برنسيس إيكاروس

Thursday, August 23, 2007

**ظاهرة التسول **


بعد ان وضعت فاتورة الشراء في حقيبة يدي، واتجهت الى باب الخروج الزجاجي الكبير لاحد محلات الشويخ الصناعية، لمحتها وهي تدفعها بقوة الى الداخل، ثم تبتعد مسرعة وعباءتها السوداء تكنس الارض خلفها، لتدلف هي الاخرى الى المحل الملاصق.. كانت صغيرة مراهقة ضعيفة البنية، متلفعة بسواد العالم - موضة الطرارة - من رأسها الى اخمص قدميها - مع ان الوقت ظهرا، والحرارة تجاوزت 49 درجة - تعددت الوان الحزن والاسى على وجه الصغيرة، تتلفت حولها، تبسط يمناها تستجدي عطف الزبائن، بصراحة، ممثلة ناجحة مدربة، اجادت صنعة الشحاذة، واتقنت فنون التسول، تلك المهنة المريحة التي لا تحتاج الى رأسمال، انما يكفي فقط كرت زيارة صغير لمدة معينة، على ان يكون شهر رمضان الفضيل، تلك المناسبة الدينية العظيمة، ضمن اشهر التسول، حيث تأمل هذه الفئة ان تنهب ما تجود به ايادي الطيبين وما تطيب عنه نفوسهم المعطرة بالإيمان.
***
الشحاذة والتسول والاستجداء، ظواهر اجتماعية غير صحية، وبالتالي فهي ممارسات مرفوضة بقوة من المجتمعات المتمدنة.. المتحضرة.. الراقية.
ففي السنوات الاخيرة اخذت تصادفنا بشدة هذه الممارسات الغريبة اللامشروعة الدخيلة على مجتمعنا، خصوصا في شهر رمضان الكريم، وها هو يطرق الابواب، وها هي تباشير 'الطرارة' بدأت تغزو ديرتنا الحبيبة، بصورة طبيعية وعادية بلا حسيب ولا رقيب، فقد أصبحت مهنة منظمة، بحيث تطورت اساليبها المشروعة مع كروت الزيارة، وهمة السادة تجار الاقامات، اصحاب الذمم الرخيصة النائمة في حلاوة الربح السريع، حتى اصبحت ظاهرة كل عام تبدأ دورتها خلال شهر شعبان، على امل ان تصل الى ذروتها المطلوبة خلال شهر رمضان الكريم.
***
هذه الظاهرة البشعة والآفة اللئيمة التي تشمئز منها النفوس، لا تليق بالوطن الجميل والديرة النظيفة، بل تشوه ايام شهر رمضان الفضيل، وبالتالي يجب التصدي لها بكل وسيلة متاحة، ومحاربتها بقوة واقتلاعها من جذورها.. فهي تحتاج الى صحوة ضمائر تجار الاقامات.. ومتابعة وملاحقة مستمرة وواعية من جهات الاختصاص، وعين ساهرة، يقظة وثاقبة - كعيني زرقاء اليمامة - من رجال الامن الغيورين على الديرة.. كما تحتاج الى قلوب قوية وعيون لا تدمع من المواطنين والمقيمين الشرفاء، امام من تمد يدها بصورة همجية لا مشروعة وتطلب الدينار، فليظل الدينار الكويتي نظيفا من هذه الايادي المؤذية وعزيزا على اهله، والاقربون اولى بالمعروف.
***
إضاءة:
كم هم المحتاجون من الأسر الكويتية المتعففة عن السؤال.. والتي اغلبنا يعرفها؟.
قال الله تعالى 'انما الصدقات للفقراء والمساكين..'.
m_alshafei@hotmail.com

7 Comments:

At 23 August, 2007, Blogger 2 u ALL said...

نعم أنها ظواهر أجتماعيه غريبه على مجتمعنا ..!! وأصبحت للكثير من الناس مهنه وعاده ..!! رمضان مقبل على الأبواب وسنشاهد بعض الزيارات من مواطنين "دول مجلس التعاون" يجولون في الديوانيات لأستجداء الناس ..!! وأصبحت هذه الظاهره واضحه في الاونه الأخيره ..!! هذا ما يسمى " باالشحاذه السياحيه" ..!! للأسف هذا يحصل أمام مرأى رجال الامن والمسؤلين ..!! شكرا على أثارة هذا الموضوع المهم ...!!؟

 
At 23 August, 2007, Blogger برنسيس إيكاروس said...

