برنسيس إيكاروس

Sunday, October 04, 2009

حدائق بوتشار غاردن .. الجمال والأناقة
















































































































































































بقلم وعدسة: منى الشافعي

*****
تقع حدائق بوتشار غاردن ع‍لى مسافة 20 كلم، شمال مدينة فكتوريا عاصمة ولاية برتش كولومبيا في غرب كندا.
قامت ببناء تلك الحدائق جينين بوتشار زوجة روبرت بيم بوتشار، الذي كان يملك متجرا ومصنعا للاسنمت وذلك عام 1904.
بنيت الحدائق على مساحة 25 هتكارا، وقد استغلت جينين التراب الزراعي الذي يتخلف من مصنع الاسمنت الذي يمتلكه زوجها في عملية الزراعة.. اما اول من اثار اهتمامها بالزارعة فقد كان زوجها، الذي احضر لها الكثير من انواع الازهار والنباتات الغريبة من خارج كندا، وبدأت بزراعة حديقتها، ونجحت تلك التجربة، وامتدت بعد ذلك لسنوات تحت رعايتها واشرافها وذوقها، لتصبح اخيرا تلك الحدائق الرائعة، وعند موتها، تولت اسرتها الاهتمام بتلك الحدائق حتى يومنا هذا، فقد تعهدها حفيد العائلة إيان روس. وهكذا منذ عام 1904 وحدائق بوتشار غاردن ترحب بالزائرين والسياح طوال ايام السنة.
تحتوي الحدائق على كل ما هو جديد وجميل وغريب في عالم الزهور والنباتات والشجيرات والاشجار الباسقة النضرة.. والجميل ان الملامح الشخصية لجينين بوتشار لا تزال باقية وثابتة، كما كانت قبل قرن، وذلك من خلال التصاميم الخاصة للحدائق واختيار النباتات، وطريقة ترتيب الزهور فيها، لدرجة ان هذه الحدائق تعكس بشكل عام الرونق والذوق وبعض الامور الاخرى التي تتمتع بها الحدائق ذات الرعاية الشخصية المتفردة، وذلك احتراما لرغبة السيدة بوتشار والاحتفاظ بطريقتها.

الزيارة
كانت زيارتي الاولى لحدائق بوتشار غاردن قبل اكثر من عشرين عاما، واخرها قبل اقل من عام، ولقد اعجبتني وابهرتني لدرجة انني قضيت ثلاثة ايام في التجول بين حدائقها المختلفة، والاماكن الترفيهية الاخرى من مطاعم ومقاه واستراحات ومحلات لبيع الهدايا والزهور، وتتالت زياراتي الاخرى لهذه الحدائق الرائعة في كل زياراتي لمدينة فكتوريا الجميلة، وفي كل مرة تبهرني تلك الحدائق وتجذبني للتجول بين اشكالها والوانها وشم روائح زهورها العطرية.
من اجمل فعاليات وانشطة تلك الحدائق التي تجذب اعدادا كبيرة من الزائرين والسياح، فعالية مساء الاحد، على مدى اشهر الصيف، حيث تقوم ادارة الحدائق باحتفالية مسائية مميزة للالعاب النارية تستمر لاكثر من ساعة متواصلة، تنير المكان والفضاءات القريبة والبعيدة، بحيث تشعل سماء مدينة فكتوريا كلها باضواء خلابة ملونة بألوان قوس قزح وبأشكال جميلة خرافية، تبهر حتى مرتادي الشوارع والطرقات، فتأمرهم بالوقوف للاستمتاع.. اجملها كان على شكل نجوم تتلألأ لتضيء السماء بأنوارها القوية.. وهكذا كنت احرص ع‍لى زيارة تلك الحدائق ايام الآحاد لاستمتع باحتفالية الالعاب النارية.

