برنسيس إيكاروس

Friday, January 25, 2008

** الجبهة الداخلية **




لا ادري كيف خطر ببالي هذا الموضوع، لابد ان هناك شيئا ما يدور حولي، حرك الفكرة في ذهني، وجعلني اتساءل عن مسمى «الجبهة الداخلية»، فالمعروف في حالات الحروب ان المواطن داخل اراضيه يُعتبر احدى جبهات الحرب، وجزءا لا يتجزأ من القتال الدائر على حدوده او قرب منشآته العسكرية او الاقتصادية او فوق سمائه، وبالتالي لا بد ان تصاحب القوة العسكرية والامنية قوة اخرى تسمى «الجبهة الداخلية»، ومن واجب الدولة ان تباشر في اعداد وتجهيز تلك القوة المساعدة وذلك لحماية المواطن في الداخل عبر خطة مدروسة متكاملة، لاهمية هذه المنظومة في حالة نشوب حرب ما، والجبهة الداخلية عبارة عن متطوعين من المواطنين القادرين والمتمكنين والمدربين، تساعدهم مؤسسات المجتمع المدني بكل طاقاتها وامكاناتها وقدرات اعضائها، وذلك على شكل وحدات مدربة ومجهزة بالمعدات الطبية اللازمة وسيارات الاسعاف والاطفاء ومعدات اخرى ضرورية لمثل هذه الامور، ولانجاح مهمة وحدات الجبهة الداخلية ودورها يجب ان يتم التعاون الجاد بينها وبين وحدات الشرطة وقوى الامن الاخرى المستنفرة في الداخل تساندهم وسائل الاعلام المتنوعة المقروءة والمرئية والمسموعة، لمواجهة الحالات الطارئة، والتقليل من حدوث الاضرار غير المتوقعة، وحل المشاكل الآنية والقضاء عليها. ذلك لان في حالات الحروب لن تتمكن الدولة منفردة من الدفاع والسيطرة على كل ما يحدث في الخارج والداخل، ويجب على الجبهة الداخلية المكونة من قوى بشرية مدربة ومن قوى امنية مختلفة ومن مؤسسات مدنية ومن جميع المواطنين الغيورين على وطنهم، ان تكون متماسكة وصلبة ومتراصة ومتعاونة ومتوادة، كي تدعم القوة العسكرية للدولة بحيث تبتعد عن مجرد حمل الشعارات ونشرها، وتبدأ بالعمل الجاد وتفعيله في حالة حدوث ضرر


***********


ما.ما دام الشيء بالشيء يذكر.. فانني اتذكر جيدا فترة الغزو والاحتلال الصدامي عام 1990 لديرتنا الحبيبة، فقد كان الصامدون عزلا من السلاح، لكنهم استطاعوا بجدارة الدفاع عن اراضيهم بالمقاومة والنضال والصمود، كما استطاعوا العمل على توفير الغذاء والدواء بشتى الطرق وذلك كل حسب موقعه وقدراته وامكاناته، كما استطاعوا حل مشاكلهم اليومية ولقد نجحوا بذلك كجبهة داخلية يسكنها الحب والمودة والايثار ويزينها التكاتف والتلاحم والتعاون والتسامح، وتتوجها السمات الكويتية الطيبة المعروفة.نتمنى علينا، في حالة حدوث ضرر ما – لا سمح الله – ان تكون هذه الصفات الجميلة لصيقة بكل مواطن كويتي تجاه اخيه الآخر، بعيدا عن الطائفية والمذهبية والقبلية والحزبية، وبالتالي ستكون جبهتنا الداخلية اقوى من الباتريوت والصواريخ والجت، واكثر فاعلية وتأثيرا من الدبابات والقنابل النووية، في وجه كل من تسول له نفسه المساس بامن وامان الكويت الحبيبة.. حفظ الله الكويت


وشعبها من كل مكروه قد يدنو صوبها.


m_alshafei@hotmail.com





2 Comments:

At 26 January, 2008, Blogger Eng_Q8 said...

مقال رائع كالعاده

واعتقد اننا نحتاج لجبهه داخليه الان لكي نصلح ما يمكن اصلاحه

تحياتي

 
At 27 January, 2008, Blogger برنسيس إيكاروس said...

العزيز
eng q8
شكرا على مرورك الشفيف
وتعليقك عل المحك نحن نحتاج لجيهةفاعلة كي تتصدى للفساد من الناس الطيبين
الذين يفكرون في الكويت ويضعونها من أولوياتهم من الشباب الرائعين مثلك يا ابني وأمثالك
ان شاء الله
مودتي
منى

 

Post a Comment

<< Home