برنسيس إيكاروس

Wednesday, May 14, 2008

**وعي المرأة ..والتبعية للرجل **



أصبحت المرأة وصوتها الانتخابي هذه الأيام محل اهتمام الجميع.. وأخذ الحديث يدور حول تبعية المرأة للرجل (أب ــ أخ ــ زوج ــ ابن)، ذلك في حالة اختيارها لمرشحيها ــ أمة 2008 ــ وما مدى هذه التبعية وسطوتها؟ وهل العادات والتقاليد والمعتقدات الدينية وغيرها من الأمور الاجتماعية الأخرى، ستتحكم في تصويت المرأة لمن يمثلها تحت قبة البرلمان؟ وهل هناك فرق بين المرأة البسيطة غير المتعلمة والمرأة المثقفة ذات المستوى التعليمي الذي يؤهلها بالضرورة لاتخاذ قراراتها المهمة بنفسها؟ وهل باستطاعة الرجل أن يؤثر في المرأة المثقفة، المتعلمة ايضا، ويفرض عليها رأيه؟هذه التساؤلات الخاصة بوضع المرأة وصوتها الانتخابي وغيرها من المخاوف والهواجس الانتخابية، تدور في أذهان الناس جميعا، خاصة أن تجربة المرأة في ممارسة حقها الانتخابي جدا قصيرة إذا ما قورنت بتجربة أخيها الرجل

*****

وبالتالي، أصبحت هذه التساؤلات والمخاوف واقعا يجب ان نعترف به مادمنا قد ارتضينا الديموقراطية ومارسنا صورها بقناعة ونجاح، ولنع. أن المجتمع الكويتي كأي مجتمع آخر يتكون من شرائح متعددة وأطياف مختلفة في عاداتها وتقاليدها وفي طريقة حياتها، وفي مستواها الفكري والعلمي، وفي حالتها الثقافية والتعليمية.. والأهم هو ما مدى وعي المرأة وادراكها السياسي من جميع هذه الشرائح ومن بين كل هذه الأطياف؟


*****

إن الإشكالية ليست في التبعية للرجل أو عدمها، إنما الاشكالية المهمة بشأن المرأة هي فقط المتعلقة بوعيها وإدراكها لحقها الانتخابي الذي كفله لها الدستور الكويتي.. فإذا تنبهت الى هذا الحق بعمق فإنها حتما لن تتنازل عنه، وستسعى لتفعيله بكل حرية، وبالتالي هو الذي سيكفل لها ممارسة الأمور الانتخابية بقدر عال من المساواة والاطمئنان من دون ضغوط ذكورية أو غيرها

*****

وبنظرة سريعة الى حيث مقار الانتخابات وأماكن إقامة الندوات هذه الأيام.. نتفاءل بوجود هذا الزخم النسائي الجميل الذي يسعى الى الحضور والمشاركة الفاعلة بكثير من الحماس والقدرة والاهتمام، وبالتالي نأمل ونتمنى أن تدرك المرأة أنها «إنسان» حر ومن حقها أن تختار من يمثلها في برلمان 2008، تبعا لقناعاتها الشخصية وميولهاومن تشعر بأنه يتبنى قضاياها الاجتماعية ومَن تثق بطرحه وصدقه ونزاهته، ــ من الجنسين ــ وأن ترفض بشجاعة وجرأة وشدة التدخل من الرجل لفرض رأيه عليها، ويجب ألا تتأثر برأيه مهما كانت حججه إذا لم تكن على اقتناع تام بذلك، ولا مانع من المناقشة الهادئة الحضارية وإبداء وجهات النظر في المرشحين بينها وبين الرجل.. أما فرض الرأي بالقوة الذكورية فإنه أمر مرفوض بكل المقاييس الإنسانية، لأنه يلغي حق المرأة الدستوري وحرية الرأي الآخر واحترامه.. كما يلغي إنسانيتها.. فهل ترضى المرأة ان تكون تابعا للرجل في هذه الحالة التاريخية المميزة التي تشعرها بوجودها وبحريتها الشخصية؟ أعتقد أن كرامتها وإنسانيتها ترفضان ذلك بشدة
*****

وحتى نتفاءل أكثر من نتائج الانتخابات القادمة، وقضية تبعية المرأة للرجل.. فلنتذكر جيدا أن حركة التعليم والتثقيف، ومقدار الوعي عند المرأة لم تكن في يوم ما جامدة.. بل كانت ولاتزال تزداد حراكا في المجتمع الكويتي منذ نشأته.. وهكذا ازدادت نسبة المتعلمات والموظفات والمثقفات و«الواعيات». كما حصلت المرأة على مراكز قيادية جديدة في الدولة لم تكن متاحة لها في السابق، وهذه كلها عوامل وحقائق مشجعة وتبشر بالخير.. مادامت المرأة الكويتية متمسكة بحقها الدستوري ومادامت ترفض بوعي كل من يريد أن يسلبها هذا الحق السياسي.. فلا خوف عليها.. ولتسكت الألسنة

******
.إضاءة
===

يتردد أن نتائج انتخابات (أمة 2008) ستظهر لنا مفاجآت جديدة!..إن غدا لناظره لقريب


9 Comments:

At 14 May, 2008, Anonymous Anonymous said...

