برنسيس إيكاروس

Monday, April 23, 2012

الكويت وتلوث البيئة .


                                          كتبت منى الشافعي


نشرت صحيفة القبس أخيراً خبراً يصدمك ويصيبك بالهلع والخوف.. يقول الخبر: «حلت الكويت في المراتب الأخيرة عالمياً من حيث نسبة تلوث البيئة، إذ جاءت في المرتبة 126 من أصل 132 دولة مصنفة على مؤشر الأداء البيئي EPI..».
***
إن رقي الأمم والشعوب يقاس بمدى الحفاظ على سلامة بيئتها. وبالتالي، فإن تلويث البيئة عدو جبار يرتد سلباً على كل مناحي حياتنا، كما أصبحت مشاكلها معقدة لأننا جزء من البيئة الكونية التي تشكو بامتياز التلويث العالمي، وبيئتنا حتماً تتأثر سلباً بما حولها وليست مستقلة تماماً.. لذا حماية بيئتنا أصبحت أمراً ملحاً، والمحافظة عليها نظيفة، وحسن التعامل معها ضرورة، حتى نتركها نقية نظيفة للأجيال القادمة.. ولا نغفل أو نتناسى أننا نعيش من خيرها، فعناصرها الطبيعية من هواء وماء ونبات وحيوان، وطاقة شمسية، هدية ثمينة منها لنا.. وبالتالي نتساءل بدهشة: ما الأسباب التي أدت الى حالة بيئتنا المرعبة، وكيف نستطيع أن نخفف ونحد من هذه المشكلة الظاهرة في المرحلة المقبلة؟!
***
الحفاظ على بيئة نظيفة معافاة، وحمايتها من مخاطر التلويث المحلي والعالمي، يحتاجان الى عمل جماعي، وبذل جهود مكثفة ومتنوعة من الجهات المعنية الخاصة والعامة.
يستطيع المواطن الغيور على أرضه وبيئته ونفسه، أن يساهم في الحفاظ على البيئة بأعمال بسيطة منها اعادة استعمال «ري سايكل» المواد المصنعة البلاستيكية والورقية والزجاجية وغيرها، التي يستخدمها يومياً.. كما يجب أن يتوقف عن هدر المياه، ويحذر من رمي الفضلات والأوساخ في البحر الذي هو مصدرنا الوحيد للشرب، ولينتبه الى ترشيد استخدام الطاقة الكهربائية.. وإن أمكن يزيد المساحة الخضراء، أو يزرع نخلة في حديقة منزله.. والأهم أن يحترم القوانين المتعلقة بسلامة البيئة وحمايتها.. وهذه بداية جيدة، وستكون فاعلة، لو بدأ كل مواطن بنفسه.
***
أما الجهات المسؤولة والمعنية فعليها أولاً وضع خطط توعية دائمة للمواطن، وتبصيره بخطورة الحالة قبل أن تُصبح كارثة - لا سمح الله - والأهم الانتباه الى المشاريع الضخمة، والمصانع الكبيرة، خاصة الصناعات القائمة على البترول ومشتقاته، التي تخلف بقايا لمواد غريبة وضارة لم تتعودها بيئتنا.. كما عليها أن تتعامل مع الفضلات الكيميائية السامة والاشعاعية، خصوصاً مخلفات المستشفيات، بجدية أكبر.. وأن تتعامل بحذر شديد مع مرادم النفايات وتطبق القوانين الدولية بهذا الخصوص.. وعليها الالتفات الى التشجير، وتوسيع المساحات الخضراء داخل المناطق السكنية المكتظة بالسكان حتى لا تزداد ظاهرة التصحر وامتداد الصحراء، وحتى تزداد نسبة الاكسجين في الهواء.. كما عليها أن تنوع مصادر الطاقة النظيفة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة المياه، والأمواج، وغيرها وفق ما هو متوافر في بيئتنا.. ولتكن هذه الأمور من أهم عناصر التنمية في البلاد.
وهكذا، معاً، نحاول الحفاظ على مقومات حياتنا من أكسجين وماء ونبات وحيوان وطاقة شمسية، ونقلل من مشاكلنا الصحية، ونبعد شبح الأمراض الغريبة عن ديرتنا الحبيبة.. نتمنى.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home