برنسيس إيكاروس

Friday, March 19, 2010

أبا قتيبة نستشعر فقدك






الدكتور الربعي بكاميرا منى الشافعي في رابطة الأدباء
*****
كتبت منى الشافعي
****
«حين يحزن الإنسان تتوقف المحابر في الأقلام، فلا يقوى الشعراء على كتابة قصائدهم.. وتكف الزهور عن التفتح، احتجاجا على حالة الحزن المجنون، وتتوقف الأمواج عن مداعبة الشواطئ»
نعم، يا أخي أبا قتيبة، هذه كلماتك اخترتها من احدى أربعائياتك التي تتحدث فيها عن حالات الحزن.. فكيف يا ترى سأكتب اليوم عنك، والحزن يلفني، والوجع يعتصرني، حين صافحني وجه يوم الجمعة 5 مارس دامعا حزينا على غير عادته؟!
أتراه يشعر مثلي بالحزن ومثل محبيك الآخرين، ويتألم مثلنا على فقدك يا أبا قتيبة؟! -رحمة الله عليك- إنه يوم ذكراك الثانية الموجعة.
سنتان يا أخي وصديقي الصدوق د. أحمد الربعي، لم نسمع خلالهما صوتك الوطني، وأنت تشارك في القنوات الفضائية الصديقة والعدوة محاورا، مناصرا، مدافعا، موضحا كل شيء عن حبيبتك الكويت الجميلة، التي سكنت قلبك وجرت دما في شرايينك، والتي ستظل جميلة.. هكذا علمتنا، كما هي ذكراك التي ستظل في قلوبنا الأجمل
سنتان يا أبا قتيبة، وفقْدنا موجع حين سكت قلمك المتفرد في الصحافة المحلية والعربية، خاصة حين انطفأت شرارة أربعائياتك الرائعة، فأصبح للأربعاء لون غير اللون، ونكهة غير النكهة، ناهيك عن عمودك الحر «بالمقلوب».
رحمة الله عليك يا أخي الغالي د. أحمد، لك وحشة معتمة تغطي النفوس، وفراغ كبير في القلوب يتسع كل عام ويكبر.
حقا، حين فقدتك محبوبتك الكويت الجميلة، فقدت صوتا ناطقا بالحق، أكاديميا متمكنا، سياسيا محنكا، صحافيا متميزا، مفكرا عظيما، شاعرا مرهفا وعاشقا مرددا لكل كلمة جميلة.. بحرٌ من الصفات والألقاب أنت يا د. أحمد الربعي، فعذرا للاختصار.
•••
كيف أنساك يا أبا قتيبة، ولا يزال توجيهك وتشجيعك لي، وثقتك بقلمي هي «أيقونتي» التي احتفظ بها لحظة الكتابة الابداعية، وبوصلتي التي ترشدني، حيث كلماتك الرائعة المشجعة تتناغم في أذني، تدفعني للكتابة
يا أخي الغائب في فراديس الخلد، الحاضر في قلوبنا وبين أعيننا، لن أنسى نبرة صوتك الهادئة الواثقة حين رددت بقلب يملؤه الإيمان، وتحركه القناعة، ويزينه الرضا، وبوجه مبتسم: «عشت والحمد لله 57، 58 عاما حلوين»، ذلك حين اشتد عليك المرض.
أيها الأخ الصديق الذي لن يعوض، أستشعر فقدك ورحيلك في كل لحظة حياة، فلا تزال ذكراك ساكنة في ألوان أقلامي وعلى صفحات دفاتري العتيقة والجديدة منذ تعارفنا أول مرة في جامعة الكويت عام 1972 وتحديدا في المكتبة، وأنت تتصفح كتابا صغيرا عنوانه «فلسفة الجمال» للدكتورة أميرة حلمي مطر.. فأي جمال تركته لنا، وأي فلسفة، يا أخي أبا قتيبة!

***********
m_alshafei@hotmail.com

2 Comments:

At 19 March, 2010, Blogger رورو الشخبوطه said...

الله يرحمه يارب..

مكانه فاضي وموجود ..

مشكوره..

 
At 23 March, 2010, Blogger برنسيس إيكاروس said...

تسلمين يا الغالية يا رورو الحلوة
وين هالغيبة ؟
مودتي

 

Post a Comment

<< Home