المحترمة منى الشافعي

تحياتي
بالصدفة مررت بمدونتك الجادة وككاتبة ومبدعة كانت الصدفة أجمل ؟؟؟؟

إن التبعية الذكورية شيء لا زال قائما بحكم العادات والتقاليد والمنظور الديني الذي يجعل الرجل إماما ويجعل من المرأة تابعا له !!!!لدى ستظل التبعية للرجل تؤثر على قرارات المرأة ليس في التصويت فقط لكن في كل المجالات التي تقتحمها المرأة وكانت حكرا على الرجل؟؟؟


كذلك هناك جانبا نفسيا يخص المرأة
وهو احساسها بالإستهانة نحو دورها كإنسانة فاعلة في المجتمع وهذا يجعلها تتبنى هذه الإستهانة حتى في إتخاذ القرارات والتبني لقضايا المجتمع؟؟؟؟؟

هل ترضى المرأة أن تكون تابعا للرجل؟ أقول نعم وأنا أتحدث هنا عن الأغلبية الساحقة التي ربما مستوى الوعي لديها يساهم في هذا التكريس !!!فهناك الكثير من النساء ومنهم المتعلمات لم يستطعن الإحساس بالجانب الإنساني لديهن وأحيانا يمارسنا دور الحاجب على النساء اللواتي يملكن وعيا نحو هذه اللعبة ...وربما تصل لدرجة محاربة هذا الإنعثاق ؟؟؟؟
فالتاريخ الذي كرس قهرهن والتبعية تمكن من المرأة جيدا ؟؟؟؟

هنا يبقى الوعي والجانب الثقافي السليم هو الكوة السليمة التي تشكل مدخلا للمرأة نحو عالم إنسانيتها وحريتها ؟؟وأقصد هنا الحرية الحقيقية وليست الحرية المزيفة التي يخططها الرجل وتمارسها المرأة فالعديد من النساء انبهروا بهذه الحرية وساقوا إبلهم وراءها وحتى في الغرب لكن مع بعظ التحفظ نحو مستوى الوعي لدى المرأة الغربية؟؟؟؟


لكن يبقى الوعي والإحساس بالمسؤلية الصعبة التي تحملها المراة في هذه الفترة التاريخية ربما هي الطريق الصحيح نحو الحرية الحقيقية لتخاذ القرارات بدون تبعية ؟؟؟؟؟

لك مودتي
مع المحبة
ماماس
من المغرب

 
At 15 May, 2008, Blogger برنسيس إيكاروس said...

أختي الكريمة ماماس
أهلا بك وأهلا بالمغرب الشقيق العربي الجميل و أهله الطيبين
شكرا على مرورك الشفيف على مدونتي
وشكرا مضاعفا لتعليقك الثري
****
ما تفضلت به هو الذي قصدته
فإلى متى تظل هذه المرأة المسكينة تابعا سلبيا للرجل
وإلى متى لا تعي وتدرك إنسانيتها التي وهبها لها الخالق
الذي لم يفرق بينها وبين الرجل لأنه خاطبهما
(الرجل والمرأة )
بكلمة إنسان
وها نحن ككاتبات تهمنا المرأة نحاول أن نكتب
كي نشجعها ونوعيها لانسانيتها
لعل وعسى
يا أختي العزيزة تستوعب النصيحة وتنتبه لوجودها الانساني
مودتي
منى

 
At 15 May, 2008, Blogger mammass said...

