برنسيس إيكاروس

Saturday, April 28, 2012

الكويت دائما الأخيرة 1 من 2


الكويت دائما الأخيرة
كتبت منى الشافعي
******


تطالعنا الصحف هذه الأيام بإحصائيات ومعلومات عالمية من جهات مؤهلة، مدروسة بدقة، حول أمور حياتية لها تأثير إيجابي في حياة المواطن ووطنه - أي وطني - ولقد ندت جباهنا كمواطنين كويتيين، واكتست أرواحنا بلباس الحياء مما نقرأه عن أحوالنا التي تأخرت كثيراً عن الآخرين، وبعبارة أخرى، يبدو أننا لا نريد أن نصدق ما يكتب عن تأخرنا، لذلك عندما تصطدم عيوننا بتلك الحقائق، وقبل أن نشهق مندهشين نقلب الصفحة بكل قوة، ربما كي نرتاح نفسياً من كثرة السلبيات التي تكومت في دروب الديرة الجميلة لتتسلق أكتافنا بثقلها اللامحدود.. فعلى سبيل المثال لا الحصر، لأن السلبيات كثيرة «تُعد الكويت في المرتبة الأخيرة خليجيا من حيث كفاءة تقنية المعلومات، وتحتل المرتبة 114 عالمياً في تصنيف الأولويات الحكومية، لتكنولوجيا المعلومات».. لماذا؟ ألا توحد كفاءات وطنية، ألا توجد ميزانية؟!.. «تحتل الكويت المرتبة 19 عالمياً في استهلاك التبغ مع معدل استهلاك 2280 سيجارة لكل فرد سنوياً، أما التكلفة المالية للتدخين فتبلغ سنوياً 72 مليون دينار».. مبروك علينا، ثقافة كويتية نُحسد عليها، مع ان لوحة «ممنوع التدخين» معلقة في كل مكان في الكويت!
ولو تحدثنا عن التعليم، فلن ننتهي. والغريب أن الكويت من أكثر الدول إنفاقاً على التعليم، لكن الإخفاقات تتوالى ليصبح التعليم عندنا إحدى أزماتنا الحادة.. لأن المخرجات - الطلبة - نتائجهم مخيبة للآمال، وبعيدة عن طموح المجتمع، مع اننا نعرف جيداً ان أزمة التعليم عندنا ليست حديثة، فهي مثل كرة الثلج التي تدحرجت فتضاعفت عشرات المرات، منذ عقدين تقريباً ولا تزال تتدحرج لتتضاعف.. تقول الإحصائيات عن التعليم.. «الدوام المدرسي السنوي في الكويت 132 أسبوعاً وفي أوروبا 139 أسبوعاً، وساعات دوام الطلبة الفعلي 565 ساعة، أما في اندونيسيا فهو 1200 ساعة وفي الهند 1000 ساعة.. و.. و.. و».. يبدو أننا في آخر الطابور «الساعاتي» العالمي، وشكرا للعطل الممتدة على طول العام الدراسي بمناسبة ومن دون مناسبة.. أما الدروس الخصوصية التي أصبحت تجارة حرة بلا ضوابط ولا ذمم، فالكويت تتصدر دول العالم بامتياز في هذه التجارة.. مع أن المشكلة التعليمية واضحة للجميع، والحلول بين أعينهم... ولكن؟!
ولو انتقلنا إلى البيئة في الكويت، فتقول الإحصائيات.. «الكويت في المراتب الأخيرة عالمياً من حيث نسبة التلوث».. بمعنى حتى الأوكسجين أصبح فاسداً، فكيف نعيش في جو صحي آمن بعد ذلك؟ ناهيك عن ملايين الإطارات المهملة في مكب النفايات، وما حصل من حرائق لبعض هذه الإطارات.. ولكن كيف سنتعامل معها علمياً قبل أن تسبب كارثة بيئية - لا سمح الله -؟!

0 Comments:

Post a Comment

<< Home