برنسيس إيكاروس

Wednesday, October 06, 2010

لنلتقي بعد قرن


بريشة منى الشافعي








كتبت منى الشافعي


*****










دخلت «سوبر ماركت» صغيرا في احدى المدن الأميركية، يتميز بمواده الغذائية الطبيعية، صاحبه شاب يمتلئ بالحيوية والنشاط، وكعادتي وأنا أنتقي مشترياتي، أطرح أكثر من سؤال عن أنواع الخبز والفواكه والخضراوات والأجبان وحتى الشوكولاتة والآيس كريم، وغيرها من المواد الغذائية الطبيعية التي ضاق بها المكان، وهكذا جرّنا الحديث عن كيفية الاعتناء بالصحة العامة، وذلك بتغيير عاداتنا الغذائية، والتحول إلى تناول المواد الغذائية الطبيعية والصحية، وممارسة الرياضة الخفيفة، وفجأة سألني: «كم تعطيني عمراً يا سيدتي؟»، وبلا تردد أجبته: «أعتقد أنك في أول الثلاثينات»، ابتسم قائلا: «..لقد ودعت 55 عاماً قبل أسبوعين»، لم يلحظ دهشتي، فأكمل: «منذ حوالي 18 عاما قررت اتباع نظام غذائي صحي، وابتعدت كليا عن تناول اللحوم، خاصة الحمراء الدسمة، ولم أغفل ممارسة الرياضة، خاصة رياضة المشي، وهذا ما شجعني ودفعني إلى فتح هذا السوبر ماركت، المتميز ببيع المواد الغذائية الطبيعية».
كان ستيفن يتحدث بثقة عالية، من واقع تجربة حقيقية، طبّقها على نفسه، وحصد ثمارها، وأضاف: «كلما اعتنى الإنسان بغذائه، ازداد شبابا وعمراً، وإنني على يقين بأنني سأمدّ بعمري إلى أكثر من 150 عاما».
لم أقل غير: «إن شاء الله»، وحين دفعت الحساب وحملت أكياسي، وبعد أن شكرته على تلك المعلومات المشجّعة، وقبل أن أترك المحل، التفت إليّ قائلاً: «..اتبعي نظاما غذائيا طبيعيا صحيا، حتى نلتقي هنا في هذا المكان، بعد قرن من الآن»..
ابتسمت مودّعة وداخلي يردد: «..تعال يا ستيفن وشوف موائدنا اليومية العامرة باللحوم والشحوم، وما لذَّ وطاب.. والأنكى عيالنا والوجبات السريعة، وتبينا نعيش أكثر من قرن؟!».
من المعروف أن تقبُّل الإنسان أي ممارسة أو عادة جديدة، لا يحدث بصورة سريعة، إنما يحتاج إلى وقت ليس بالقصير، كما يحتاج إلى رغبة واقتناع، ومع هذا قررت أن أتبع نصيحة ستيفن، لعلّي بعد عشرين عاما على الأكثر، التقيه، هذا يمثل قمة طموحي العمري، وليس بعد قرن، كما تمنى هو.. ولكن من يدري؟!.. ربما!







0 Comments:

Post a Comment

<< Home