الاميرة إيكاروس تحياتي

شكرا على الحوار لكن نحن فعلا في حاجة لمثل هذا التواصل ؟؟؟؟؟

إلى متى ستظل المرأة بوضعها السلبي ؟؟؟ هذا رهين بمستوى وعيها !!! لا أدري أحيانا حتى المستوى التعليمي لا يعطي للمرأة هذا الوعي ونحن نعاني من النظرة الدونية التي تنظرها المرأة لنفسها وهذه هي المأساة وليس أن ينظر لك الرجل بدونية لكن أن تقتنع المرأة بهذه الدونية ربما بسسب العادة وهنالك من النساء من لا تستطيع الدخول في صراع لتأسيس حريتها الإنسانية وأنت تعلمين أنه ليس سهلا أن تنتزعي حقوقك هكذا بسهولة !!!أظن أنه يحتاج لأجبال من النساء كي تصل المرأة لدورها الطبيعي الإنساني والأمومة جزء من دورها الإنساني لكنه ليس كله كما يشاع ؟؟؟؟
ماماس

 
At 15 May, 2008, Anonymous Anonymous said...

الاميرة إيكاروس تحياتي

شكرا على الحوار لكن نحن فعلا في حاجة لمثل هذا التواصل ؟؟؟؟؟

إلى متى ستظل المرأة بوضعها السلبي ؟؟؟ هذا رهين بمستوى وعيها !!! لا أدري أحيانا حتى المستوى التعليمي لا يعطي للمرأة هذا الوعي ونحن نعاني من النظرة الدونية التي تنظرها المرأة لنفسها وهذه هي المأساة وليس أن ينظر لك الرجل بدونية لكن أن تقتنع المرأة بهذه الدونية ربما بسسب العادة وهنالك من النساء من لا تستطيع الدخول في صراع لتأسيس حريتها الإنسانية وأنت تعلمين أنه ليس سهلا أن تنتزعي حقوقك هكذا بسهولة !!!أظن أنه يحتاج لأجبال من النساء كي تصل المرأة لدورها الطبيعي الإنساني والأمومة جزء من دورها الإنساني لكنه ليس كله كما يشاع ؟؟؟؟
ماماس

أعتذر فقد نشرت التعليق بحساب آخر؟؟؟

 
At 16 May, 2008, Blogger برنسيس إيكاروس said...

الغالية ماماس
شكرا على هذا الحوار اللطيف والمهم
بصراحة كلامك صح يجب على المرأة أن تقدر انسانيتها وتحترم وجودها
لتفرضه هي على الرجل
وليس العكس
وتكون ايجابية في ذلك وشجاعة وجريئة
ثم لماذا المرأة دائما المطالبة بحقوقها المسلوبة منها في كل بقاع الأرض ؟
ولماذا الرجل ينال حقوقه بكل سهولة
أليس هذا الظلم بعينه ؟
أين حقوق الانسان هنا ؟
شيء يحير أن تعاني المرأة المسكينة والرجل يضحك بداخله معلنا الفوز
هنا يراد شجاعة وجرأة وتضامن وتكافل بين النساء
وهذا ما يدفعني دائما للوقوف في صف المرأة وتشجيعها على النهوض من سباتها المرفوض
مودتي

 
At 18 May, 2008, Blogger Salah said...

قبل اعلان النتائج النهائية

ولكن من الواضح أن الامال خابت بان تصل امرأة الى المجلس

أتمنى أن يتم تصحيح الوضع من خلال توزير أكثر من امرأة في الحكومة

تحياتي

 
At 20 May, 2008, Anonymous Anonymous said...

عزيزتي إيكاروس

مررت لعلي أد الجديد حول النتائج الإنتخابية التي خيبت آمال المرأة الكويتية والعربية ؟؟؟
وعلى ضوء هذه النتائج ماذا يمكن أن تقول المراة وكيف توجه رسالتها للرأي الإجتماعي في ظل هذا لانقول الفشل لكنه نوع من الإقصاء لدور المرأة ؟؟

مع المحبة

ماماس

 
At 20 May, 2008, Blogger برنسيس إيكاروس said...

ابني العزيز صلاح
حقيقة أن المرأة لم يحالفها الحظ هذه المرة لاعتبارات الكل يعرفها
لكنها أيضا أثبتت شعبية وقبول من البعض الذي انتخب أسيل ورولا
على العموم مقالتي القادمة تتحدث عن هذه الحالة
أتمنى أن تقرأها
الأمل الآن في الوزارة
نتمنى أن تتوزر أكثر من امرأة
وشكرا لمداخلتك وتشجيعك و تعاطفك مع
المرأة
مودتي
منى

 
At 22 May, 2008, Blogger برنسيس إيكاروس said...

الأخت ماماس
أهلا
شكرا على المرور
سأجيبك على سؤالك في مقالتي القادمة
ولو تصفحت جريدة القبس الكويتية هذه الأيام عبر الانترنت ستجدين الكثير من المقالات التي تحلل ما حدث في الساحة الانتخابية الكويتية
على كل حال لنتفاءل دائما
مودتي
منى

 

Post a Comment

<< Home