برنسيس إيكاروس

Tuesday, November 16, 2010

الكويت مدينتي العتيقة

كتبت منى الشافعي


إن الاحتفاظ بالمدن العتيقة، هو الذي يشكل شخصية الأمة ويمنحها هويتها، ويعترف بوجودها التاريخي والاجتماعي أمام العالم.
عندما أسافر دائما احرص على زيارة المدن العتيقة التي تستقبلني بإرثها الحضاري وتاريخها الممتد عبر العصور.. بحيث تشعرني بالرهبة والانجذاب والمتعة والتأمل، لأن المباني الاسمنتية الملفعة بالزجاج، وناطحات السحاب العملاقة، لا تشعرني بأي شيء من رائحة التاريخ الإنساني، وحضارته القديمة الرائعة المتنوعة.. فدائما كانت المدن العتيقة مصدر إلهام للشعراء والمبدعين، للفنانين التشكيليين والمصورين.. كم استمتع وأنا اتحسس عراقة تلك المدن من بين شقوق جدرانها.

***
عندما أعود الى ديرتي موسومة بعبق المدن العتيقة، محملة بعشق التاريخ القديم.. بصراحة تعلوني كآبة وتسكنني حسرة، ويمتلئ ذهني باكثر من سؤال.. أين اختفت مدينتي/ديرتي العتيقة؟! أين حي الشرق، القبلة، المرقاب، وحي الوسط.. أين معالمها العمرانية القديمة؟
مدينة الكويت القديمة (الديرة) تشبه كل المدن العتيقة، لها حضور تاريخي يزيد على الثلاثة قرون، تقع بكل شموخ على حافة الخليج العربي.. اليوم حين اتلفت حولي ابحث عن وجودها، تصطدم عيناي بناطحات السحاب الزجاجية، المباني الاسمنتية الضخمة، المولات الحديثة، وكم متنوع من المشاريع الحديثة الطراز.
يبدو ان الاهتمام بالجانب الاقتصادي قد ساهم في إهمال الجانب التراثي، واختفاء نسيج معالم مدينة الكويت العتيقة، خصوصاً الموروث العمراني البسيط، الجميل، الذي كان من الممكن أن يصبح ايضا استثمارا سياحيا.
لذا كان من الواجب علينا القيام بعملية ترميم وتأهيل لمدينة الكويت القديمة، لأنها تستحق العناية والمحافظة على معالمها، وطابعها المعماري الأصيل الممتد عبر العصور، حتى نتباهى بعتقها، ونفتخر بإرثها الحضاري.
نتمنى ألا تطول معاول الهدم والتدمير ما تبقى من الكويت العتيقة، خاصة مبنى مدرسة القبلية للبنات، فقد سمعنا ان المعدات الثقيلة باتت تحاصرها.

m_alshafei@hotmail.com

0 Comments:

Post a Comment

<< Home