الحديقة المنخفضة
من أجمل الحدائق التي جذبتني وأعجبتني في المكان، هي الحديقة المنخفضة، والتي تنحدر مسافة خمسين قدما، إن منظرها جميل يخلب الأبصار بحيث تتنوع فيها أشكال وألوان الازهار والنباتات، أما الممرات والتعرجات فذات أشكال هندسية جميلة.
بالمناسبة، إن هذه الحديقة التي تفتح النفس وتمتعها، كانت قبل قرن مضى مكانا لاستخراج حجر الكلس المستخدم في صناعة الاسمنت، ولقد قامت السيدة بوتشار بتغطية جدران هذا المكان الذي أصبح حفرة او منحدرا، بنبات اللبلاب، كما قامت بتحويل الحفرة الى احواض زراعية متنوعة، تحيط بها مروج خضراء، وصفوف جميلة لأشكال وأنواع من الورود والزهور، والاشجار الممتدة.
هكذا استطاعت السيدة بوتشار ان تحول تلك الحفرة المهملة والارض الصخرية الى حديقة غناء بامتياز.
ومن الملاحظات الأخرى التي استوقفتني في تلك الحديقة، أن أحد جدران تلك الحفرة، ترك على شكله الطبيعي الصخري مما يظهر الاختلاف الشديد مع الجدران الأخرى المغطاة بنبات اللبلاب، إن هذا الاختلاف يشكل برهانا حيا وواضحا على مدى التحدي الذي واجهته ونجحت من خلاله السيدة بوتشار، إحدى نساء القرن الماضي، تحديدا في بدايته!
أما عام 1964، فقد شهد بناء نافورة «روس» احتفالا بذكرى مرور ستين عاما على انشاء حدائق بوتشار.
ومن أجمل المشاهد الليلية في تلك الحديقة المنخفضة، وخصوصا عند حلول المساء وبداية عتمة الليل، تضاء نافورة «روس» بأضواء متعددة الألوان، تضيف جوا من السحر والغموض والجمال على المكان وبشكل خاص على النافورة التي تتشكل بأشكال جميلة أخرى تجذب القريب والبعيد للاستمتاع بهذا العرض المشوق الجميل، الذي يبدأ كل ليلة خلال أشهر الصيف الممتدة من شهر مارس وحتى شهر سبتمبر.

الحدائق الأخرى
من الحدائق الأخرى الجميلة والممتعة والمتميزة، حديقة الورود والزهور، التي جمعت من بقاع العالم لتزين هذا المكان البهيج في مدينة فكتوريا، وليصبح بعد ذلك من أجمل حدائق الورود في كندا التي تستوقف الزوار وتجذب السياح من كل مكان. أما الحديقة الايطالية التي تستقبلك قبل الدخول إليها، بنافورة اسماك الكافيار الثلاثة، التي صنعت في مدينة فلورنسا الايطالية خصيصا لهذه الحديقة الأنيقة. وبعد مسافة قليلة وعند بوابة الحديقة، تصافحك بحيرة متميزة بشكلها الذي أقيم على شكل نجمة كبيرة جذابة، ثم تدهشك تلك السلسلة الطويلة من الأحواض الهندسية الصنع التي تحمل لمسة الفن الفلورنسي/ الايطالي، والتي تتزين بأشكال وألوان من الزهور والنباتات الإيطالية الأصل، تلك الحديقة المزدانة بأكثر من الجمال والأناقة الايطالية، كانت قبل قرن مضى ملعبا مخصصا للعبة التنس، وهناك ممشى متصل بالحديقة الايطالية، خصص لعرض الخرائط والكتيبات والصور للمراحل التأسيسية التي مرت بها حدائق بوتشارغاردن.
أما الحديقة اليابانية فتجذبك حمرة ألوانها وجمال أشكالها.

أماكن ترفيهية

يوجد في حدائق بوتشار مساحة شاسعة خضراء تقام عليها الاحتفالات الموسيقية، والتي كانت في الماضي مكانا لزراعة الفواكه الصيفية، كما توجد بحيرة وجزيرة صغيرة تقام عليها مساء كل يوم أحد الألعاب النارية، كما يوجد مبنى لمركز التعريف بالنباتات والزهور.، وبعده مباشرة تجد أكبر مطاعم الحديقة الذي يقدم أنواع الأطعمة العالمية، ثم هناك مطعم الأقحوان الأزرق الأنيق.
تتزين الحدائق بأنواع مختلفة من التماثيل أجملها تمثال برونزي للخنزير «تاكا»، وهو نسخة نادرة من التمثال الأصلي المصنوع من البورسلين والموجود في أحد اسواق مدينة فلورنسا الايطالية، وهذا التمثال يقع في الساحة الخضراء التي تطل عليها المطاعم والمقاهي، وبالتالي لن يغفله السائح أو الزائر.
كما يوجد في الحديقة ايضا البيت الزجاجي الخاص بعرض بعض النباتات والزهور الغريبة.
ومن أجمل الأماكن التي تجذب السياح والزوار في الحدائق محلات بيع الهدايا وبذور الزهور والنباتات، فتستطيع أن تشتري منه ما تريده من البذور، أما الهدايا فلا أحلى ولا أجمل.




















































************



































m_alshafei@hotmail.com


















































































































































0 Comments:

Post a Comment

<< Home