برنسيس إيكاروس

Tuesday, September 18, 2012

أخذت أكتافنا تنحني!

 
 
 
 
أخذت أكتافنا تنحني!
كتبت منى الشافعي
 


17/09/2012
القبس

نعيش هذه الأيام الرمادية تحت ضغوط حياتية يومية خاصة وعامة، داخلية وخارجية، معقدة وصعبة الهضم، والأنكى أنها كالمسلسلات الاميركية مستمرة.. وها نحن كعالم عربي نمر بفترة ومنعطف تاريخي حرج، وموجع يسمى بالربيع العربي، والذي هو بعيد كل البعد عن ربيع الطبيعة وروعته.. كما تحيطنا الاحداث والمتغيرات العالمية، والصراعات الكونية، التي تتبدل وتتنوع وتتشكل في اليوم الواحد اكثر من مرة، ذلك لتنتج في النهاية الفوضى الخلاقة/ الخناقة.. وبما اننا في الديرة، لسنا بمعزل عن كل هذه الامور الخارجية، وانعكاساتها السلبية في الداخل، والتي لا يمكن ان ندير لها ظهورنا، وبالتالي، فالضيق والقلق والهم أخذت تضغط علينا كمواطنين بشكل لا يرحم، ودائما اذا استسلم الشخص لهذا التنوع من الضغوط اللئيمة القاسية، فحتما سيؤدي تراكمها الى اضرار سلبية وامراض جسدية ونفسية ومعاناة بنكهة جديدة.. والضغوط بشكل عام، تعتبر عنصرا من عناصر الحياة، لا يخلو من وجودها في حياته اي انسان ولكن بتفاوت.. والاهم هنا كيف يتغلب عليها، ويواجهها بشجاعة هذا الانسان/ المواطن، المغلوب على امره، كي يبعد شبح آثارها السلبية عنه، وعن اسرته، وعن ديرته؟!

***
ينصح أهل الخبرة والعلم من تحاصره الضغوط من كل حدب وصوب، ان يلتفت لنفسه اولا، ويهتم بمشاكله الشخصية باحثا لها عن الحلول المناسبة.. وذلك بتبسيط الامور، متحليا بالهدوء، بحيث لا يحمل نفسه فوق طاقتها مهما كان حجم المشكلة.. لنعد الى النصائح التي تخفف من ثقل هذه الضغوط، عليه ان يفتح قلبه لمحبيه واصدقائه بمحبة وشفافية، بحيث يشركهم بكل ما يقلقه ويسلبه الراحة، خاصا او عاما، ويستشيرهم ويناقشهم بوجه متفائل مبتسم، وبشيء من المرح، حتى الألفاظ يجب ان تكون عاقلة رصينة، رقيقة بحيث تساعد على التركيز لبحث الحلول المناسبة. ومن النصائح الجميلة، ان يتناسى الشخص همومه لفترة ولو قصيرة، ويستمتع مع صحبه وجلسائه بذكريات بعض الامور الجميلة الخاصة والعامة التي مرت بحياته وحياة الآخرين، فهذه «الفضفضة»، وتلك الذكريات كفيلة بان تبعد عنه بعض الضغوط وتمنحه طاقة جديدة، وقوة اكبر، كي يحتمل المشاكل وضغوطاتها مرة اخرى، لانها لا ولن تنتهي من حياتنا قبل ان تنتهي فوضى عالم اليوم.. اما النصيحة الاجمل فهي بتمضية اجازة قصيرة جدا في مدينة دبي الشقيقة العروس الجميلة بكل المقاييس، التي حتما ستمتعه وتنسيه على الاقل ساحة الارادة، الحكومة، البرلمان، وما يتبعها من منغصات.

***
اخيرا.. لننتبه جيدا، اذا حملنا هذه الهموم لمدة طويلة على اكتافنا، فحتما سيأتي يوم تنحني اكتافنا من ثقل هذه الضغوط وتراكمها.. ويبدو أننا، اغلبنا كمواطنين، اخذت اكتافنا تنحني بقوة.. يا حكومة.. يا برلمان.. يا عقلاء!
منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com

0 Comments:

Post a Comment

<< Home