برنسيس إيكاروس

Sunday, April 29, 2012

الكويت دائما الأخيرة 2 من 2 .



الكويت دائما الأخيرة
******


إن الفساد الذي استشرى في الديرة كالأخطبوط دخل في كل مؤسسة خاصة وعامة، وتربع على كل مكتب، واحتل كل كرسي وثير أو بسيط، وتسلق بامتياز كل النفوس المريضة الأنانية التي تنظر إلى مصلحتها الشخصية وتتجمّد.
وتتوالى الاحصاءات العالمية يوميا، لتوجعنا، ويسكننا الألم ونحن نقرأ أننا دائما نحتل آخر الصفوف في كل شيء، بينما كانت لنا الريادة في كثير من الأمور الرائعة، خاصة خليجيا.. لماذا؟!.. طبعا، لأن أولويات حكومتنا الرشيدة ومجلسنا الموقر انحصرت في اسقاط القروض، اسقاط الفوائد، تخريجة جديدة لوضع القروض، فضلا عن كتل المجلس التي تتسابق على اعداد المشاريع بقوانين لهذه الحالة.. كذلك هي حالة الكوادر وزيادة الموظفين والمتقاعدين التي أصبحت من الأولويات المهمة لهدر الأموال.. أما حكاية الأغلبية والأقلية البرلمانية، وما بينهما من مد وجزر، وتأزيم وغيره، فقد شغلت الجميع وعطّلت مصالح الديرة.
أما الاستجوابات البرلمانية، فقد أصبحت سمة وظاهرة عالمية، وهنا فقط تأتي الكويت في أول الطابور العالمي، فهنيئا لنا كمواطنين.. أما حكومتنا فغالبا ما تقف مكتوفة الأيدي أمام كل حالة أو ظاهرة أو موضوع حساس يناقشه البرلمان.. لماذا يا حكومة والديرة غنية بالقوانين الرائدة واللوائح الثرية.. ولكن المشكلة تكمن في عدم تطبيق هذه القوانين.. ولكن الى متى يا حكومة؟!
هذه الأمور والأولويات السابقة هي التي عطّلت عجلة التنمية عن الدوران بكل صورها لأكثر من عقدين، وأوقفت حال البلد اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، وهذا ما جرّنا لنصبح متأخرين عن ركب الحضارة والتطور الخليجي - العالمي.. أما أجيالنا القادمة فمهددة بالعوز المالي بعد كل هذا الهدر غير المسؤول.. ذلك لأن حكومتنا الرشيدة اعترفت بأن الكويت باتت في أعلى قائمة الدول من حيث الانفاق على الأجور والمرتّبات نسبة الى اجمالي الانفاق الحكومي، وذلك بعد البنك الدولي الذي أشار الى هذه الحقيقة.
والسؤال الذي يحيرنا ويقلق الجميع: لماذا نتراجع على كل الصعد في الوقت الذي نتمتع فيه بمزايا طبيعية والحمدلله؟ ثروة نفطية، امكانات بشرية، عقول مفكرة، طاقات شبابية متوثبة للعمل في القطاعين الخاص والعام، تحتاج فقط الى تأهيل وتدريب وتشجيع معنوي.
نتمنى، بجرة قلم له بصمة لا تنمحي، ان تعود الكويت عروس الخليج، ورائدة كما كانت، ومواكبة لنبض العالم المتحضر.. نتمنى!

0 Comments:

Post a Comment

<< Home