برنسيس إيكاروس

Friday, August 17, 2007

** الأغلبية الصامتة **



" silent majoraty تعرف 'الأغلبية الصامتة'
تبعا لقاموس الفكر السياسي، بأنها دلالة على اغلب الناس، ممن لا ينتمون الى احزاب معينة، ولا يندرجون تحت تيار منظم، وبالتالي فهم يشكلون ثقافة الصمت، في المجتمعات العالمية، بحيث يتعذر عليهم التعبير عن مطالبهم وتطلعاتهم والتصريح بآرائهم، وذلك في الدول الاستبدادية او الدكتاتورية او السلطوية، وهكذا تضيع حقوقهم، ويفقدون وجودهم الانساني

* * *
الحمد لله ألف مرة اننا من الشعوب الحرة المدللة التي تتمتع بمساحة من الحرية وإبداء الرأي تحسد عليها
تعيش في مجتمع انساني مترابط متآخ متعاون - خاصة وقت المحن والأزمات، مثل محنة الغزو وأزمة الكهرباء - والأجمل اننا نتقبل الرأي ونحترم الرأي الآخر، وبالتالي لا تسكت اغلبيتنا الصامتة، فهناك من يتولى التعبير عن صمتها.. فما شاء الله، قد حبانا الله تعالى، بعدد لا يستهان به من الصحف اليومية ذات السياسات والاتجاهات المتنوعة، والطروحات العقلانية، والآراء المستنيرة.. كما نتمتع بأقلام حرة صريحة وصادقة، لكنها بركانية تثور بوجه كل ما هو سلبي وفاسد ومرفوض في الديرة الحبيبة، فلا تضطرب الكلمات فوق اوراقها، ولا تختبئ الافكار بين سطورها، ولا تندس الاسقاطات خلف مفرداتها، واضحة كالشمس، تكتب بحس وطني.. حرية مسؤولة، جريئة في طرحها، شجاعة في مطالبها، لا تخشى رقيبا ولا تخجل من حسيب، تتحلى بسعة الأفق، بعد النظرة وقوة الادراك، والاجمل من هذا وذاك لديها رقابة ذاتية، تحترم الثوابت، وتبتعد عن التجريح، فتجد، في الصفحة ذاتها والجريدة نفسها، يتجاور الرأي والرأي الآخر، وكل منهما يقول للآخر 'الله بالخير'، وابتسامة تسبقه، حتى وإن كانت مصطنعة، على الاقل فهي ليست مسدسا مصوبا الى رأسه، ولا سيارة مفخخة تتحفز لاصطياده، والأهم ليس هناك من ينتظره خارج البوابة ليضعه خلف القضبان.

* * *
وبالتالي فأغلبيتنا الصامتة، عندما نطقت، تساءلت باستحياء، بصمتها المعهود الذي تجسده تلك الاقلام: 'اين من يخاف على مصلحة الديرة وشؤونها الداخلية والخارجية؟ وأين من يعزز الامن والأمان؟ اين النواب الذين في مستوى تطلعات الناخبات والناخبين؟ اين التغيير والتعديل ومحاربة الفساد الاداري والمالي ايها الوزراء الافاضل؟ اين تطبيق اللوائح والقوانين ونبذ الواسطة؟ من المسؤول عن هدر المال العام لغير مصلحة الديرة وأهلها؟ اين خطط واستراتيجيات وزارة التربية الاصلاحية المتطورة لهذا العام؟ ماذا اعدت ادارة المرور لتفادي الازدحامات والاختناقات المرورية التي تفاقمت في الشوارع والطرقات لا سيما والعودة الى المدارس باتت قريبة؟ ما سر وجود التاكسي الجوال الذي ضاعف ازمة المرور الحادة؟ ملوثات البيئة الخطيرة من المسؤول عن ظهورها؟ ماذا اعددنا لتفادي ازمة الكهرباء غير حملة 'ترشيد' التي يراد لها ترشيد لغوي وفني؟ ما لغز المد والجزر في حالة المكاتب الاعلامية في الخارج؟ متى تحل ازمة العلاج في الخارج؟ الى متى نجلب عمالة هامشية من الخارج، وظاهرة البطالة تطارد شبابنا الحلوين؟'

