتمع
ليعاير فيه انسانه من الممكن ان تكون هي من اختارت عزوبيتها
أو لم يأتي الشخص المناسب في الوقت المناسب وفات القطار
وتلام وتوصم بهذه الصفه بقية العمر

دمتي بود

 
At 13 August, 2007, Blogger برنسيس إيكاروس said...

حبيبتي الحلوة
كل الكلام عن العنوسة صنعه المجتمع الذي لا يرحم
فكيف يرحم الفتيات الحلوات
على العموم ولا يهمك الكلام
Be UR self
وهذا المهم
والعنوسة لا عيب ولا حرام
وربما اختيار
مودتي

 

Post a Comment

<< Home