برنسيس إيكاروس

Saturday, April 04, 2009

كتاب قصص على الهواء


*******

كتبت منى الشافعي


***************

اصدارات جديدة

***********

العسكري في قصص على الهواء

لا يستطيع القارئ الاختلاف مع هذا الكتاب

****************************


تعتبر القصة القصيرة جنسا من اجناس الأدب.. وهي فن جميل ومتجدد وعمل إبداعي متكامل.. هي فن اللحظة واللمحة.. وهي من الفنون الأدبية الحديثة التي عرفت في هذا العصر المتسارع، وبذلك اصبحت توأمته التي تلائم روحه.. لجمالها وأناقتها، أغرت الكثيرين من المبدعين للدخول في اسرارها، رغم ما يقال بأنها أصعب انواع الأدب.ظهرت على يد إدغار ألن بو (1840-1809) في أميركا.. وغوغول(1852-1809) في روسيا.. قال مكسيم غوركي كلمته الشهيرة: «لقد خرجنا من منعطف غوغول».. وبهذه العبارة تتحدد ولادة القصة تاريخيا.. ثم جاء غي. دي. موباسان (1850-1892) في فرنسا.. ليقول عنه لبروك جاكسان: «ان القصة القصيرة هي موباسان وموباسان هو القصة القصيرة».. كما يسميها فرانك أوكونور: «الفن المطلق».. وهي فن له اشكاله الفنية وعناصره ورموزه وعلاماته


********

الحقيقة الأدبية

*********

ضمن سلسلة كتاب «العربي» صدر حديثا ابريل 2009 كتاب «قصص على الهواء بأقلام شابة».في مقدمة الكتاب يقول د. سليمان العسكري: «تستطيع ان تختلف مع اي كتاب كان، لكنك لا تستطيع ابدا ان تختلف مع هذا الكتاب.. فان كنت تستطيع ان ترفض فكرة ما تراها ضارة، فانك لن تستطيع ان ترفض الكتاب الحالي، لانه ببساطة لا يحوي افكارا، بل يحوي قصصا.وان كنت تستطيع ان ترفض قصة ما لكاتب ما، لانك ترى انها تصور ما لا تقبله، فانك لن تستطيع ان ترفض الكتاب الحالي، لانه لا يقدم قصة واحدة، بل عشرات القصص لعشرات الكتاب، فان رفضت واحدا، فستجد بالضرورة ما يحوز قبولك في بقية القصص.ولهذا فأولى مزايا الكتاب الحالي تكمن في انه من ضمن الكتب النادرة التي لا يستطيع القارئ رفضها او اتخاذ موقف سلبي منها، وفي هذا تكمن اهميته».وفي موقع آخر يقول د. سليمان العسكري: «والمفارقة المدهشة في الكتاب الحالي تكمن في انه يحصد اتفاق القراء عليه لا لشيء آخر سوى هذا الاتساع في الاختلاف بين النقاد والكتاب المشاركين فيه، وبذلك تزداد مساحة الاتفاق على الكتاب كلما ازدادت مساحة الاختلاف والتنوع فيه، وهذا في حد ذاته هو درس القصة».ويضيف العسكري: «ان اهمية تعدد الاصوات في قصص الكتاب الحالي، واعتماد نجاح كل قصة منها على نجاح كاتبها في تعديد الاصوات الفاعلة فيها، هي حقيقة يمكن ان نسميها «حقيقة أدبية».يتضمن الكتاب اكثر من 60 قصة قصيرة بأقلام وافكار ورؤى عربية شابة.. تابعت هذه الابداعات القصصية حركة نقد موضوعية بناءة، كتبها اكثر من ناقد، مما اثرى محتوى هذا الكتاب وزاد من قيمته الادبية.. فقد اختار كل ناقد عددا من القصص التي اعجبت ذائقته الادبية وكتب انطباعاته النقدية حولها بصورة بسيطة ولغة سلسة مفهومة.. كتاب ممتع ومفيد له خصوصيته وتفرده

