برنسيس إيكاروس

Friday, December 31, 2010

التنمية الثقافية

كتبت منى الشافعي

*****

ما دمنا نتحدث صغيرنا وكبيرنا هذه الايام عن التنمية بكل عناصرها وفروعها الحياتية.. وما دام الشيء بالشيء يُذكر.. يبدو أننا تناسينا «التنمية الثقافية».. لكنني تذكرت أن أحد المهتمين بالشأن الثقافي طرح عليَّ سؤالا عن التنمية الثقافية وعلاقتها بمستوى الحرية، كوني أمارس الكتابة.. فكان جوابي:
«الثقافة كلمة واسعة مطاطة، ومفهوم حضاري ممتد، تدخل في كل مناحي الحياة اليومية للبشر، وهي ذات دلالة شاملة لا متناهية، تضم بين جنباتها كل أنشطة الحياة الإنسانية، لذا فالتنمية الثقافية مطلوبة ومهمة لرقي الأمم وتحضرها.. وبالتالي، إذا كانت مساحة الحرية ضيقة للحراك البشري، والجهد الإنساني في مكان ما، فإنها بالضرورة ــ مساحة الحرية ــ ستشكل عائقا لهذه التنمية الثقافية، وستقف حجر عثرة في وجه التطور والتحضر والتقدم للأمم.. وهذا ما نلمسه، كتابا وإعلاميين ومبدعين وباحثين وفنانين، في المحيط الثقافي في مجتمعنا، فإن مستوى الحريات بدأ يقل عن المعدل المطلوب، بحيث تضيق مساحته كلما اقتربنا من الحديث او الكتابة عن الامور السياسية، والعادات والتقاليد، والدين.. فهناك من يتصدى لك ليحاسبك على كلمة أو جملة بسيطة غير مقصودة، أو تساؤل عابر، أو حتى حرف من حروف «العلة»، في مقالتك أو نصك الإبداعي أو بحثك الاجتماعي، متناسيا أن الحرية من أولويات وأبجديات الكتابة بكل أنواعها، وهي العمود الكونكريتي لبناء التنمية، وتطوير وتوعية المجتمع ثقافيا، خصوصا في ظل العولمة وحضارة القرن الواحد والعشرين.. وبالتالي لن تثمر الكتابات ذات الحرية الناقصة المحدودة، ولن تساعد على تنمية الثقافة.. فلا تنمية ثقافية من دون حرية واسعة، منطلقة وشفافة.
الحرية هي اطلاق ملكات الانسان وتحريره من كل صور الاستغلال السياسي والاجتماعي والاقتصادي.. فالحرية ملازمة للانسان منذ ولادته، وليست منّة من احد.. وبالتالي حين توجد مساحة كافية ومعقولة من الحرية تزدهر التنمية الثقافية وتترعرع بكل عناصرها، فيبدأ الكاتب، يكتب بلا خوف أو خجل أو عيب أو حرام، وهكذا يتحرر من كل العوائق التي تقف في طريقه.. غير متناس رقابته الذاتية، ومسؤولية الكلمة.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home