برنسيس إيكاروس

Saturday, March 05, 2011

أبا قتيبة .. ذكراك تجبرني على الكتابة




كتبت منى الشافعي




*****


يمر يوم الخامس من مارس من كل عام حزيناً دامعاً، فالوجع يسكنني والحزن يلفني يا أبا قتيبة.. فها هي ذكراك الثالثة العطرة تطل علينا، تجبرنا على تقديرها حتى ولو بتلك الكلمات البسيطة.
* * *
هناك قلائل من الناس حين تتعرف عليهم في حياتك لا يمكن ان تنساهم، أو تسلاهم ابداً، وتظلّ ذاكرتك تحمل تفردهم الانساني والفكري والادبي والعلمي والثقافي والحميمي، وانت منهم يا اخي الغالي د. احمد الربعي، فلاتزال تسكن في قلوبنا وتتجذر في وجداننا، فلا يخلو ملتقى حميمي او عام من ذكرك او الاستشهاد بكنوز كتاباتك الثرية المغرقة في المعرفة والثقافة وسحر الادب الذي كنت تعشقه.. فأنت شخصية انسانية متفردة، لك نكهة خاصة لا يمكن ان تتكرر، والاجمل حبك المتميز للكويت، الذي يعرفه كل من زاملك وتابعك، واقترب من فكرك، دائما كنت تردد: «الكويت جميلة» حتى أصبحت هذه المقولة الرائعة ايقونة نرددها جميعا في كل المناسبات، وستظل جميلة كما كنت تحلم بها وتتمناها، بطيبة كل اطيافها وعدّل حكامها وسواعد ابنائها.
لم تبخل بفكرك وعلمك على كل المحيطين بك، فقد كنت حقا مجموعة انسان، بداخلك شيء رائع، وكومة من اسرار الحياة العظيمة، التي يكفيني فخرا انها مستني في مسيرتي الادبية، فكلما اكتب حرفاً أتذكر انك اول من وجهني ووثق بحرفي ودفعني لخوض تجربة الكتابة بكل ثقة وشجاعة، ستظل ذكراك بين صفحات دفاتري العتيقة وساكنة في احباري الملونة تمدني بقوة نحو احلام جديدة، طالما كنت تقول لنا «احلموا وحققوا احلامكم، وكلما تحقق حلم احلموا بغيره».
* * *
نشتاقك يا أبا قتيبة، نشتاق الى «الاربعائيات» تلك الاستراحة الوجدانية التي بقدر ما تلهبنا مشاعر واحاسيس انسانية متنوعة، بقدر ما تمتعنا في آخر الاسبوع، فضلا عن عمودك الثري المغرق بعمق الرؤية والفكر الراقي المؤثر ذي الفلسفة الخاصة «بالمقلوب» الذي يزين جريدة القبس.
نشتاقك يا أخي الغالي، نشتاق الى جلساتك الحميمية، حين كنا نتحلق حولك، نصغي مستمتعين وانت تغرد بقصائد غيرك من الشعراء الذين كنت تعشق ابداعهم، كم نحن بحاجتك يا أبا قتيبة هذه الايام، التي تمر على عالمنا العربي، صعبة، معقدة، ومتأزمة، نحتاج رأيك وفكرك!
نشتاقك يا د. احمد الربعي، نشتاق الى قصائدك الرائعة التي كنت تكتبها من دون ان تنشرها.. تلك احداها:
«عندما تغيبين،
يلف هذا الكون سواد وحزن،
ووحشة!».
صدقت يا أبا قتيبة، فعندما غبت عنا ورحلت باكراً، رأينا الكون ملفوفاً بالحزن متلفعاً بالسواد.. بصراحة، نستشعر فقدك، ولك وحشة احلك من ليالي الهم والوجع.
* * *
عذراً..
عاجزة هي الابجديات التي تعبر بامتياز عن شخص غير عادي مثلك يا ابا قتيبة.. ليرحمك الله ويرحمنا جميعاً.. لك جنات النعيم، ولنا الصبر والسلوان.


2 Comments:

At 06 March, 2011, Blogger Manal said...

الله يرحمه
كانت له وقفاته

 
At 07 March, 2011, Blogger برنسيس إيكاروس said...

ابنتي الغالية منولة
شكرااااااااا لمرورك وتفاعلك
مع المقالة
مودتي

 

Post a Comment

<< Home