برنسيس إيكاروس

Friday, December 31, 2010

احترام المواعيد

كتبت منى الشافعي

*****

يحزنني أن أفاجأ يومياً ببعض السلوكيات والممارسات غير الحضارية التي أخذت تلازم البعض منّا في تعامله وتصرفاته الحياتية اليومية مع الآخرين.
فهذه الأيام أخذت تلازمنا حالة عدم احترام المواعيد، واللامبالاة في الوقت، لذا يبدو أن التعامل مع الوقت بجدية، وتقدير أهميته باتا آخر همّ نفكر فيه.. مع أن الوقت هو الحياة.. وها نحن نضيعه بامتياز، ونهدره ببساطة، بينما نحن أحوج ما نكون إليه، خصوصاً في ظل هذه المرحلة الحياتية المتنامية المتسارعة، والأنكى أن هذه الحالة أصبحت للبعض عادة يمارسها الإنسان المثقف قبل البسيط، فازدادت شيوعاً وانتشاراً في الأوساط الثقافية العامة والخاصة، من ملتقيات ومنتديات وندوات ومحاضرات واجتماعات، وحتى دعوات شخصية وغيرها. فمن خلال جميع هذه الأنشطة، يصدمك عدم التزام أغلب المدعوين في الوقت المحدد للتواجد. أما مَنْ يلتزم بالحضور في الوقت المحدد، فأصبح هو الاستثناء لا القاعدة. فكل ما نخشاه أن تتحول هذه الحالة إلى ظاهرة، ثم تتطور لتصبح من عاداتنا وتقاليدنا التي لا تمس، وربما بعد زمن، تتشكل جيناً جديداً يضاف إلى جيناتنا.
يا جماعة، متى نتجاوز هذه السلوكيات السلبية، ونعي أن احترام المواعيد وتقدير الوقت سلوك حضاري، وعكس ذلك هو سلوك الفوضى والتخلف؟.
***
نتمنى علينا جميعاً الالتزام بالمواعيد، لأن عدم احترام المواعيد، ليس فقط هدراً للوقت، إنما هو هدر لمال الآخرين وجهدهم، هذا إذا تذكرنا أن الوقت قيمة عالية يجب أن نستثمر كل دقيقة منه، لمصلحتنا جميعاً، ومصلحة الوطن، لأن الحياة قصيرة لا تحتمل أن نضيع ثانية واحدة منها، لأن تعويضها أو استعادتها من المستحيل مهما حاولنا أو فعلنا.
ونتمنى أن نتحلى بكل السلوكيات والأخلاقيات الحضارية، وليكن أولها الاحترام، لأنه في حد ذاته، وبكل صوره، جزء من الثقافة العامة، وواجب أخلاقي راق، ومطلب وطني ملح.. فلنقف لحظة تأمل.. ولنبدأ بأنفسنا.. نتمنى!


0 Comments:

Post a Comment

<< Home