برنسيس إيكاروس

Thursday, April 16, 2009

التذوق والاحساس بالفنون


بريشة منى الشافعي
********


كتبت منى الشافعي

**********
الجمال زينة الحياة، بهجة للنفوس وراحة للعيون.. ويعتبر من أحب الاشياء إلى الإنسان.. فمحاكاة الجمال تثير فكره وتوقظ مواهبه الغافية، بمجرد ان يلمح الإنسان الجمال في شيء ما، ينبثق نور غريب من داخله ليغطي المكان، فيرى كل شيء حوله جميلاً وأنيقاً ومشعاً.. لذا ما دامت الحياة قصيرة، فلماذا لا نستمتع بسويعاتها الباقية.. فنتأمل بشغف ولهفة كل ما هو جميل؟.. فالجمال متعة.. وتذوقه والاحساس به أكثر من متعة.. لماذا لا نترك أنفسنا تسعى للجمال، تبحث عنه في الإنسان، في الطبيعة، في الجماد.. في الكلمة، في اللون، في كل شيء؟

****

المجتمع الكويتي، على صغره، يتميز بوفرة في الثقافة والعلم والأدب، وكل أنواع الفنون.. من المؤسف هذه الأيام ان الإنسان الكويتي
ابتعد شيئاً فشيئاً عن الاستمتاع بالجمال والاحساس بوجوده وتذوقه.. وأصبح مغرقاً في هموم الحياة ومشاكلها اليومية، متخلفاً عن كل ما يشعره بالجمال ويمنحه الراحة النفسية التي تجدد نشاطه وقدرته على تحمل الحياة وتعبها.. فلماذا لا يترك لنفسه وقتاً ولو قليلاً لرؤية الاشياء الجميلة والاحساس بها وتذوقها؟.. فالجمال موجود حوله مزروع في كل الاشياء الجميلة ومنها مثلاً، معارض الفنون التشكيلية التي تقام في الديرة على مدار العام

****
يؤسفني، عندما أتشرف بحضور افتتاح تلك المعارض الفنية الرائعة المتنوعة بين الرسم والتصوير والنحت والخزف وغيرها، تقابلني الوجوه المهتمة نفسها في كل مرة.متى ندرك ان الإنسان فطر على تذوق الفن والاحساس بجماله، والاستمتاع به؟.. وحتى تتطور تلك الفطرة القادرة على تذوق كل ما هو جميل، عليه أن يفعّلها، وأولها زيارة هذه المعارض المتاحة له.. سواء من الجهات الرسمية المعنية مثل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أو جمعية الفنون التشكيلية، أو من الجهات الخاصة التي تعنى بالفن، مثل غاليري بوشهري وغيرها من دور وصالات العرض في الكويت


فالتذوق الفني، هو عملية حيوية تصل المتلقي ــ المشاهد بالعمل الفني الذي امامه، وبالتالي يحاول المتذوق ان يدرك درجات الجمال التي يحسها في هذا العمل، ويعتبر هذا نوعاً من التسامي بالطاقة البشرية التي يحملها المتذوق نحو هذا العمل الذي بالضرورة يكون قد أعجبه.. وهذا التسامي يثير لدى المتلقي احاسيس جمالية لذيذة وأفكارا جديدة توسّع مداركه، وتلهمه اشياء أخرى تفيده في حياته العادية اليومية، كما تمنحه جرعة من الارتياح النفسي والاستمتاع البصري.. لأن الأعمال الفنية ذات المعنى والقيمة، ما هي الا رسالة موجهة من المبدع إلى المتلقي، لاستمتاعه ولتثير في نفسه بعض التساؤلات، وأشياء أخرى

****
نتمنى علينا جميعاً ان ننمي احساسنا وذوقنا بكل أشكال وألوان الفنون الجميلة الراقية، ونستجيب للمثيرات الجمالية والدلالات الخاصة
وذلك حين نتأمل بهدوء لوحة جميلة تستوقفنا تشكيلاتها، أو تمثالا يبهرنا موضوعه، أو أي عمل آخر تعجبنا فكرته.. فمن هذا الاستمتاع نغذي أرواحنا.. فلماذا نغفل هذه المتعة؟ ولا أبسط وأسهل من زيارة خاطفة لاحدى صالات العرض الخاصة بالفنون التشكيلية التي تعلن
عنها دائما وسائل الإعلام المختلفة.. بالمناسبة الحضور مجاني لا يكلف شيئاً

****
m_alshafei@hotmail.com




0 Comments:

Post a Comment

<< Home