***
أما المبدعون الصامتون فيسألون لجنة رقابة الكتب والمطبوعات: 'لماذا تمنع كتبهم الابداعية الجميلة وتصادر
افكارهم الرائعة، في الوقت الذي توزع هذه الكتب الممنوعة، على آلاف القراء والمهتمين في العالم، عبر وسائل الاتصالات المتنوعة ذات التكنولوجيا الحديثة المتطورة، التي ربما هي غائبة عن قاموس الرقيب؟'.الاغلبية الصامتة القلقة، تسأل: 'هل كل هذا التراخي وتلك الظواهر السلبية سببها الخلاف المستمر، والتوتر الدائم، بين السلطتين التشريعية والتنفيذية؟'.اخيرا، الاغلبية الصامتة تصرخ: 'ضاعت حقوقنا من الاقلية المتنفذة في الديرة، فمتى يحترم صمتنا؟'
*****
:إ ضاءة

قبل أن نثق بالآخرين، يجب علينا ان نثق بأنفسنا

m_alshafei@hotmail.com

4 Comments:

At 18 August, 2007, Blogger Q8DOLL said...

الغاليه إيكاروس
مقاله قلبت المواجع
أعتقد أن الأغلبيه الصامته تشكلت بعد تجاهلها باستمرار
وتعودنا على الاعتماد على الأقليه الذين للأسف للآن لم نجد من يحقق لنا مطالبنا
اختي العزيزه
المشكله أن الناخبين وغيرهم ممن يسعون إلى المناصب ويتطلعون بشوق الى الكرسي الموعود وأصحاب القرار
مستعدين لأن يتلونوا ويتشكلوا للوصول على أكتافنا
وما أن يصلوا
حتى تسقط الأقنعه
وتبهت الألوان

نحن لسنا ضعفاء والكل يعبر عن رأيه
وصوتنا ليس منخفض
بل هم الصم

 
At 18 August, 2007, Blogger برنسيس إيكاروس said...

غاليتي الحلوة دول
شكرا للمتابعة
أنا معك بأن هذه الفئة المتنفذة قد أكلت الأخضر واليابس ولم تبقي شيئا
أما لعبة الكراسي فهي لا تزال تغريهم
بصراحة ماتت ضمائرهم وتجمدت أحاسيسهم
أما آذانهم فتعيش في صمم مفتعل
أما نحن فسنظل نصرخ ونصرخ
بأقلامنا ومدوناتنا
علهم يسمعون
صح لسانك يا ابنتي

 
At 19 August, 2007, Blogger Unknown said...

مقالة اكثر من رائعة
نعم
ولكن ذكرتي مشكلتين ارتبطت بالتحام الشعب
ازمة الغزو
وازمة الكهرباء
الا تعتقدين اننا شعب غير مترف عندما نكون نملك ما نملك من ترف العيش
وبنفس الوقت يتم التهويش لنا بازمة كهرباء

الصمم الدائر حولنا هو ليس لعدم سماعنا ولكن للانشغال بالسلب والنهب والخطط الغريبة العجيبة

مقالة متشعبة جميلة يجب قراءتها اكثر من مرة

شكرا

 
At 19 August, 2007, Blogger برنسيس إيكاروس said...

أخي الغالي مشاري
شكرا على متابعتي
والمرور بمدونتي
مشكلة الكهرباء كانت قائمة منذ أكثر من عشر سنوات
ولكن مثل ما قلت
محد قلبه على الديرة
الفساد الاداري والمالي متفشي في كل مكان وبالتالي يتسبب بهالمشاكل والسلبيات
يراد لنا منخل ننخل فيه المسئولين ليتبقى منهم الصافي النظيف
كلامك كله صدق
الكل يستغرب دولة نفطية بحجم ديرتنا وتشكو من مشكلة الكهرباء
عجايب يا أخي
بس شنسوي (هذي ديرتنا وفيها إلي نبي
مودتي

 

Post a Comment

<< Home