برنسيس إيكاروس

Tuesday, August 28, 2012

بشاعة الاشاعة







بشاعة الاشاعة
 
منى الشافعي
في فترة سابقة، بعيدة عن اليوم، نشرت مقالا أحذر فيه من بث الإشاعات وترويجها، وفي ظلّ هذه الفترة الحرجة التي نعيشها، ومع تسارع الأحداث المختلفة التي تحيط بالمنطقة، ومع استمرار ما يسمى بالربيع العربي، والأنكى مع وجود تقنية التواصل الاجتماعي الحديثة، مثل التويتر والفيسبوك والواتس آب، التي أسأنا استخدامها وسخرناها لمثل هذه الأغراض الخبيثة، ومع وجود الدواوين والساحات، حتما ستجد الإشاعة مكانا خصبا ومرتعا فسيحا في عقول الناس ونفوسهم، وهذا أمر طبيعي في مثل هذه الظروف الصعبة، المتقلبة في الخارج، والجو المحتقن، المأزوم الذي فرضناه علينا في الداخل.. وبالتالي وجدت من واجبي الوطني، وحسي الإنساني أن أكتب مرة أخرى عن بشاعة الإشاعة، ذلك لأن الإشاعات هذه الايام بدل ان تتوقف لتختفي، تصاعدت بشكل لافت وموجع.
* * *
يختار مروجو الاشاعات من أصحاب النفوس الضعيفة والوطنية المزيفة المعدومة، والضمائر الميتة، والعقول المغسولة، التوقيت المناسب حسب أجندتهم التخريبية، لبث إشاعاتهم التعيسة البائسة الفاشلة، لمصلحة بعض الجماعات التي ينتمون اليها، والتي هدفها الاساسي إشعال جذوة الفتن والتفرقة بين المواطنين، وزعزعة ثقتهم في أنفسهم وفي غيرهم، ذلك لتفكيك الجبهة الداخلية، بتشتيت تماسكها وترابطها وتلاحمها، حتى أصبح كل فرد يخشى أخاه الآخر، ويتربّص به جراء إشاعة كاذبة، وأخذ الكل يدين الكل.. وهكذا.
* * *
يا جماعة الخير، ما أحوجنا اليوم إلى تماسكنا وترابطنا، لا سيما ومنطقتنا تمر بظروف حساسة جدا، وحالة سياسية متأزمة، مشوبة بشيء من الغموض.. وما دام الشيء بالشيء يذكر، فإن الغموض يُولّد الشك عند الناس، والاشاعة تنمو في هذا الجو الذي يلازمه التوجس والتوتر، والقلق والخوف من حدوث شيء ما، نحن في غنى عنه، وهذا ما نخشاه، ولا نتمنى حدوثه بيننا كجبهة داخلية صحية.. وبالتالي، نتمنى على المواطن الصالح، والمقيم الشريف، التصدي بقوة وثقة عاليتين لمثل هذه الإشاعات البشعة، الباطلة، وتلقيها بكثير من البرود والهدوء، وضبط النفس، والأهم الامتناع عن نقلها وترويجها.. حتى لا تزعزع الوحدة الوطنية.. وليعلم الجميع أن الإشاعة سلاح الضعفاء، والجبناء الفاشلين، الذين يختبئون خلف دخانها.
* * *
يا جماعة الخير، لتظل نفوسنا صافية، وصفوفنا الوطنية قوية متراصة، لنشكل معا سدا منيعا، وسياجا عاليا، يحيطان بهذه الديرة الجميلة المعطاءة، لنحميها من كل مكروه قد يدنو صوبها.. غير متناسين، ولو للحظة، أن تماسك الجبهة الداخلية هو السند الأول والأهم، لبقاء الأمن والأمان، والاستقرار الداخلي، خاصة في هذه الأيام الرمادية.
 
 
القبس في 22 أغسطس 2012

0 Comments:

Post a Comment

<< Home