أخي العزيز
2u all
ما تفضلت به حدث معي
جاء أحدهم من إخواننا الخليجيين
ولأكثر من مرة
ودخل رابطة الأدباء
وطلب من الجالسين المقسوم
ثم بجرأة جلس قربي وطلب المقسوم وبالصدفة كنت السيدة الوحيدة في الجلسة
طبعا فشلت عطيته المقسوم
وفي الليل زار إحدى اليوانيات
وكان صاحبها
أحد أعضاء الرابطة
فواجهه
ولكنه لم يخجل
وطلب المقسوم
ولقد أصبح وجها مألوفا
لدينا في شهر رمضان المبارك
يهل علينا قبل الهلال
والله عيب
المصيبة أنه يرتدي بشت محترم
تخيل هذا المنظر الغريب
وشكرا لمداخلتك وإطراءك
أيها الأخ الغيور
مودتي

 
At 24 August, 2007, Blogger 5roofa said...

موضوع جدا رائع و سماحيني ما اقدر ارد بنفس اللغه العربيه الي انتي مستخدمتها لانها ركيكه عندي

بس حبيت طريقه سردج للواقع الي نعيشه و صج في متسولين يبدعون التمثيل بس هم في متسولين صج محتاجين

انا ما اشجع الشي بس و الاعمال بالنيات
يعني اعطي و انا و نيتي و اهي و ضميرها

سامحيني بس حبيت ابدي راي بالموضوع

و يعطيج العافيه

salamz...

 
At 24 August, 2007, Blogger برنسيس إيكاروس said...

ابنتي المبتسمة الحلوة
5roofa
شكرا على إطلالتك المبتسمة في موقعي
والله يديم عليك طيبة قلبك
ولكن عدم تشجيع هذه الحالات أفضل يا ابنتي
بس بصراحة أنا معك شنسوي قلوبنا دائما ترتجف أمام السائل
الممثل أو المحتاج
ولكن يجب أن نحاول
ونقسي قلوبنا حتى تنظف الديرة
بالمناسبة
مريت على موقعك
جميل وحالم الله يهنيك
ويكبر بمواضيعك اللطيفة
سأمر مرة ثانية للتعليق
مودتي
منى

 
At 25 August, 2007, Blogger Q8DOLL said...

فعلا ظاهره ولاحظتها أيضا بجانب البنوك
"خوش موقع"
شي مؤسف ويفشل
واعتقد يوجد تقصير من الداخليه
لو كان فعلا في ردع لهم وتخويف
لما رأيناهم في كل مكان منتشرين
يوم الخميس بالليل تقريبا الساعه الثامنه
وفي مكان حيوي
"إشاره على شارع الخليج بجانب أبل بيز"
يبيع بعض الأطفال الذين لا يتجاوزون العاشره بعض الألعاب على السيارات
ألا ترين الجرأه ؟؟
وقوة العين؟
المسأله تتعدى القادمين بكروت الزياره
فهي أصبحت كالوظيفه الصيفيه لبعض الأطفال الذي يحدهم ذويهم على التسول لكن بطريقه كشخه
يبيع علوج
أو ألعاب تشب ليتات
أو سمج
على الاشارات

فعلا محتاجين حمله قويه لردع استغلال الطفوله في أعمال التسول
والمتسولين أنفسهم
فمن يحمي تمدنا وتحضرنا؟

 
At 25 August, 2007, Blogger mocha said...

ظاهرة بدأت تنشتر بكثرة
والغريب ان ترين احد الشباب بكامل اناقته وصحته
(دشداشه وغترة مضروبه بؤتي)
ويبدأ بسرد قصته لاتساعدينه باي مبلغ
احيانا ارد عليهم
(روح اشتغل)

اما الاطفال والعجائز منظرهم يحزن القلب
فتأتذكر الايه
(واما السائل فلا تنهر)
صدق الله العظيم

متابعة لقلمك الواعي

 
At 25 August, 2007, Blogger Unknown said...

ظاهرة اختفت فجأة وعادت فجأة وعادت معها ظواهر جديدة غريبة
ظاهرة البنغلاديشين الذين يبيعون كل شئ
حتى علب البيبسى يجمعونها ويبيعونها

اختى الكريمة مع الاسف ان التعفف صار شئ من اهل البلد ولو تلاحظين ان غالبية المتسولين هم من الجنسيات العربية
التى تأتى ضمن كروت زياة فالموضوع يعتبر تجارة جديدة

 

Post a Comment

<< Home