برنسيس إيكاروس

Friday, January 18, 2008

** لنكن بمستوى الكلمة **





صحيح ان الكتابة مسؤولية تثقل كاهل الكاتب وترهقه، كما تؤرق الناشر، ولكن حرية التعبير ممتعة وجميلة ومطلوبة، والاهم مكفولة بحدودها وثوابتها المعروفة.الكتابة عامة والكتابة الصحفية خاصة لها تأثير كبير وسريع وفاعل على عقول القراء، وهنا تكمن مسؤولية الكلمة وخطورتها، خصوصا من الكتاب الذين يوجهون اقلامهم الى حيث المواضيع السياسية الساخنة المحلية والاقليمية والعالمية، كما يتعمقون بتحليل تلك الاوضاع وبعض الاحداث، ويتنبأون بالتوقعات على اختلافها، كما هي الكتابات الدينية والاجتهادات، والفتاوى المختلفة التي تحرم وتحلل وتجيز، وبالتالي تتغلغل هذه المعلومات في عقول الناس لتدخل في دقائق امورهم وصغائرها، فتثير الرعب والخوف في النفوس المطمئنة، وقد تؤثر سلبا على سير حياتهم الهادئة فتنغصها، لذا فالحذر في مثل هذه المواضيع واجب انساني ومطلب وطني.هذا لا ينفي ان هناك مستجدات يومية متلاحقة، ومشكلات متسارعة، وتحديات متنوعة، تطفو بقوة على الساحة الإنسانية، تستصرخ الاقلام الجادة القادرة المتمكنة، ان تهب للإعلان عنها وعن وجودها المرضي، فهي تحتاج الى طرح وتحليل وتشخيص ومعالجة بشكل جيد دقيق، نقي حيادي، ومدروس، قائم على الثوابت والحقائق والحيثيات والقناعات التي يجب ان يعيها الكاتب الجاد ويحذرها، مثل مشكلة المديونيات وشرائها، واسقاط القروض عن المتعثرين من المواطنين، وزيادة رواتب الموظفين والكوادر الوظيفية وغيرها من المشاكل والظواهر التي تستجد على ساحتنا المحلية هذه الايام، ومن العوامل المهمة في فن الكتابة السرعة والتوقيت الصحيح بحيث يتزامن فعل الكتابة مع زمن الحدث او مع حدوث المشكلة او تفاقم الظاهرة واتساعها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الامور مرهونة بأوقاتها»، وقال الامام علي كرم الله وجهه: «الفرصة سريعة الفوت، بطيئة العود».الكتابة الصحفية تتنوع من كاتب لآخر حسب امكانات الكاتب وقدراته واسلوبه، فمن الكتَّاب من يجيد الكتابة الرمزية، ومنهم من يفضل الكتابة الساخرة، ومنهم من يهتم بالجدية والمباشرة، ومنهم من تكون كتاباته السهل الممتنع، سلسلة سهلة لكنها عميقة المعنى وعظيمة الجودة، ومن الكتَّاب من ينبه لوجود مشكلة ما او ظاهرة استطالت وكبرت، ومنهم من يضع بعض الحلول التي يراها مناسبة، ومنهم من يشخص الحالة فقط ويترك العلاج لغيره من المعنيين او المسؤولين او المتمكنين من زملائه، وهناك انواع اخرى من الكتابة تهتم بالمعلومة والمعرفةوالتوعية والتربية والنصح، ومنها ما يلفت النظر الى امور حياتية يومية تلتف حول المواطن سواء كانت سلبية او ايجابية، نستطيع القول ان كل هذه الاجناس الكتابية مفيدة وذات منفعة انسانية كبيرة تخدم الناس وتحاول ان ترتقي بالمجتمع وتصلح عيوبه وتخفف من فساده، وايضا تظهر محاسنه قبل عيوبه ان كانت هناك محاسن.إذاً، فالكتابة بكل صورها واشكالها ليست حالة سهلة ولا عملية ديناميكية، ولا هي نوع من الترف، كما يتصورها البعض، فهي فعل يحتاج الى وقت وجهد وفكر وبحث، لها تبعاتها، هناك من يرفضها وهناك من يتقبلها وهناك مَن ينتقدها، وبالتالي فمن لديه ملكة الكتابة فليمارسها، غير متناس انها مسؤولية مرهقة يجب ان يتحملها ويتقبل تبعاتها بروح رياضية، وليكن بمستوى الكلمة وخطورة الحرف كي يحمل امانة القلم

************.

إضاءة

:إذا خفت لا تقل.. وإذا قلت لا تخف

ربَّ قول أَشد من صول.

m_alshafei@hotmail.com

2 Comments:

At 24 January, 2008, Blogger عثماني said...

بوست رائع

كالعادة

وفعلا للكلمة وقع الرصاص

 
At 25 January, 2008, Blogger برنسيس إيكاروس said...

العزيز عثماني
شكرا لمرورك وتعليقك المكثف الذي يعطي الموضوع ثراء
فعلا للكلمة صدى الرصاص وقوته
مودتي
منى

 

Post a Comment

<< Home