برنسيس إيكاروس

Thursday, February 28, 2008

** ثقافة الانتماء الوطني **



يقال ان الانتماء عامة يتشكل من حلقات متداخلة متعددة ومتحركة.. وأحد اقوى عناصر الانتماء هو الانتماء الوطني.
********
والانتماء يبدأ عادة مع صرخة الطفل الوليد، أي انه فطري.. فها هو الطفل يلتصق اولا عند ولادته بأمه، ثم والده، وبعدها يكبر معه هذا الانتماء ليشمل كل افراد اسرته، ليصل بعدها الى المدرسة.. الحي.. الاصحاب.. الاقران.. ثم يتنامى ليرتبط هذا المفهوم بالارض تلك البقعة الغالية التي تسمى الوطن حتى وان كانت جزيرة مهجورة في محيط غير معروف او قطعة منسية من صحراء مترامية في ابعد واصعب جزء من العالم.. غير متناسين هنا ان الاسرة هي المكان الاول الذي يتعلم فيه الطفل حب الارض والانتماء للوطن، تتبعها المدرسة التي تعمل على غرس وتعزيز الانتماء الوطني الحقيقي لدى طلابها. وهكذا يصبح من واجب كل فرد ان ينتمي اولا واخيرا الى وطنه وناسه دون التمسك بالتفاصيل الاكثر خصوصية كالانتماء المذهبي او الديني او الطائفي او القبلي او العائلي او العرقي او الحزبي.. وبالتالي فالانتماء الوطني والتعايش السلمي بين افراد الوطن الواحد واطيافه، هما الانتماء الحقيقي الجميل للوطن


**********.


يُعتبر الانتماء الوطني من اهم المفاهيم الحياتية والمهمة في هذا العالم الحر.. فليس الانتماء الوطني كلمة نرددها، أو ابتسامة نفتعلها، او حسرة نطلقها.. انه شعور واحاسيس وممارسة يومية نفعلها ونكرسها وننذرها عن ايمان واقتناع لمصلحة هذا الوطن، كل من موقعه حسب امكاناته وطاقاته، فعلينا ان نشعر بوجوده في دواخلنا، كي نتلمس آلامه وأحزانه فنسعى جاهدين لتخفيفها، ونتحسس احلامه وآماله فنعمل برغبة على تحقيقها.. وبالتالي نرفع من شأنه وشأن ناسه بين الامم.. كما ويعتبر الانتماء الوطني حاجة هامة للفرد تشعره بارتباطه بباقي افراد المجتمع واعتزازه بارضه وفخره بوطنه.. فالانسان بلا انتماء وطني لا شيء!ان الانتماء الى اي شيء يخلق شعورا جميلا في داخل الانسان.. فكيف هو الانتماء الى الوطن؟! وحتى يصبح المواطن صادقا في هذا الانتماء يجب عليه ان يعتز بكل الاشياء التي ترمز الى وطنه ــ الله.. الوطن.. الامير ــ ويهتم بمصلحته، ويحافظ على انجازاته وممتلكاته ومقدراته، ويلتزم بقوانينه ويطبق لوائحه في شتىالمجالات الحياتية، وينادي بالتوعية والتنمية ومحاربة الفساد، ويسعى لتطوير وطنه حسب قدراته وامكاناته.. والاهم ان يبتعد عن الغلو في كل شيء ويقترب دائما من الاعتدال والوسطية، وأخيرا يدافع عن وطنه ووحدته زمن الازمات والاحداث الخطرة بالسيف والقلم والنفس والمال.. ولقد ظهر حُبّ الكويتيين لوطنهم جليا في فترة الغزو الصدامي للكويت عام 1990 وذلك بالصمود والمقاومة والتضحية بالغالي والنفيس


*************.
ولنعلم ان الوحدة الوطنية مطلوبة وواجب وطني، فلنحافظ عليها خاصة في ظل المتغيرات والمستجدات العالمية التي تحيط بنا لأنها ــ الوحدة الوطنية ــ هي الاقوى وهي الوحيدة التي تستطيع ان تقف في وجه اي تيار تخريبي معاد او اي خطر قد يهدد امن وأمان ومصالح ديرتنا الحبيبة ووطننا الجميل، ويحاول ان يعمل على تفتيته او نشر الفرقة بين أطيافه الرائعة وأبنائه الطيبين.. لنحب وطننا لأنه عشّنا الدافئ الآمن وملاذنا الحنون.. وليتنامَ وعينا وحبنا نحو ارضنا الطيبة المعطاء، وهذا ما يعزز الانتماء الوطني ويقويه.. وهنيئا لنا أعيادنا الوطنية، وكل عيد وأنتم بخير.• إضاءة
****:


• لنردد دائما كلنا للكويت والكويت لنا.•


ليحفظ الله الكويت من كل مكروه قد يدنو صوبها.


6 Comments:

At 28 February, 2008, Blogger Peter calvin said...

This comment has been removed by a blog administrator.

 
At 28 February, 2008, Blogger Organic Kuwait said...

i enjoyed the article. very nicely written :)

 
At 29 February, 2008, Blogger برنسيس إيكاروس said...

ابني العزيز
organic
شكرا لمرورك الجميل
وشكرا لتعليقك اللطيف
مودتي
منى

 
At 29 February, 2008, Blogger برنسيس إيكاروس said...

ابنتي الرائعة
organic
زرت مدونتك الجميلة
ولقد أمتعتني المواضيع التي تتعلق بالطفولة
واضح جدا أن اهتمامك بالطفولةكبير ومفيد وشيق
أتمنى أن يستفيد منه الجميع
لكنني لم أتمكن من التعليق داخل مدونتك لأنني لم أجد ما يشير الى ذلك
أعتذر يا ابنتي
مودتي
منى

 
At 01 March, 2008, Blogger Salah said...

الفاضلة منى:

نحن بحاجة الى هذا الطرح الهادئ خاصة في هذه الأيام وخاصة في وسط عاصفة تهييج العواطف.

نحن نفتقر الى الكتاب المثقفين، كثر الله من أمثالكِ.

تحياتي
صلاح

 
At 04 March, 2008, Blogger برنسيس إيكاروس said...

ابني الغالي صلاح
شاكرة وممتنة لك
هذا الإطراء
وهذا ما نريده هذه الأيام حب الوطن
وضبط النفس
حتى تظل ديرتنا أم الأمن والأمان دائما
مودتي
منى

 

Post a Comment

<< Home