برنسيس إيكاروس

Saturday, March 24, 2012

الفرح .. القلق

الفرح.. القلق
كتبت منى الشافعي

لماذا نغتال الفرح في عيون الآخر، ونقتل بهجته وننهره اذا ضحك او صفق او تمايل مع لحن عذب جميل.. لماذا نعد عليه حركاته وتطلعاته، ونحجر على افكاره ونلوم نظراته، ونمارس عليه ولايتنا من غير حق مع ان المادة 30 من دستور دولة الكويت تقول «الحرية الشخصية مكفولة»؟!
***
هذه الممارسات غير المسؤولة وغيرها جعلت المواطن الكويتي هذه الايام، عبارة عن حزمة قلق تتخبط في كل اتجاه.. يزداد قلقه ويتعقد حين يفكر في مستقبل الديرة، مستقبل عياله واحفاده، لأن في الديرة من الاحداث والمؤشرات والتوجهات - خاصة تحت قبة عبدالله السالم - ما يدعو الى القلق والخوف والحيرة والتوتر والتعب، وصعوبة التركيز على اي شيء آخر في حياته الخاصة قد يجلب له الفرح وباقات الورود.. ذلك لان هناك - ايضا - في فضاءات حياته كثيرا من المفاجآت غير السارة - الحياة الاجتماعية والاقتصادية - هموم العمل والصحة والاسرة، تلاحقه من كل حدب وصوب.. بالكاد يستطيع ان ينفذ من احد شقوقها براحة وسلامة، ولسان حاله يقول «وين ما أطقها عوية»!
***
إن الشعور بالقلق وعدم الاستقرار والراحة النفسية، تعتبر من ألصق المشاعر الانسانية بالبشر.. لذا، اصبح المواطن بلا متعة حقيقية تفرحه وتشرح صدره، ولا مزاج مرتاح، ولا روح مرحة.. كل هذه المشاعر الانسانية الرقيقة، الجميلة، تبخرت وطارت من نفسه القلقة، فكثرة الضغوط الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، خطفت منه فرحة الحياة ورونقها المبهج الجميل.. لذا، فإن اغلب الكويتيين - ان لم يكن كلهم - مصابون بامراض المعدة، والقولون العصبي، فضلا عن امراض ارتفاع ضغط الدم والقلب والسكري، والاكتئاب.. وهذه الامراض من اهم اسبابها القلق المزمن والتوتر.. ونحن في الكويت صار لنا مدة طويلة، ونحن قلقون ومهمومون وغير متوازنين في اغلب امورنا اليومية.. فإلى متى؟! وكيف سنتغلب على هذه الحالة القلقة قبل ان تصبح ظاهرة؟!
***
حالة شفاء المواطن الكويتي بسيطة جدا، فالدواء موجود على شكل حبوب شافية تسمى «اولويات نيابية»، تصرفها صيدلية مجلس الامة.. وهناك كبسولات مهدئة تسمى «انجاز المشاريع المعطلة وتفعيل عجلة التنمية» موجودة في صيدلية الحكومة.. نتمنى لكم ولنا الشفاء!

m_alshafei@hotmail.com

0 Comments:

Post a Comment

<< Home