برنسيس إيكاروس

Tuesday, November 17, 2009

ثقافة العمل التطوعي


يعتبر العمل التطوعي نوعا من العطاء الاجتماعي في شتى مجالات الحياة ومتطلباتها اليومية، وذلك من المتطوع إلى مجتمعه.. وتقديم العون والمساعدة إلى الآخر وتلبية احتياجاته.. وأهم ما في هذا العمل أنه عمل من دون مقابل مادي ولا حتى معنوي، لأنه خدمة إنسانية لمن يحتاجها.. يشعر حيالها المتطوع بنوع من المسؤولية تجاه مجتمعه وناسه، وبلده، وبرغبة ورضا ودافع ذاتي.
***
قامت تلك الحركة الإنسانية في المجتمعات المتحضرة لتأكيد التعاون الاجتماعي في مجتمعاتها، ويوما بعد آخر أخذ مفهومها يتسع ويكبر مع تطور المجتمع وتناميه ليشمل مشاركة هذه الحركة في خطط الدولة الاجتماعية والاقتصادية والتنموية والتوعوية والثقافية.. وأغلبها كانت تقوم بجهود إما أفراد أكفاء أو جماعات ذات إرادة نبيلة، طيبة، بعيدة عن أي مكسب مادي، أو أي طمع لشهرة أو ظهور.
***
مثل هذا المجال الحيوي الحضاري وتلك الحركة الإنسانية، بالضرورة تخدم المجتمع وتنهض به وتساهم في تطوره. ونحن في الكويت في أمسّ الحاجة إلى خلق وتفعيل حركات العمل التطوعي التي نحتاجها في شتي أمورنا الحياتية، لأن الدولة مهما حاولت أن تعمل جاهدة لتأمين الحياة الكريمة والراحة النفسية لمواطنيها، فإنها ستترك بعض النواقص التي تحتاج الى من يكملها.. وهناك أيضا بعض الثغرات التي تتطلب مَنْ يملأها.. حتى يظل جسد المجتمع متعافيا ويتمتع بصحة قوية، وبالتالي، فجميع جمعيات ومؤسسات النفع العام التطوعية تكمل دور مراكز ومؤسسات الحكومة وتدعمها وتقويها.
يخبرنا التاريخ أن العمل التطوعي في الكويت بدأ كفكرة في أوائل القرن العشرين، ومع الوقت تطورت هذه الفكرة واتسعت، وهذا يعني ان الكويت كانت سباقة في هذا المجال الانساني، فلماذا إذاً لا نكثف ونزيد من اتساع هذا العمل، والذي يتطلب منا تحفيز الشباب وتشجيعهم على الإقبال والمشاركة في مختلف مجالاته، وتدريبهم وتأهيلهم كل حسب إمكاناته وقدراته، ثم تطوير طاقاتهم وكفاءاتهم بما يخدم هذا المجال وينميه.. وهذا ايضا يتطلب نشر برامج توعوية حول الموضوع، خصوصا في المدارس والمعاهد والجامعات، لكونها أرضية مناسبة لنمو وتفعيل هذا العمل الإنساني وتقوية روافده وتنويع أنشطته.. غير متناسين دور البيت والمجتمع في نشر التوعية التطوعية، لأن ثقافة العمل التطوعي تحتاج إلى دعم شامل من البيئة المحيطة بالشباب/ بالفرد، وبالتالي على الجميع المشاركة في نشر هذه التوعية للأهمية والفائدة العامة، المتمثلة مثلا في تشجير الساحات الجرداء والارصفة، وصيانة الحدائق العامة والمنتزهات، مساعدة رجال المرور، لا سيما ان الاختناقات المرورية أصبحت على مدار الساعة، وليست في أوقات الذروة فقط، مساعدة البلدية في تكملة مشاريعها الصغيرة، مساعدة الأسرة والطفولة وذوي الاحتياجات الخاصة في بعض الأمور، المساهمة في أعمال جمعية الهلال الأحمر الإنسانية، جمع التبرعات لإنجاز أعمال خيرية تحتاج اليها البلاد، مساعدة العجزة وكبار السن.. حتى عمليات الإطفاء والإخلاء تحتاج إلى تطوع الشباب القادر لأن حرائق الصيف عادة عندنا متعددة الأشكال..، المساعدة في المحافظة على البيئة، خصوصا النظافة العامة.. عدا المشاكل الكبرى الكارثية ــ لا سمح الله ــ لا ننسى أبدا أن الفتاة/ المرأة، كما الشاب/ الرجل، في هذا النشاط الحيوي الإنساني.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home