برنسيس إيكاروس

Friday, November 09, 2007

** الى مشَّرع قانون وثائق السفر .. مع التحية **


**************************************

الحديث عن الحرية الشخصية، يظل حاضرا، متوثبا في ذاكرة المرأة، لما له من أهمية كبيرة ووقع انساني جميل لديها.. لذا، حدث ان ذهبت
الى مركز خدمة المواطن في ضاحية اليرموك قبل يومين، لتجديد جواز سفري، وإذا بالاخت الموظفة وبعد ان أخذت الجواز ودونت جميع البيانات الرسمية، وقبل أن تقدم أوراقها إلي لأوقعها، وبصراحة هذا ما توقعته، أخذت بعجالة أبحث عن قلمي داخل شنطة يدي، التي كانت تئن من كثر وثقل محتوياتها. وما ان عثرت على قلمي بعد جهد وابتسمت فإذا بها تمسك بأوراقها وتبتسم لترمي بقنبلتها المدوية في وجهي المبتسم: 'أين زوجك يا أختي ليوقع على الأوراق؟'.. هنا المفاجأة التي هزت كياني كامرأة راشدة، وأزعجتني لدرجة ان ابتسامتي غادرتني في لحظة ذهولي، وصرخت ابتسامتي مستفسرة لحظة انطفائها: 'ماذا؟!'.

* * *

- أين حقوق المرأة الانسانية والوضعية، أين حرية المرأة، هل من المعقول في بلد ديموقراطي، حصلت فيه المرأة على حقوقها السياسية كاملة غير منقوصة ان يحدث هذا؟! بصراحة، شعرت بغصة مرة، وإهانة كبيرة، فقد تجاوز عمري اضعاف سن الرشد ومازلت كامرأة أعامل بأنني ناقصة الاهلية. المسألة ليست صراعا أو تنافسا مع الرجل وليست شخصية، فإنني احترم وأقدر وأثق وأحب الرجال في حياتي: الأب، الزوج، الأخ، الابن، الجد، العم، الخال، حتى الصديق والزميل.. لكن المسألة إنسانية فقط، لان المرأة إنسان عاقل.

* * *

اذا كان من وضع هذا القانون قد تناسى المادة 28 من دستور الديرة، فأنا واخواتي الفاضلات لم ولن ننسى أو نتناسى المادة 28 التي
جاء فيها: 'الناس سواسية في الكرامة الانسانية، وهم متساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة، لا تمييز بينهم في ذلك، بسبب الجنس او الاصل او اللغة'.. ومع هذا جاء قانون 'تجديد جواز سفر المرأة' ليحرمها من حقها الانساني البسيط ويلغي كرامتها الانسانية وحريتها.. ليش؟! ما أدري!!

* * *

يا جماعة.. أين حظ المرأة وقيمتها في الثقة والاحترام والتقدير، في القضايا التي تتعلق بكرامتها وحريتها وبوجودها الانساني؟! يبدو
أن هناك الكثير من حقوق المرأة، مغيبة او مبتورة، او مسلوبة او حتى مهانة في المجتمع الذكوري.بصراحة، أتمنى ان تلتفت الصحافة الى هذا النوع من قضايا المرأة، التفاتة قوية فاعلة ومؤثرة، ربما تساهم وتساعد الى ما تطمح إليه المرأة من حاجات ورغبات وقناعات إنسانية.أيها المجتمع الذكوري.. بالله عليكم، رفقا بالقوارير.شيء من الاحترام وأشياء من التقدير والثقة في المرأة.. فإلى متى؟!

* * *

إضاءة

حين حضر زوجي العزيز للتوقيع على الأوراق كان مستاء وتقاطيع وجهه تقول لي: 'آسف، لكن للضرورة أحكاما


m_alshafei@hotmail.com

0 Comments:

Post a Comment

<< Home