برنسيس إيكاروس

Saturday, June 14, 2008

* َّأعطني حريتي .. أطلق يدي *




يؤلمني.. كمواطنة.. كامرأة.. ككاتبة، ان حريتي الشخصية محجوبة عني، وفي تضاؤل مستمر تكاد تلغيني، لذا اتساءل: كيف لي ان أؤدي دوري في الحياة الاجتماعية العامة، وأشارك بفعالية في تحريك عجلة التنمية والتطوير في ديرتي الجميلة، خاصة التنمية الثقافية، اذا كانت أبسط حقوقي الإنسانية مسلوبة مني؟ فكيف أُبدع أو أبتكر أو أَبحث لأكتب في غياب حريتي؟! لذا، اعتقد ان الحرية المشروطة بالضوابط والنواهي والظواهر ذاتها مرفوضة.. فهي اهانة للنفس البشرية الحرة، وتدمير للكيان الإنساني

.بصراحة، لقد تقهقرت الحريات الشخصية في مجتمعنا المتحضر، بشيء ملحوظ وملموس، وازداد الغلو بالتدخل في خصوصيات الناس جميعا، رجالا ونساء، من قبل فئة متطرفة، غير مدركة ان من حق الفرد الاختلاف عن غيره، سواء في العقيدة أو الرأي أو التعليم أو اللبس أو غيرها من مقومات الحياة الاجتماعية اليومية

*******

جميل في الإنسان ان يملك حرية نفسه واتخاذ قراراته الشخصية في طريقة عيشه وأسلوب حياته وطريقة تفكيره والتعبير عنه، اما البشاعة فحينما ترسم لوحة حياته الشخصية بألوان داكنة بسبب بعض القوانين الظالمة، لتنغص عليه حياته الطبيعية فتضيق حريته الخاصة، وتقيده بسلاسل صدئة، عفنة، لتخنقه.. وبالتالي، اذا كانت مساحة الحرية ضيقة وغير مريحة للحراك البشري والجهد الإنساني في مجتمعنا الكويتي، فانها ــ مساحة الحرية ــ بالضرورة ستشكل عائقا للتنمية والتطوير عامة، وللتنمية الثقافية خاصة، وستقف حجر عثرة في وجه التطور والتحضر والتقدم للديرة.. وهذا ما نلمسه ونشعر به ويمارس علينا، ككتاب ومبدعين وباحثين وإعلاميين في المحيط الثقافي، فإن مستوى الحريات أقل من المعدل المطلوب، بحيث تضيق مساحته كلما اقتربنا من الحديث أو الكتابة عن السياسة أوالعادات أو التقاليد أو الدين، فهناك من يهب لمحاسبتك على كلمة أو جملة اعتراضية غير مقصودة أو تساؤل عفوي، أو حتى حرف في مقالتك أو نصك الابداعي أو بحثك الاجتماعي أو حتى العلمي.. متناسين ان الحرية الخاصة من أولويات وأبجديات الكتابة بكل أنواعها، وهي العمود الكونكريتي لبناء التنمية والتطوير، وتوعية المجتمع ثقافياً واجتماعياً وعلميا في ظل العولمة وحضارة القرن الواحد والعشرين.. وبالتالي لن تثمر الكتابات
والابداعات والبحوث ذات الحرية الناقصة المحدودة، ولن تساعد على عملية التنمية، فلا تنمية من دون حرية واسعة منطلقة شفافة

*******
اما بالنسبة للمبدعين خاصة، فغياب الحرية قد يقتل الابداع، أو يشله، أو يحجمه، أو يلغي أهدافه، ويقضي على سمة الجمال فيه، وللمرة الألف نردد: حين توجد مساحة معقولة من الحرية يزدهر الابداع، ويبدأ المبدع يكتب بلا خوف أو خجل أو عيب أو حرام، وبالتالي يتحرر من كل العوائق الصلبة التي تقف في طريقه، ومن هنا تبدأ وتترعرع التنمية الثقافية وتزدهر

*******
.نتمنى ان تتحرر الأقلام الكويتية من عبودية الآخرين الذين ينادون بالعيب والحرام في كل شيء، ويمارسون الوصاية على الراشدين والبالغين من الكتاب، بطرق تعسفية مرفوضة اجتماعيا وإنسانيا، ناهيك عن حريات الأطياف الأخرى من المجتمع الكويتي التي تُمارس في حقها تلك الوصاية وأبشع التعديات على حريتها الشخصية

******

إضاءة ـــ
*****
اضرب ما دام الحديد حاميا

ـ مَنْ ركبَ الحقْ غلبَ الخلقْ

m_alshafei@hotmail.com

0 Comments:

Post a Comment

<< Home