برنسيس إيكاروس

Monday, March 05, 2012

أبا قتيبة.. ذكراك حُكمٌ مؤبد

المرحوم الدكتور أحمد الربعي والأديبة منى الشافعي

أبا قتيبة
ذكراك حُكمٌ مؤبد!
كتب منى الشافعي

رحلت باكراً يا أخي وصديقي يا د. أحمد
الربعي، وتركت في قلوبنا غصة، عزاؤنا ذكراك التي بقيت طازجة، ننثرها في الفضاءات
الرحبة، فأنت باقٍ في كل ما حققته من إنجازات في مسيرتك الإنسانية، فقد كفيت ووفيت،
بعلمك وفكرك ورؤاك وفلسفتك وإبداعك.***ها هي ذكراك الرابعة تطلّ علينا
بعتمة موجعة، وحين يمسنا الحنين إليك، يدفعنا بشغف الى تصفح كتاب «أربعائيات»
لتصافحنا كلماتك العطرة الثرية، التي لا تزال تنبض بالصدق والإخلاص، الجمال والرقة،
الأصالة والوطنية، نستمد منها بعض الدفء، وكل العزاء، ومن «الأربعائيات» سأقتطف هذا
القليل: «أشعلوا الشموع، فالوطن يحتفل بعيد ميلاه الجميل، هذا وطن ملوّن مثل قوس
قزح، قوته في ألوانه الصارخة، وفي تفتح كل ألوان الزهور على أرضه، وفي قدرته
الخارقة على الصبر على كل شيء...». ويضيف: «وطنكم في عيد ميلاده يستحق أن نحترم
إنجازاته، أن نقدّر مبدعيه، أن نقف صفاً قوياً ضد كل مَنْ يريد أن يستغله ويسرقه في
وضح النهار، متسلحين بالقانون والدستور والشفافية بوضوح!».***وحين تهاجمنا
الدموع سخية، نستعيد نصيبك من الشعر، فقد كنت محباً للشعر، منفتحاً على الأدب.. لذا
كانت جلسات صباح الخميس في صحيفة القبس مرتوية، مملوءة بالشعر وأحاديث الأدب، ذلك
حين استهوتك لعبة الشعر وسحرك الحفظ والإلقاء، كنا نصغي إليك بشغف ومتعة وأنت تلقي
على مسامعنا بصوتك الهادئ الحنون المعبّر، وروحك الحيوية، أجمل القصائد وأعذبها..
هكذا كنت توفي الجلسات، اللقاءات، المقابلات، الندوات، المناقشات، المحاضرات، حقها،
فتنتزع تقدير المتابعين وإعجابهم بنكهة الدهشة.. لقد كنت حقاً مجموعة
إنسان.***ها نحن اليوم وفي ظل هذه الظروف المعقدة، نشتاقك أكثر، ونتمنى
عمودك «بالمقلوب»، ذا الفكر المؤثر والحس الوطني، والرؤى البعيدة، الذي كان يرطب
قلوبنا بعد كل يباس، ويخفف من أوجاع الوطن التي ازدادت فتراكمت.نعم، كم نحن
اليوم يا أبا قتيبة في حاجة الى «بالمقلوب»، كي نحتمي بتفاؤله من تقلبات الزمن..
فقد أصبحت أمور كثيرة عندنا بالمقلوب.. ناهيك عن عالمنا العربي المنقلب، الذي
لايزال يتقلب على جمر المركبات المفخخة والدبابات الوطنية وغيرها.. وها هي كلماتك
بالأمس وكأنها شاهدة اليوم.. تقول كلماتك: «أوطاننا بحاجة إلى الرفق مثلما هي بحاجة
الى الاصلاح! العاشق والمحب والخائف على أحبته يترفق بهم! الكارهون فقط يمارسون
تعذيب مَنْ يعشقون!».. وتقول أيضا: «الأوطان لا تُبنى بإلغاء حقوق الآخرين وحريتهم
في التفكير بشكل مختلف، وممارسة عقائدهم بشكل مختلف! الأوطان لا تُبنى بالسيارات
المفخخة والقتل على الهوية!».***بصراحة يا أبا قتيبة، مَنْ يستشعر فقدك
بامتياز، هي معشوقتك الكويت.. فقد علمتنا أن نتفاءل بكويت أحلى / أجمل.. وها هي
مقولتك الرائعة «الكويت جميلة»، نحملها تعويذة تنعش قلوبنا.. نتمنى أن تظل الكويت
جميلة بعون الله.. يرحمك الله رحمة واسعة ويسكنك فسيح جناته.. يا أخاً / صديقاً /
أستاذاً... يغيب

0 Comments:

Post a Comment

<< Home