برنسيس إيكاروس

Monday, March 21, 2011

لعيد الأم سحره الخاص

كتبت منى الشافعي
****
كل عام والأمهات يزددن روعة وجمالاً وشموخاً في عيدهن.. وكل عام والأمهات الرائعات بمليون خير.
***
يحزنني أن أسمع من بعض الأمهات حكايات مؤلمة، ومواقف لا يتقبلها الحس الإنساني، وخلافات قد لا نستوعبها، أو حتى نتصور حدوثها، عن عقوق الأبناء.. وما يؤلمني أكثر ويستوقفني ليدفعني للكتابة أن العقوق يأتي من البنات!
كيف تستطيع الابنة، تلك الأنثى الرقيقة التي أصبحت أو ستصبح أما، امتداداً للطبيعة الانسانية.. أقول كيف تستطيع أن تمارس تصرفاً غير لائق، وسلوكاً مرفوضاً دينياً واجتماعياً بحق أمها، يشوه العلاقات الأسرية، ويبتعد عن الصورة الانسانية الراقية؟!
ألا تعي، تلك الابنة العاقة أن الإسلام كرّم الأُم وأمرنا باحترامها، والب.رّ بها.. وأن الله سبحانه وتعالى حرّم عقوقها، وأمرنا بمعاملتها بالحسنى ردا لجميلها علينا، وعرفاناً باحتوائها لنا في كل لحظات حياتنا؟! ألا تدرك تلك الابنة أن نبينا محمدا - صلى الله عليه وسلم - أوصى بالأم خيراً؟.. ألم تقرأ قول الله تعالى: «..حملته أمه وهناً على وهن، وفصاله في عامين..»؟ أما الإمام الشافعي - يرحمه الله - فيقول: «واخضع لأمك وارضها، فعقوقها إحدى الك.بَر».
***
إن الأمومة نعمة كبيرة متفردة، وخصوصية مقدسة، خصّ الله تعالى بها المرأة وميزها عن الرجل.. وبالتالي هل يعقل أن احدنا ينسى أمه، أو يحقد عليها، أو يعاديها نتيجة لأمور حياتية زائلة؟!.. أليست الأم هي نبع الحنان والحب والرحمة والتضحية والعطاء اللامتناهي؟! هل ينسى أحدنا ما قدمته له أمه وهو صغير حين كان يحتمي بحضنها في لحظات خوفه وفزعه، فيشعر بالطمأنينة ويحس بالأمان؟.. صدق سقراط حين قال: «لم أطمئن قط إلا وأنا في حجر أمي».
أيها الأبناء - خاصة البنات - ترفقوا بأمهاتكم، فهنّ أحنّ عليكم حتى من أنفسكم.. فمن يفقد أمه - لا سمح الله - فكأنما فقد كل شيء، كما يقول محمود درويش: «لن أسميك امرأة، سأسميك كل شيء».. أما المتنبي فيقول: «أح.ن إلى الكأس التي شربت بها وأهوى لمثواها التراب وما ضمّا».
***
نعم.. البشر خطاؤون، لكن، في مثل هذا اليوم المميز (يوم عيد الأم).. على كل من أخطأ بحق أمه، أن يُحرّك ضميره ويحاسب نفسه، ويتصالح معها، ويبحث عن أخطائه وعثراته وعقوقه ويحمل بيده وردة، ويذهب نادماً، معتذراً، يُقبّل اليد الحنونة التي احتضنته وربته واحتوته صغيرا / كبيرا.. غير متناس أن قلوب الأمهات، ستقبل الاعتذار مهما كان الابن عاقا.. يقول شكسبير: «لا توجد في الدنيا وسادة أنعم من حضن الأم، ولا وردة أجمل من ثغرها».
وبالتالي أيها الأبناء الرائعون، لا نريد أن نشوه هذا اليوم الجميل، فالمجتمع الكويتي كان ولا يزال يُقدّس شيئاً اسمه الأم.

منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com

0 Comments:

Post a Comment

<< Home