برنسيس إيكاروس

Thursday, February 02, 2012

الكويتيون في عيون الآخرين


الكويتيون في
عيون الآخرين!
كتبت منى الشافعي

قال الإمام علي بن أبي طالب (كرم الله
وجهه) «الناس صنفان، إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخَلق».***أحد
الشباب الطيبين، أخبرني انه ذهب الى محل/دكان في الجمعية التعاونية في منطقتهم،
يبيع «نخي وباجلّة».. وحين وصل الى الدكان، كان صاحبه يتناول وجبة الغداء في الطرف
شبه الخفي من الدكان، انتظر الشاب بضع دقائق، منحت البائع بعض الوقت لأن يغسل يديه،
ويقف مسرعاً أمام الكاونتر قائلاً «تفزل/تفضل»، وقبل ان يتفضل الشاب بتحديد طلباته،
بادر البائع بقوله: «آسف يا أخي لانني أبعدتك عن وجبتك»، ثم تبع عبارته بطلباته من
النخي والباجلة والآش والهريس _ يبدو ان الجوع يقرص معدته بشدة_.أخذ البائع
يحضّر الطلبات، وحين انتهى حمل الأكياس الأربعة وقدمها الى الشاب، فمد له الشاب
بالمبلغ مؤكداً: «شكراً أخوي.. وأكرر اعتذاري»، وقبل ان يتناول البائع المبلغ،
مبتسما ردد: «انت كويتي؟.. كلامك يقول كويتي.. لكن ماكو دشداشة.. و.. و»، الشاب كان
يرتدي الجينز والتي شيرت، اجابه الشاب مبتسما: «اي نعم آنه كويتي»، وهنا اتسعت رقعة
ابتسامة البائع ليقول: «واجد غريبة.. ريّال كويتي يدخل هذا محل.. يصرخ، وينك انت..
يا الله.. يا الله.. بسرعة وراي شغل.. واحد مرة/سيدة، يجي محل.. تقول.. يا الله
بسرعة.. آنه مستعيلة.. سيارتي سافتة غلط.. هذا أول مرة يدخل محل واحد كويتي يقول،
آسف، يقول مشكور، يقول أخوي».***هذا ما حدث للشاب الكويتي الرائع الذي
احترم انسانية ووجود هذا البائع الغريب، مقدراً تعبه وحقه في تناول غدائه.لماذا
تصرفاتنا - ككويتيين - وصلت الى هذا المستوى غير المرغوب فيه، لماذا تغيرت
سلوكياتنا الراقية الى غيرها؟!.بهذه النظرة السلبية يرانا الأخوة الأجانب الذين
يعيشون بيننا.. فهل بالغ هذا البائع الأجنبي.. أم هذا قليل من كثير؟نتمنى ان
يدرك البشر، ان هناك عرقاً واحداً فقط هو العرق الانساني، واننا جميعاً ننتمي الى
هذا العرق، وان احترام الآخر من الأخلاقيات الحضارية، وهو جزء من ثقافة الشعوب
والأمم، الذي تربى عليه الآباء والأجداد، وبالتالي نتمنى علينا جميعاً ألا نفقده !
m_alshafei@hotmail.com

0 Comments:

Post a Comment

<< Home