برنسيس إيكاروس

Friday, March 11, 2011

الى متى الشعب الليبي ينزف ؟

كتبت منى الشافعي

يبدو واضحا، ان العالم العربي قد تجاوز الأرقام القياسية للثورات والانتفاضات والاحتجاجات الشعبية الشبابية، التي بدأها الشعب التونسي بثورة الياسمين في 18 ديسمبر من العام المنصرم، ثم انفرطت المسبحة العربية، فتبعه الشعب المصري والليبي واليمني والبحريني والعُماني.. والحبل على الجرار.. ولهذا احتل العالم العربي مركزا مميزا في كتاب «غينيس» للأرقام القياسية العالمية، وطبعا هذا حقه الأدبي، لأنه تفوق على أقرانه من الأمم والشعوب الأخرى بتتالي ثوراته الجماعية.. لا يسعنا هنا إلا أن نبارك له هذا النصر العالمي!

***
أكدت لنا تلك الظاهرة الايجابية للثورات المتلاحقة، أن هناك عددا لا بأس به من رواد مدارس الدكتاتورية، يمارسون اللاإنسانية بشغف، ضد شعوبهم المقهورة، الجائعة، الفقيرة، المظلومة، الذليلة.. التي كانت صامتة لعقود طويلة، قبل أن تنهض وتنتفض.
أقرب مثال، ما يحدث اليوم على مرأى من عيوننا، في الشقيقة ليبيا الدولة الغنية، النفطية، الجميلة، المختطفة من السلطة الدكتاتورية التي لا تزال تمارس عليها العنف والسطوة، وتشن الغارات الجوية المتلاحقة، على الشعب البريء، المسالم الأعزل، وتنال من أمنه وأمانه، وتقيد حريته، وتمنع عنه لقمة عيشه البسيطة، في الوقت الذي تغتال فيه ثروات بلاده ومقدراتها، حتى تلوث هواء ليبيا بـ«فيروس» الظلم والقمع والقهر والقتل، لينتشر في كل أرجاء المدن الليبية، لتنتفض وتحتج وتثور على الدكتاتورية المستديمة، الملتصقة بكرسي السلطة غير العادي.. ولكن ل.تَع. تلك السلطة أن الشعوب خرجت عن السيطرة، ولن تتوقف حتى تنتصر لتتحرر.

***
يا جماعة الخير، هل بقي شيء من الإنسانية في فوضى عالم اليوم؟ عالم الدكتاتوريات العابثة بالإنسانية التي تتلاعب بشعوبها المغلوبة على أمرها؟ بصراحة.. إنه عالم مقلوب، تحيط حدوده السطوة والقسوة وقوة السلاح.. اين حقوق الإنسان، أين العدل والإخاء والمساواة، أين حقوق الشعب الليبي أيها العالم؟

***
إحساسي جدا عميق، بحجم معاناة الشعب الليبي الشقيق، لأننا ــ ككويتيين ــ عانينا المر والأمرّ منه، واكتوينا بنار ملك الدكتاتورية المقبور صدام حسين، في فترة الغزو والاحتلال الصدامي لكويتنا الحبيبة، التي دامت بسطوتها فوق رؤوسنا سبعة أشهر عجاف بين الصمود والشتات.. لذا، لماذا لا يتحرك العالم بسرعة لإنقاذ هذا الشعب المغدور، المختطف في أرضه وسمائه؟.. ما جدوى الاجتماعات، التأجيل، القرارات، والشعب الليبي ينزف كل يوم عشرات القتلى والجرحى.. والعالم الحر يمارس دور المتفرج ويمتطي ظهر السلحفاة؟.. ترى متى يستعيد الإنسان العربي إنسانيته المفقودة؟

0 Comments:

Post a Comment

<< Home