برنسيس إيكاروس

Friday, October 26, 2012

العيد .. فرصة جميلة !



 العيد .. فرصة جميلة !

كتبت منى الشافعي

القبس 26 أكتوبر 2012


    ما حدث، أخيراً، في الديرة من سلوكيات جديدة، أخذت تستشري كالداء في جسد هذا الوطن الآمن، في محاولة خبيثة لغزو أمنه، واغتيال أمانه.

    الجميع يعرف أن هذه الصراعات والمشاحنات التي تكدر صفو الديرة من وقت إلى آخر، ليست لها جذور في عناصر ثقافتنا الكويتية النقية، بل هي دخيلة وطارئة، غير متناسين أننا لسنا بمعزل عما يدور حولنا إقليمياً وعالمياً، وبالتالي، يجب علينا جميعا التصدي لكل شيء دخيل ومحوه من ثقافتنا، حتى نستطيع التركيز على التنمية بكل فروعها، خصوصاً بناء الإنسان الكويتي الجديد الذي يستطيع أن يواجه المراحل الحرجة إقليمياً، والصعبة عالمياً، الآنية منها والمستقبلية، التي تحتاج إلى جهود مكثفة، متواصلة من جميع تشكيلاتنا وأطيافنا على حد سواء، حتى نستطيع أن نلائم إيقاع هذا العصر الجديد جغرافياً وتاريخياً، الذي أخذ يتشكل أمامنا بسرعة الضوء، ناظرين بأوسع من العينين إلى مصلحة الجماعة، ومصلحة الوطن الغالي، متناسين الأنا، والإفراط في تضخيمها.

***

    لنعتبر ما حدث شذوذاً فردياً مؤقتاً، مع وضع معين ينتهي، حين تتخذ الإجراءات القانونية العادلة طريقها إلى معاقبة ومحاسبة كل من تسبب بتعكير صفو هذا المجتمع الطيب المسالم، وهذه الديرة الآمنة.. ولنكن جميعاً صوتاً واحداً لا ثاني له في وجه كل من يحاول بث سمومه وخبثه في الجسد الكويتي السليم، وكل من يؤجج نار الفتنة، ويحاول توسعة ثغرات الخصام بين أطيافنا المتحابة، طالما أن هذه السلوكيات غير المألوفة عندنا، مرفوضة دينياً، واجتماعياً، وقانونياً، ولقد أخذت مجراها القانوني، أخيراً، بامتياز، فلنقل جميعاً الحمدلله على الأمن والأمان، ولن ننسى هنا أن الكويت على صغر مساحتها إلا أنها كانت ولا تزال تتسع لجميع أطيافها، وتشكيلاتها محتضنة كل توجهاتهم النقية الفاعلة لما فيه خير هذا الوطن الجميل، مثمنة أفكارهم الجميلة البناءة.


***

    وبالتالي، وبمناسبة عيد الأضحى المبارك، وأيامه الفضيلة، لماذا لا نتكاتف ونتضامن، في محاولة للتخفيف من حدة هذه التشنجات، وتبسيط الأمور فيما بيننا بروح الأسرة الواحدة التي تربينا عليها، وتعودنا اللجوء إليها في وقت الضيق والمحن، مبتعدين عن التعقيد والصراعات التي لا مبرر لوجودها بيننا، حتى تظل ديرتنا بلد الأمن والأمان، الخير والنعمة؟ وبذلك نخلق مناخات نظيفة صافية، تشيع السعادة والرضا من حولنا، تساعدنا على الخلق والإبداع، الابتكار والتفكير السليم، التعلم والعمل المثمر والعطاء المتواصل، ولنعِ جيداً أن كل واحد منا، من دون الآخر، لا شيء.


   الكويت كحجر الألماس لا تتغير مع الزمن... فلنحافظ على لمعانها وبريقها الجذاب... وعيدكم مبارك وأيامكم سعيدة.   

0 Comments:

Post a Comment

<< Home