***********

مقتطفات

**********

سنقتطف بعض العبارات النقدية التي تبين آراء النقاد حول سبب اختيارهم لهذه المجموعات القصصية.. ومن تلك العبارات نستخلص اسباب وعناصر نجاح القصة القصيرة.بعض النقاد اعجبه سعة خيال القاص، الموضوع، الفكرة، اللغة، الاسلوب، اعتماد القصة على المفارقة، قدرة الكاتب على تسخير الرمز والايحاء وتمكنه السردي واللغوي، نكهة فكرية، لغة سلسلة رصينة، وقدرة القاص على التعامل مع الواقع بألف عين ونفاذ الى اعماق الاشياء.آخرون من النقاد اعجبتهم موهبة اللعب بالكلمات، خلق عوالم قصصية جديدة فيها شيء من الادهاش، لغة واصفة، تقديم قضايا اجتماعية من خلال بنية قصصية محكمة، مشاهد قصصية تقوم على اساس غرائبي ينسجم مع عالم افتقد المنطقية، خاصة عالم الحروب والفتن.هكذا نرى ان اختلاف النقاد واسع وممتد ومختلف، وهذا ما يعطي ايضا للقصة القصيرة مكانة كبيرة ومرموقة في الادب لتعدد دلالاتها حسب رؤية الناقد وذائقته الادبية.وهناك من النقاد من اعجبته اجادة بعض الكتاب في عكس التفاصيل الحياتية الصغيرة لتدل على المعنى الاكبر دون اللجوء الى الكلام الكبير.آخرون اعجبتهم القصص التي تميزت بمواضيع ذات لفحة انسانية تتنمي الى التيار الواقعي القائم على نقد الواقع وفضح مآسيه الصغيرة.. قصص التلميح دون مباشرة.. القصص ذات النهايات المفتوحة التي تتعدد معها الدلالات وتفسح لمشاركة القارئ في وضع احتمالات متعددة لخاتمة الحدث القصصي.. قصص ذات نهايات مفاجئة.بينما اعجبت القصص الطريفة ذات المغزى الواضح التي لا تخلو من السخرية المرة، احد النقاد الذي اثنى على الفكرة والمعالجة.وهناك من النقاد من تهمه احوال المرأة، فقد اعجبته تلك القصة التي تميزت بتصوير حالة المرأة التي لاتزال ترزح تحت مجتمع مازالت تسيطر عليه الثقافة الذكورية.ومن هذا الكم الهائل من النقد الموضوعي لهذه المجموعات من القصص نستدل على ان نجاح القصة القصيرة في تحقيق الشروط الفنية للقصة القصيرة التي اهمها الحدث الدرامي الذي يتنامى لحظة بلحظة، الشخصيات،الخيال الفني المؤثر في القصة، اللغة الجميلة والسليمة، تحقق المتعة، خلق الدهشة، المفارقة، طرح سؤال او جواب، عوالم جديدة، وغيرها من الشروط الابسط.. فاذا تحققت هذه العناصر او حتى بعضها في العمل القصصي فبالضرورة سيكون العمل ناجحا.وهكذا تحقق النجاح لهذا الكتاب
المتميز لانه يضم بين دفتيه اصواتا شابة حرة جديدة، واعدة في ساحة القصة العربية القصيرة التي تمنح القارئ المتعة والدهشة والفائدة
**********
.ينهي د. سليمان العسكري مقدمته للكتاب بقوله: «يصبح بمقدور القارئ ان يدلف مع الكتاب الحالي الى متون النصوص دون اي تحيزات مسبقة، سواء ايجابية او سلبية، وينصب نفسه متذوقا اصيلا وناقدا مفوها، لا يشق له غبار، اذ يتناول اعمال انداد له، لم يصيروا بعد
«أقانيم» ادبية ينبغي تقديسها»
*********************

0 Comments:

Post a Comment

<< Home