برنسيس إيكاروس

Thursday, June 03, 2010

الكويت عجوز الخليج


بريشة منى الشافعي
****

الكويت.. عجوز الخليج!


كتبت منى الشافعي

*****

تابعت أخيرا، برنامج «مع التقدير» الذي تبثه قناة «الوطن»، وكان اللقاء مع الأخ الوزير والنائب السابق، السيد جاسم العون.. ولست هنا لأتحدث عن المقابلة الناجحة بكل مقاييسها، لكنني هنا فقط أستعير (أتسلف)، عبارة «عجوز الكويت» من بوعبدالعزيز، التي استوقفتني، وبقدر ما أعجبتني أوجعتني، قالها السيد العون بعفويته وحماسه، والحسرة تبدو واضحة على تقاطيع وجهه، منبها الى أن الكويت، بعد أن كانت عروس الخليج، أصبحت اليوم، عجوز الخليج.. فشكرا له على هذه التسمية الجديدة التي تشي بالتطابق التام مع ما آلت إليه ديرتنا الحبيبة، التي فعلا كانت متوجة عروسا جميلة على عرش الخليج.. فأصبحت عجوزاً تئن من أوجاعها، وتبكي آلامها، التي غزت بشدة جسدها الطري الرشيق.

* * *

صدقت يا بوعبدالعزيز، فالعجوز اليوم، تعيش جوا رماديا عاصفا، سواء داخل مجلس الأمة باستجواباته المتكررة التي أصبحت بلا نكهة ولا رائحة، وبلجانه المتنوعة، ناهيك عن لجنة الظواهر السلبية المتفردة بنوعها.. أو خارج المجلس من مواطنين ومؤسسات خاصة وعامة وتلك الضبابية التي تغلف الجميع.

وهناك جراحات كثيرة أخرى طالت جسد هذه العجوز، فأصبحت تعاني أزمات اقتصادية شائكة ومتعرجة، وشللا تاما أصاب الحراك الاقتصادي.. أما التعليم فقد تراجع، والمناهج انتهت صلاحيتها، في حين تشكو الرعاية الصحية من الخلل.. ناهيك عن البطء الذي طال مشاريع التنمية عامة.. وبالتالي أصبح المواطن يطالب بحرياته الشخصية المسلوبة، فقد ملّ الولاية والوصاية من البعض باسم الدين، كما يطالب الجميع باحترام الرأي والرأي الآخر، والتعامل بالشفافية، والوسطية، ويأمل بالإصلاح والقضاء على الفساد الذي استشرى في جسد الديرة.


يا جماعة، لنتعاون ونتكاتف باسم الوحدة الوطنية، يحركنا إحساسنا بالمسؤولية.. ونتحدى العجوز ونعيد إليها الشباب والجمال والصدارة، لتعود عروس الخليج.. نتمنى!.

 

منى الشافعي

m_alshafei@hotmail.com

0 Comments:

Post a Comment

<< Home