الإرادة !

القبس 4 سبتمبر 2012

الإرادة !

كتبت منى الشافعي

**************

لا أدري لماذا خطرت على بالي هذه المقالة عن الإرادة، يبدو انني تشبعت حد القلق بسماعها في الفترة الأخيرة، كذلك لأننا قتلناها كتابة وترديداً مصحوبة بكلمة ساحة، لتصبح «ساحة الإرادة "»

إذاً.. ما هي الإرادة؟

الإرادة هي صفة ملتصقة بحرية الإنسان، بحيث تعطيه خيارات متعددة للقيام بعمل ما، أو تصرف ما، أو اتخاذ قرار ما، وفي هذه الحالات يكون هو المسؤول أخلاقياً عن هذا التصرف، أو ذاك القرار، أو ذلك العمل، وقوة الإرادة هي ان يصر الشخص على تنفيذ شيء ما اختاره وصمم عليه حتى النجاح، وهنا يقال ان هذا الشخص قوي الإرادة، أو صاحب إرادة قوية، أو عزيمة قوية، وتتفاوت الإرادة وقوتها من شخص إلى آخر.

 

***

يقول علماء النفس «لكي تكون لك إرادة قوية يجب ان تدرب نفسك عليها، ابتداء من الأشياء الصغيرة ثم الكبيرة، والأهم ان تكون إرادة الخير أو السلام أو التوافق هي البداية، وليس ان تبدأ بإرادة الشر، وايذاء الآخرين، ونفسك أيضاً "

وبما ان من حقوق الإنسان ان يعبر الشخص عن أفكاره، ورغباته وآماله وتطلعاته ومشاعره وأحاسيسه، ويتطرق إلى كل القضايا والأمور التي تهمه وتؤثر في حياته، السياسية، الاجتماعية، الاقتصادية، أو الثقافية، ولكن بالتساوي مع الآخر والاستماع إليه وإلى آرائه وأفكاره حول الأمور والقضايا نفسها، بحرية مسؤولة، وكلمة عقلانية، وحوار ديموقراطي شفاف من الطرفين. فإن ساحة الإرادة عندنا تتسع لكل الآراء والأفكار والتوجهات لكل أطياف المجتمع، وقد سميت بهذا الاسم حتى نبدأ بإرادة الخير والسلام والتوافق من أجل ديرتنا الجميلة الغالية، ولأجل أنفسنا وللأجيال القادمة، ذلك إذا تجردنا من الأنانية والمصلحة الشخصية، ووضعنا نصب أعيننا الكويت أولاً، واحترمنا الرأي والرأي الآخر، غير متناسين اننا في معترك عالمي ضخم، وأمامنا تحديات هائلة، بمعنى آخر يجب ان نبدأ بالمصلحة العامة من تجمعاتنا الحضارية في ساحة الإرادة، ليعود خير هذه التجمعات مرة أخرى ليصب في المصلحة العامة، وهذا ما نريده ونأمله ونتمناه منا جميعاً، وليس العكس، لا سمح الله .