برنسيس إيكاروس

Thursday, October 25, 2012

الطابور الخامس.. كلاكيت.. مجددا


الطابور الخامس.. كلاكيت.. مجددا

كتبت منى الشافعي

القبس 25 اكتوبر 2012

     منذ أكثر من عام كتبت مقالاً يحمل عنوان «الطابور الخامس»، يبدو اننا لم ننتبه بما فيه الكفاية لخطورة هذا المصطلح الغريب، الدخيل على الثقافة الكويتية المسالمة، وبما أن في الإعادة إفادة، فها أنا أطرح الموضوع نفسه.

     في السابق كتبت «لا أدري من أين جاءتني فكرة كتابة هذا المقال، وتساءلت قائلة: ربما لأن هذا المصطلح السياسي، أخذ يتردد على ألسنة الناس بكثرة هذه الأيام». أما اليوم فأعتقد أنني أدري وبشدة، وبالتالي فثقافة الطابور الخامس تعتبر من الثقافات السلبية التي تكتسبها، وتمارسها فئة ضالة ملوثة، جبانة، خائنة، مبرمجة، سرية، تشكل خطراً كبيراً على المجتمعات المسالمة، الآمنة، تعمل فقط من أجل مصالحها الشخصية.. وبالتالي يجب على تلك المجتمعات الحضارية، المسالمة، بكل أطيافها وفئاتها، وتشكيلاتها ان تنتبه، وتأخذ حذرها من هؤلاء المندسين بينها.

* * *

     ولكن ما هو مصطلح «الطابور الخامس»؟! ولأنني كنت جاهلة بهذا المصطلح السياسي الذي أخذ يغزو ثقافتنا اليومية، فقد سارعت للتعرف عليه كي استفيد وأفيد غيري، حين بحثت وسألت العارفين، عرفت أن الطابور الخامس، كتعبير، نشأ أثناء الحرب الأهلية الأسبانية 1935 - 1939، وقد أطلقه الجنرال فرانكو، حين أعلن أثناء الحرب انه يهاجم مدريد ب‍أربعة طوابير عسكرية من الخارج، يساعده أنصاره من داخل مدريد في طابور خامس، وهؤلاء هم جماعة من مؤيدي الجنرال فرانكو المتواجدين في مدريد الخاضعة آنذاك لسيطرة الحكومة الجمهورية، والذين كان يتوقع منهم أن يثوروا على تلك الحكومة حالما تصبح فرق الجنرال فرانكو العسكرية الأربع، أو طوابيره الأربعة الزاحفة لاحتلال العاصمة على مقربة منها، وقد كانت مهمة الطابور الخامس الكبرى بث روح الهزيمة، وضعضعة الثقة في نفوس أنصار الجمهورية، وذلك عن طريق نشر الإشاعات المختلفة، فضلاً عن القيام بأعمال شغب وتخريب في البلد.

* * *

وهكذا ترسخ هذا المعنى في الاعتماد على الجواسيس (الطابور الخامس) في الثورات، والانقلابات والحروب، واتسع ليشمل مروجي الإشاعات، ومنظمي الحروب النفسية التي انتشرت نتيجة الحرب الباردة بين المعسكرين الشيوعي والغربي.

 

ثم تطورت فكرة الطابور الخامس دولياً، وذلك من مجموعة من الجواسيس، ينقلون للعدو كل حركات المجتمع وهمساته ونبضه، الى مجموعة من مسؤولين وصحافيين وكتّاب وخبراء، وجمعيات مختلفة، وجماعات تحت أسماء مرموقة ومدعومة، وبعض من يزعمون أنهم مثقفون ومتعلمون، يقومون بأعمال التجسس والتخريب وكل صور ثقافة الخيانة بالنيابة عن العدو، وذلك بإثارة الفرقة والشقاق والغوغاء والخلخلة في المجتمعات الآمنة الهادئة، المسالمة، وازدادت الفكرة تطوراً حين اتخذت طابعاً مؤسسياً في القرن العشرين، وصارت كل دول العالم بلا اسثتناء تهتم بإنشاء ما يسمى بـ«دوائر الحرب النفسية» لاستخدامها كآلة حربية مكملة ضد العدو

****

   هذا لمحة تاريخية بسيطة لهذا المصطلح السياسي، بدايته، ثم كيف تطور، من حقنا ان نتعرف عليه، لأنه أصبح أحد المصطلحات التي تهمنا، كما أصبح قريباً منا في هذه الأيام، الله يكافينا شر هذا المصطلح ويحفظ ديرتنا من كل مكروه قد يدنو صوبها.

 

 

 

 

 

 

0 Comments:

Post a Comment

<< Home